الكويت - (وكالات): قالت وسائل إعلام محلية إن الكويت ألقت القبض على 60 شخصاً وأغلقت جمعية خيرية محلية على خلفية مخالفات تتعلق بجمع التبرعات للسوريين وذلك في إطار حملة على صلات مشتبه بها مع المتطرفين بعد أسوأ تفجير انتحاري في البلاد منذ أعوام والذي استهدف مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر بمدينة الكويت، وأعلن تنظيم الدولة «داعش» مسؤوليته عنه.
من جهته قال وزير الداخلية الكويتي، الشيخ محمد خالد الحمد الصباح، إن السلطات ضبطت «الخلية الإرهابية» التي تقف وراء الاعتداء على المسجد، مؤكداً أنها تطارد خلايا أخرى.
وأضاف الوزير، في جلسة خاصة للبرلمان لمناقشة تفجير الجمعة «نحن في حالة حرب»، مضيفاً أن «أمر الخلية الإرهابية التي نفذت عملية تفجير مسجد الإمام الصادق قد حسم ولكن هنالك خلايا أخرى لن ننتظر حتى تجرب حظها مرة أخرى، نحن من سنذهب لهم».
وأكد أن السلطات الكويتية قامت بمراجعة جميع الإجراءات الأمنية خاصة حول المساجد وجميع دور العبادة.
وكان انتحاري قد فجر نفسه في المسجد في العاصمة الكويت خلال صلاة الجمعة ما أدى إلى استشهاد 26 شخصاً وإصابة 227 آخرين.
وإثر الهجوم، جرى اعتقال عدد غير محدد من المشتبه بهم، وأحيل 5 منهم إلى النيابة العامة، بينهم السائق الذي أوصل الانتحاري إلى مكان الهجوم ومالك السيارة.
بدوره، صرح وزير العدل الكويتي يعقوب الصانع، أمام البرلمان أن المجلس الأعلى للقضاء قرر إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه بهم في القضية.
وأوضح أن ذلك يهدف إلى تسريع عملية محاكمتهم من دون تجاهل الإجراءات التي يحتمها القانون. وقد أعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن الاعتداء.
وعززت الكويت إجراءات الأمن بعد أن فجر انتحاري جاء من السعودية نفسه داخل مسجد الإمام الصادق أثناء صلاة الجمعة الماضية فقتل نفسه و26 شخصاً. وقال مسؤولون كويتيون إن الهجوم استهدف إثارة النزاع الطائفي في البلد.
ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية عن مصادر أمنية قولها إن أجهزة الأمن تحتجز 60 شخصاً بينهم كويتيون ومواطنو دول خليجية عربية أخرى للتحقيق.
وذكرت القبس أنه تبين أن البعض كانوا على اتصال بمتشددين فيما يشتبه أن آخرين ينتمون إلى جماعات «متشددة».
وأضافت أن 5 أشخاص يشتبه بضلوعهم في تفجير المسجد يوم الجمعة والذي نفذه السعودي فهد سليمان عبد المحسن القباع أحيلوا إلى النائب العام. وتابعت أن الخمسة اعترفوا باستلام تحويلات مالية من الخارج لتنفيذ هجمات على دور العبادة.
ولم تذكر الصحيفة الخمسة بالاسم وقالت وزارة الداخلية الكويتية إنها ألقت القبض على سائق سيارة نقلت القباع إلى المسجد ومالك السيارة وصاحب المنزل الذي اختبأ فيه السائق بعد الهجوم.
من جانبها قالت صحيفة «الراي» إن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت أغلقت جمعية فهد الأحمد الخيرية نهائياً بسبب «المخالفات المتكررة التي ترتكبها الجمعية بالرغم من التحذيرات المستمرة لها». ونقلاً عن مصدر في الوزارة ذكرت «الراي» أن الداخلية أنذرت الجمعية مراراً بضرورة الالتزام بضوابط تنص على أن جمع التبرعات للسوريين يجب أن يتم عبر القنوات الرسمية. وأصدر «داعش» تسجيلاً صوتياً لمنفذ التفجير صوره قبل الهجوم.
وعزز التفجير كثيراً المخاوف الأمنية الإقليمية لأن التنظيم المتطرف يحرز تقدماً في تهديده بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.