برعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة تم صباح اليوم وضع حجر الأساس لجامع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيَّب الله ثراه في منطقة عوالي.
وأقيم بهذه المناسبة حفلٌ حضره عدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة ولفيفٌ من المواطنين.
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة عن سعادته الغامرة بالبدء في مشروع الجامع، متمنيًا سموُّه أنْ يتمَّ المشروع وفق الجدول الزمني 24 شهرًا.
ورفع سموُّه شكره وتقديره لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه ولحكومته الرشيدة بقيادة رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه ولولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه على الدعم المستمر الذي يولونه لهذه المشروعات الدينية عمومًا، ولإقامة هذا المشروع خصوصًا.
ونوَّه سموُّه بحاكم البحرين وتوابعها سابقًا المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيَّب الله ثراه، لافتًا إلى أنَّ الراحل طيَّب الله ثراه يستحقُّ تخليد الذكرى، معربًا عن شكره في هذا المقام لمجلس العائلة المالكة على تسمية المشروع باسم المغفور له طيَّب الله ثراه.
وأكَّد سموُّه أنَّ مملكة البحرين ماضيةٌ في دعمها التاريخيِّ لكل ما من شأنه تعزيز القيم الدينية والأخلاق الإسلامية، وماضيةٌ في دعم مشروعات الجوامع والمساجد ودور العبادة ترسيخًا لهويتها الإسلامية الأصيلة التي نشأ عليها شعب البحرين المسلم.
ومن جهته، رفع مدير عام مجلس العائلة المالكة معالي الشيخ إبراهيم بن خالد بن محمد آل خليفة عن أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه على توجيهات جلالته الكريمة ببناء هذا الجامع.
واستعرض معاليه جانبًا من السيرة العطرة لصاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيَّب الله ثراه حاكم البحرين وتوابعها الذي حكم البلاد من العام 1942 وحتى توفاه الله تعالى في العام 1961م، لافتًا معاليه إلى أنَّ الراحل طيَّب الله ثراه "أرسى دعائم النهضة الحديثة لمملكة البحرين، والتي سار على هداها من بعده المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيَّب الله ثراه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الذي ما زال عطاؤه مستمرًّا ومثمرًا، حفظه الله وأطال عمره".
وتوجَّه معاليه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه على دعم سموِّه الدائم وتوجيهاته المستمرة لرعاية بيوت الله وصيانتها.
وأكد معاليه أنَّ "هذا الصرح الإسلامي الكبير سيكون من العلامات البارزة للمحافظة الجنوبية"، مشيرًا إلى أنَّ الجامع صُمِّم ليتَّسع لـ4600 مصلٍّ، ويحتوي على مكتبة عامة ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم، وقاعات استقبال ومناسبات، كما تمَّ تزويده بأحدث التقنيات الحديثة.
ويقع جامع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيَّب الله ثراه في المحافظة الجنوبيَّة، وعلى بُعد 21 كيلومترًا من العاصمة المنامة، وفي منطقة عوالي تحديدًا، ويجيء وضع حجر الأساس إيذانًا ببدء العمل على هذا المشروع الإسلامي الضخم؛ ليكون مقصدًا للوفَّاد والعبَّاد بعد 24 شهرًا إن شاء الله.
ويعدُّ هذا المشروع أضخم صرحٍ إسلاميٍّ تحتضنه المحافظة الجنوبية؛ إذ إنَّه يقع على مساحة 30 ألف متر مربع تقريبًا، وقد رُصدت له ميزانية تقدَّر بنحو 3.8 ملايين دينار بحريني.
ووفقًا للمخطَّطات والرسومات الهندسيَّة، يتكوَّن الجامع من دوريْن، ويتَّسع لأكثر من 4600 مصلٍّ، وتحيط به حدائقُ ومساحاتٌ خضراء تتخلَّلها مجموعةٌ من الممرَّات التي تقود إلى مداخل الجامع، وخصِّصت له مواقف تتَّسع لنحو 600 سيارة.
وللجامع عدة أبواب خشبيَّة يصل ارتفاع كلِّ بابٍ إلى 3.8 أمتار وعرضها إلى 2.4 متر، وتتوزَّع على جدرانه 40 نافذة مزخرفة، وتعلوه قبة مفتوحة على الداخل بارتفاع 21 مترًا، وتحيط بها أربع قببٍ صغيرة ومئذنتان يصل ارتفاع كلِّ واحدةٍ منهما إلى 51 مترًا.
وسيكون جامع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بمشيئة الله صرحًا إسلاميًّا كبيرًا، وتحفةً معماريةً بديعةً، وشاهدًا حضاريًّا لافتًا، وروعي الملمح الجمالي في تجهيزه وهندسته.
ويضمُّ المشروع إلى جانب قاعات الصلاة مرافق أخرى تضفي عليه أبعادًا علمية وتعليمية، فهو يحتوي على مكتبة عامة، ومركز لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وصالات للمناسبات العامة والاستقبال، وغيرها من المرافق الحيويَّة.
لقد أُريد لجامع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة طيَّب الله ثراه أنْ يكون أحد أهمِّ المقاصد الدينية في مملكة البحرين، وأحد مكوِّنات الهوية الإسلامية فيها، انطلاقًا من آخر ما توصَّلت إليه فنون العمارة الإسلامية.