كتبت - سلسبيل وليد:
أكد محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، أن كافة الإجراءات الاحترازية اتخذت لحماية المساجد ودور العبادة، وتشديد الرقابة على أكثر من 50 مسجداً للطائفتين و6 كنائس على مستوى المحافظة، لافتاً إلى أن «العاصمة» سجلت 20 متطوعاً لحماية دور العبادة بغضون يومين.
ودعا المحافظ خلال اجتماع أمس بحضور مدير عام شرطة العاصمة العقيد خالد الذوادي، وعدد من الجهات الأمنية والأئمة والقائمين على خدمة المساجد والكنائس في العاصمة ومتطوعين، إلى إبعاد الباعة الجوالين عن المساجد ودور العبادة، ملمحاً إلى إمكانية أن يغرر بهم وعليه يجب أن يكونوا على مرأى من رجال الأمن والمتطوعين.
وقال إن المحافظة استقبلت 20 متطوعاً من أبناء القرى والعاصمة عقب إعلانها منذ يومين عن فتح باب التسجيل للراغبين بمعاونة رجال الأمن في حماية دور العبادة والمصلين، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية مستعدة للتعامل مع كل التحديات.
وأضاف أن ما يتم حالياً من ترتيبات مع الجهات الأمنية، ما هي إلا إجراءات احترازية عقب الأعمال الإرهابية الأخيرة في المملكة العربية السعودية والكويت، قبل أن يتابع «لا داعي لإثارة الخوف بين المواطنين والمقيمين، وإنما فقط نؤدي ما علينا من دور في مواجهة أي خطر أو تحد يواجهنا».
وكشف محافظ العاصمة عن اتفاق مع هيئة المواكب الحسينية على اتخاذ الترتيبات الأمنية وعلى سير المواكب الحسينية، وترتيب أوقات الخروج والعودة.
ونبه إلى أن محافظة العاصمة باشرت تنفيذ عدة إجراءات شملت بدء الإعلان عن استقبال المتطوعين، وتصميم استمارة خاصة بهذا الشأن، وصولاً نحو تنظيمها لاجتماع يضم المعنيين في هذا المجال، لضمان رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه المحاولات الهادفة لضرب الوحدة الوطنية في البحرين.
واعتبر المحافظ هذه الإجراءات بمثابة خطوة مهمة نحو مساعدة وزارة الداخلية في حماية دور العبادة والمصلين، وخدمة أهداف المحافظة في إيجاد عمل طوعي مشترك يجمع الأهالي والجهات المعنية.
وأوضح الأدوار المطلوبة من المتطوعين، في إطار الاستعدادات الوقائية في حماية دور العبادة، وتواصلهم مع رجال الأمن نظراً لمعرفتهم بأهالي منطقتهم، ومساعدتهم في أعمال التنظيم ومنع التجمهر حال وقوع حوادث.
وأكد أن المتطوعين يخضعون لبرامج تأهيلية وتدريبية في مجال الإسعافات الأولية والدفاع المدني وإجراءات السلامة والأمن، تحت إشراف وتوجيه من قبل المسؤولين الأمنيين لضمان رفع مداركهم وتوجيه قدراتهم على نحو يخدم الأعمال التطوعية وفق أعلى معايير الكفاءة.
وأشاد المحافظ بحرص أبداه المتطوعون في تلبية توجيهات وزير الداخلية، ما يصب في سبيل حفظ وحماية المصلين ودور العبادة من أية حوادث.
وذكر أن المتطوعين أثبتوا قدرتهم على لعب أدوار مهمة وبارزة في خدمة مجتمعهم ووطنهم، من خلال سرعة تلبيتهم لنداء الواجب في ظل ظروف تعيشها المنطقة، ما يسهم في تقوية وتحصين الجبهة الداخلية من دعاوى الفتن والفرقة والتعصب، ومد أواصر الشراكة المجتمعية الإيجابية، وتعزيز معاني اللحمة والترابط بين مختلف أفراد المجتمع.
من جانبه قال خالد الذوادي، إن أعداد المتطوعين إلى الآن كافية لتغطية المحافظة بشكل عام، لافتاً إلى أن التعاون بين رجال الأمن والمتطوعين المتدربين يستمر بشكل دائم. وأضاف «لم نختر أي أحد بعينه، وإنما تم دعوة الجميع للمشاركة، وشارك بها مختلف أطياف المجتمع من رياضيين ومتقاعدين وحتى طلبة في المدارس وعاملين في وظائف حكومية، ولم يتم التركيز على فئة معينة».
وأكد الذوادي في تصريح على هامش الاجتماع، وجود ترتيبات خاصة لحماية الجوامع والمساجد ومختلف دور العبادة منذ حوالي شهرين ونصف، حيث إن العمل بدأ فعلياً منذ بداية شهر رمضان المبارك، وقال «هناك ترتيبات أيضاً لصلاة التراويح، وتواجد أمني بمختلف المحافظات من قبل حلول شهر رمضان تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء».
وأوضح الذوادي أن هناك تعاوناً قائماً مع دول مجلس التعاون وتبادل المعلومات ورصداً لكل المنافذ، مشيراً إلى استخدام سيارات المسح الأمنية للكشف على المتفجرات التي تمر بشكل دوري على المواقف والمساجد والجوامع، واستخدام كلاب الأثر في مسح مواقف السيارات أمام الجوامع.
وبين أن حجز المواقف يكون على حسب أهمية الجامع، مضيفاً «هناك تصنيف للجوامع، ونحن نحاول قدر المستطاع إبعاد السيارات عن محيط المساجد».
وكانت محافظة العاصمة عقدت اجتماعاً تشاورياً أمس الأول جمع الجهات الأمنية وهيئة المواكب الحسينية ورؤساء المآتم وإدارة الأوقاف الجعفرية، لمناقشة الأمور التنظيمية والإدارية الواجب توفرها لاستقبال ذكرى وفاة الإمام علي رضي الله عنه بدءاً من الأحد وحتى الأربعاء، تبعاً لتوجيهات وزير الداخلية للعمل جنباً بجنب مع الأطراف المعنية لضمان حفظ الأمن والنظام في جميع المناسبات الدينية، وتأمين الراحة والسلامة والاطمئنان للمواطنين والمقيمين بالمحافظة من أية حوادث.