أكد المشاركون في أمسية «دعاء السلام» بكنيسة القلب المقدس أمس، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى، أن القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حصناً منيعاً يمنع المجتمع من الانزلاق في براثن الإرهاب.
وقالوا إن مساحة الحريات والتسامح والتعايش السلمي في المجتمع البحريني، تأتي ترجمة حقيقية للمجتمع النموذجي في إشاعة ثقافة السلام والمحبة إلى العالم.
وأكد القس هاني عزيز، أن المسيحيين العرب منفتحون على الثقافات والديانات الأخرى، ويحرصون على المشاركة في فعاليات من شأنها أن ترسخ مبادئ التعايش ونشر السلام ونبذ العنف والإرهاب.
وقال إن المسيحيين ليسوا منغلقين على أنفسهم، وإنما حريصون على التواصل مجتمعياً في جميع المجالات والمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية التي تهم جميع فئات المجتمع وأطيافه، لافتاً إلى أن تنظيم الأمسية يأتي بمبادرة من الكنيسة لجمع كل أطياف المجتمع البحريني بتنوعها، لتثبت أمراً مهماً لمن هم خارج البحرين.
وأضاف أن الأمسية توصل رسالة للمجتمعات الدولية مفادها «أننا في البحرين نعيش كنسيج واحد، وجميعنا نتحد أمام موضوع السلام والتعايش السلمي».
وأردف «نرى أن من دورنا كمسيحيين في البحرين، ألا تقتصر العبادة داخل أروقة الكنيسة فقط، ولكن أن نظهر محبتنا وتسامحنا وتعايشنا مع الآخر، في تلاحم قوي مع جميع الطوائف الأخرى».
وشدد على أن شعب البحرين متجاوب جداً لقضايا السلام والتعايش، كمظاهر متأصلة في الشعب البحريني، مضيفاً «التاريخ والحضارة تثبتان أن شعب البحرين متمسك بدينه وعاداته وتقاليده، وفي نفس الوقت يمتاز بالانفتاح على الآخر».
وتابع «تعلمنا الكثير من القيادة الرشيدة، فجلالة الملك هو بحق صانع سلام ورجل ينشر روح الحب والتعايش ليس في حدود المملكة فحسب بل في الوطن العربي والمجتمع الدولي، ونحن نحاول أن نرد جزءاً من فضائل البحرين علينا، فالبحرين تحمينا وتمدنا بظل الأمن والأمان ونتمتع بخدماتها، فما نفعله نحن المسيحيون ليس سوى جزء صغير من رد الجميل لها».
من جهته قال المسؤول عن مسجد باريس الكبير الإمام حسن شلغومي «أصداء زيارة وفد فعالية ـ هذه هي البحرين ـ الأخيرة للعاصمة الفرنسية باريس، لاتزال تتفاعل بإيجابية، وبناء على الزيارة الأخيرة تأتي أمسية ـ دعاء السلام ـ لتؤكد الهدف السامي لمبادرات تصب في مجال تعزيز التعايش السلمي والتسامح الديني بين أطياف المجتمع الواحد من جهة، والمجتمعات الدولية من جهة أخرى».
وأضاف «الناس ترى في مثل هذه المبادرات أملاً بالمستقبل، سيما وسط تحديات وتهديدات تواجهها جميع الدول دون استثناء، والبعض يتساءل عن مدى إمكانية تحقيق التعايش بين أشخاص يختلفون في أصولهم العرقية والمذهبية والدينية، وهنا تأتي أهمية نموذج بحريني تأثر به الجميع، فالتنوع الديني والعرقي بالمملكة قل وجوده في أي مجتمع آخر».
وأردف «نعيش هذه الأيام أجواء روحانية جميلة بحلول شهر رمضان المبارك، ونتمنى أن يحل السلام في جميع دول العالم، وتأتي أمسية ـ دعاء السلام ـ في كنيسة القلب المقدس، لتؤكد أهمية نشر ثقافة التسامح مع الآخر، وتعزيز أواصر الروابط المجتمعية والإنسانية».
بدوره اعتبر الحاخام إيريك غوزلان، البحرين نموذجاً يحتذى به في التعايش بين الأديان المختلفة، داعياً الدول الأوروبية للاستفادة من تجربتها في هذا المجال.
وقال لوكالة أنباء البحرين «أرى أنه بإمكان البحرين أن تشارك دول العالم في نشر تجربتها في مجال التسامح الديني»، مستدركاً «رغم كونها في قلب العالم الإسلامي، إلا أنها تتميز بانفتاحها على الثقافات والشعوب والأديان والحضارات المختلفة».
وأضاف «بالنسبة للتعايش فهو ليس بالأمر السهل، خاصة بالنظر للوضع في أوروبا التي تستورد أوضاعاً وحالات من الشرق الأوسط دون وعي أن منطقة الشرق الأوسط ذات خصوصية مختلفة عن أسلوب الحياة في أوروبا، وبالنسبة للمجتمع اليهودي والمسلم، فهناك الكثير من القواسم والعوامل المشتركة، ولكن هذه القواسم لا نجدها مع بعض الديانات الأخرى، ولكن يبقى الفيصل في مدى تقبلنا للآخر انطلاقاً من مبدأ الاحترام المتبادل».
وقال الشيخ صلاح الجودر إن الأمسية في كنيسة القلب المقدس لها رمزية كبيرة، لأنها جمعت أركان اللقاء الناجح، مضيفاً «نعيش أجواء شهر رمضان المبارك، شهر التسامح والتعايش وإشاعة السلم».
وذكر أن موقع الكنيسة في قلب العاصمة المنامة له دلالات كبيرة، إذ أنها محاطة بالمساجد ودور العبادة المختلفة والمتنوعة، ولذا تتسم الأمسية بشيء من الحميمية والتسامح بين المجتمع البحريني بكل فئاته وأطيافه، وهذا هو الهدف الرئيس من إقامة الفعالية واختيار الموقع.
وأوضحت عضو مجلس الشورى نانسي خضوري، أن أمسية «دعاء السلام» تأتي في وقت مناسب، سيما أنه لابد من تعزيز مبادئ المحبة ونشر السلام في المجتمع المحلي والدولي على حد سواء.
وقالت «وسط تحديات تواجهها المنطقة، لابد لنا أن نقف متحدين في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن والسلام، وعلينا أن نتجاوز نقاط الاختلاف بيننا لأن ما يجمعنا أولاً هو إنسانيتنا، وهذا ما يجعلنا أخوة يحترم أحدنا الآخر، ولوقف الحروب ومواجهة الإرهاب».
وأكدت أن جميع الكتب السماوية كانت تنبذ وتحرم القتل باسم الدين دون وجه حق، قبل أن تتابع «هبنا الله تعالى نعمة الحياة، ولابد لنا من الحفاظ عليها وحمايتها، وعندما حماية حياة إنسان ما فكأنما حميت حياة الناس جميعاً».
وأضافت «دعواتنا وصلواتنا لأقارب الضحايا وتمنياتنا للمصابين بسرعة الشفاء للمصابين، ونبتهل بالدعاء إلى الله عز وجل ليحمي البحرين وسائر الدول، وأن يمن علينا جميعاً بالمحبة والسلام والأمن والطمأنينة».
وأعرب رئيس الطائفة الهندوسية في البحرين فيجاي كومار، عن أهمية أن يقف الجميع متحدين أمام تحديات وتهديدات يواجهها العالم ككل.
وقال «يعيش الهندوس في البحرين منذ حوالي 200 عام، ويتمتعون بالأمن والأمان والعيش بسلام ضمن النسيج الاجتماعي للبحرين، ولابد من أن نتحد وندعو للسلام في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم كله، ولابد للرسالة أن تكون واضحة تجمع كل الأديان تأكيداً لالتزامنا كل تجاه الآخر بوقف العنف والإرهاب ضد أي طائفة أو فئة بشرية».
من جانبه أكد رئيس الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون، أن «الفعالية تأتي في وقت مناسب لنعلن للعالم رفضنا ونبذنا العنف والإرهاب بكل أشكاله».
ودعا إلى التصدي لكل العمليات الإرهابية الهادفة لشق الصف الواحد، وقال «ليس هناك بأفضل من أن نتحد سوياً ونقف متكاتفين ننشر ثقافة السلام من البحرين إلى العالم».
وأضاف «الإرهاب لادين له، ولا بد من التصدي ومكافحته وهو في المهد، ومن المؤسف ما نراه من جر الشباب اليافع خلف أعمال تلحق بهم الخزي في الدنيا والآخرة، فلا مسوغ لقتل نفس بريئة حرم الله تعالى قتلها بدون سبب، ولابد من تغليب صوت العقل والحكمة وسط ظروف تمر بها المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام».