اعتمد مجلس النواب أمس، مشروع القرض الميسر «اتفاقية الاستصناع والوكالة بين حكومة البحرين والبنك الإسلامي للتنمية 2015»، لاستكمال مشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وتوجهت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في تصريح بهذه المناسبة، بالشكر لأعضاء مجلس النواب، لتلبيتهم دعوة الثقافة ودعم جهود البحرين في استيفاء التزاماتها نحو منظمة اليونسكو في مجال الحفاظ على التراث العالمي، وتشجيع الاستثمار داخل المدينة القديمة للمحرق والارتقاء بمجتمعها المحلي.
واعتبرت مشروع طريق اللؤلؤ، أحد أبرز المشاريع الحيوية في مدينة المحرق القديمة، وتضع البحرين على خارطة البلاد الجاذبة للسياحة الثقافية.
وقالت إن البحرين تملك مقومات كبيرة من تراث عريق يمكنها من جذب اهتمام زوار المملكة، لافتة إلى أن طريق اللؤلؤ يعطي أهمية إضافية للبحرين وتاريخها، ويزيد من أعداد الزوار كما هو الحال مع جميع الدول عندما تسجل مواقعها على قائمة التراث العالمي.
وأضافت أن البحرين اليوم تفخر بثقافتها وتراثها العريق أمام العالم، وفي عامها الحالي، تحتفي به تحت شعار «تراثنا ثراؤنا»، تعزيزاً لمكانة الهوية الوطنية باعتبارها خط الدفاع الأول عن صورة المملكة أمام بقية الشعوب.
وأردفت «طريق اللؤلؤ، الشاهد على حياة أجدادنا ممن أسسوا لهذه الحضارة وما تحمله من تراث وإرث عريق، هو الطريق نحو تأسيس سياحة ثقافية، وما نحن بصدده من إنجاز واشتغال ثقافي وحضاري، إنما هو عائد إلى مواقع تراثية حفظت فيها الذاكرة الإنسانية لأوطاننا».
وأوضحت أن فريق عمل هيئة البحرين للثقافة والآثار مستعد للبدء في عملية استكمال المشروع، بناء على ترتيبات زادت مدتها على 4 سنوات، وكلها ستكون في صالح إنجاز الطريق على أكمل وجه.
وتتضمن الاتفاقية بين البحرين والبنك الإسلامي للتنمية، مجموعة مخرجات ملموسة متمثلة بترميم 15 مبنى تاريخياً مسجلاً على قائمة التراث العالمي ضمن طريق اللؤلؤ، إضافة إلى ترميم 12 مبنى أخرى ذات قيمة عالية من أجل إعادة تأهيلها في وظائف تنمية مجتمعية، والارتقاء وتحسين واجهات 750 منزلاً مطلاً على الطريق.
وتنص الاتفاقية على إنشاء جسر للمشاة يربط بين حالة وقلعة بوماهر، وإنشاء 4 مواقف سيارات متعددة الطوابق، و19 ساحة عامة مفتوحة. وتتضمن دراسة الجدوى المهيئة من أجل الاتفاقية، أن البحرين ستكون قادرة ومن خلال العوائد الاقتصادية لمشروع طريق اللؤلؤ، على سداد القرض مع تغطية تكاليف إدارة المشروع، وصيانته وتشغيل الممتلكات والأصول.
ويتكون موقع طريق اللؤلؤ من عدة أجزاء متصلة تمثل تاريخ صيد اللؤلؤ في الخليج العربي، والممتد لحوالي 7 آلاف عام، وهو المعلم البحريني الثاني المسجل على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي بعد موقع قلعة البحرين المدرج على القائمة منذ عام 2005.
ويسهم في سرد حكاية اللؤلؤ في الطرق ثلاث هيرات ومركز للمعلومات، و16 مبنى أثرياً داخل مدينة المحرق، تمت إعادة توزيعها جميعاً على 11 مجمعاً، يوضح كل واحد منها أحد فصول حكاية اللؤلؤ، منذ حياة الغواص إلى تجارة اللؤلؤ، وصولاً إلى كل التفاصيل الحيوية المتصلة فيما بينها بطريق يصل طوله إلى 3.5 كم.
ويعد موقع قلعة بو ماهر نقطة الانطلاق لبدء رحلة استكشاف طريق اللؤلؤ والتعرف عبر مجسم موجود داخل مركز المعلومات على المباني العائدة إلى عهد اللؤلؤ والمتناثرة على امتداد أزقة المحرق العريقة لتشكل طريقاً ومتحفاً طبيعياً.