قال الله تعالى على لسان المؤمنين: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر: 10].قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا في المسجد عند رسول الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده، فسلم على النبي وجلس، قال: ولما كان اليوم الثاني قال: «يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس، تنطف لحيته من وضوئه، معلقاً نعليه في يده فجلس، ثم في اليوم الثالث، قال عبدالله بن عمرو بن العاص: فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان، فعسى أن أوفق لعمل مثل عمله، فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيامٍ ثلاثة، فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم، إني لاحيت أبي -أي خاصمت أبي-، فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل، قال: لا بأس، قال عبد الله: فبت عنده ثلاث ليال، والله ما رأيت كثير صلاةٍ ولا قراءة، ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله، فإذا أذن الصبح قام فصلى، فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: يا عم، والله ما بيني وبين أبي من خصومة، ولكن رسول الله ذكرك في أيامٍ ثلاثة أنك من أهل الجنة، فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت، قال: فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحداً من المسلمين على خير ساقه الله إليه، قال له عبدالله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت، وتلك التي نعجز عنها» .
وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: «قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟» قال: مخموم القلب صدوق اللسان قيل: «صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟» قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد.
وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء تدعو به ليالي العشر فقال: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا»، وعجبي أحبتي كيف لنا أن نطلب العفو ولم نعفو عمن ظلمنا؟! قال بعض السلف: «أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصح للأمة». أيها المؤمن... أيتها lالمؤمنة... فلتتصافح القلوب ولتتغافر النفوس.
عبداللطيف بن نجيب
متطوع بدار يوكو لرعاية الوالدين
ناشط شبابي