توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية مرة واحدة لا تساعد بشكل سحري على النوم، بل إن ممارستها بشكل منتظم هي السبيل المناسب لذلك. كما كشفت عن وجود علاقة تبادلية بين النوم والرياضة، إذ تساعد الرياضة على النوم، فيما قد تؤدي قلة النوم إلى تراجع القدرة على ممارسة الرياضة.
وقالت الطبيبة كيلي بارون من جامعة نورثوسترن الأميركية، والباحثة الأساسية في الدراسة التي نشرت في دورية "كلينيكال سليب ميديسين" العلمية، إنه إذا كنت تعاني من الأرق فلن تتمكن من تحسين نوعية نومك فور بدء ممارستك للرياضة.
وأوضحت أن العلاقة التي تجمع بين الرياضة والنوم طويلة المدى، داعية الأشخاص إلى المواظبة على ممارسة الرياضة وعدم فقدان اهتمامهم بها.
وقامت بارون بتحليل الأثر اليومي للرياضة بعد استماعها إلى شكاوي مرضاها الذين يعانون من الأرق، إذ شكَوا من أن التمارين الرياضية التي أوصتهم الطبيبة بممارستها لم تساعدهم بشكل فوري على النوم، مشيرة إلى ترديدهم أنهم مارسوا التمارين الرياضية لساعات أمس غير أنهم لم يتمكنوا من النوم على الإطلاق.
ومع أنه من المعروف أن التمارين الرياضية تحسن نوعية النوم، إلا أن بارون لاحظت أن المسألة لم تكن بهذه البساطة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق.
واطلعت بارون على معطيات تعود إلى نساء في سن متقدمة، نظرا لأنهن أكثر عرضة للمعاناة من الأرق. وتابعت معطياتهن على مدى 16 أسبوعا، فاستنتجت أن المفتاح هو المواظبة على التمارين الرياضية، ولاحظت أن ظهور أثر التمارين الرياضية على النوم قد يستغرق فترة طويلة تصل إلى أربعة أشهر. كما حذرت من أن الأرق قد يخفض رغبة الأشخاص في ممارسة الرياضة.
من جانبها، اعتبرت الطبيبة فيليس زي، زميلة بارون، أن الأشخاص المصابين بالأرق يكون نشاطهم الدماغي مرتفعا، موضحة أن إعادة هذا النشاط إلى طبيعته بما يسهل النوم يستغرق بعض الوقت.
وأشارت إلى أن التمارين الرياضية -على عكس العقاقير التي قد يكون لها مفعول سريع- قد تشكل خيارا صحيا أفضل لتحسين نوعية النوم، نظرا إلى أنها تتصدى للمشكلة الأساسية.
ولفتت زي إلى أن هذه الدراسة الجديدة تظهر أن التمارين الرياضة والنوم يؤثران في بعضهما تبادليًا، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري تساعد على النوم، في حين أن النوم لساعات قليلة قد يؤدي إلى تراجع ممارسة التمارين الرياضية.
وخلصت إلى القول إن النوم لا يزال يشكل الورقة الرابحة في كافة المسائل المرتبطة بالصحة.
ويذكر أن هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تنظر في أثر الرياضة على الأرق.