القاهرة - (وكالات): تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القوات المصرية في شمال سيناء في زيارة غير معلنة بعد أيام من هجمات دامية شنها مسلحون متطرفون ضد الجيش في المنطقة، مؤكداً أن «الجيش يقوم بدور عظيم»، بينما قتل وأصيب 10 سيدات وأطفال في انفجار قنابل وسقوط قذائف بسيناء. وقالت الرئاسة المصرية في بيان: «الرئيس عبد الفتاح السيسي يتفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء».
وقال الرئيس المصري إن المتطرفين الذين هاجموا عدداً من الكمائن العسكرية في شمال سيناء حاولوا إقامة ولاية إسلامية لكن الجيش تصدى لهم وكبدهم خسائر فادحة غير متصورة»، مؤكداً «مقتل 200 إرهابي في عمليات الجيش».
وأضاف السيسي خلال زيارته: «حضرت لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديراً لهم» وفق بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة. وأضاف: «أقدم التحية لكل بيت ولكل أم مصرية قدمت شهيداً أو مصاباً من أجل مصر».
ووزعت الرئاسة صوراً للسيسي باللباس العسكري يتفقد الأسلحة التي صودرت من الإرهابيين ويزور أحد حواجز التفتيش التي يقيمها الجيش.
ونقل المتحدث العسكري في بيان على صفحته على «فيسبوك» عن السيسي قوله في كلمة ألقاها أمام عدد من الجنود إن «الجيش المصري يقوم بدور عظيم والتاريخ سيتوقف طويلاً لتسجيل ما قام به أبطال القوات المسلحة».
وأضاف: «حتى الآن يتم العثور على جثث للعناصر الإرهابية ويتم دفنها جراء العملية الإرهابية الأخيرة».
وقالت مصادر أمنية إن 12 شخصاً يشتبه في أنهم متطرفون قتلوا في غارات جوية شنها الجيش المصري على عدد من المناطق جنوب مدينة الشيخ زويد صباح أمس.
وأضافت المصادر أن طائرات الجيش دمرت أيضاً عدداً من مخازن الأسلحة والمتفجرات وأماكن اختباء المتطرفين.
وتابعت أن قوات حرس الحدود تمكنت من ضبط نحو نصف طن من المتفجرات داخل نفق على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقتل 3 أطفال وامرأة في انفجار قنبلة ولدى سقوط قذيفة على منزل في سيناء حيث تجري مواجهات بين الجيش وإرهابيين من «داعش»، كما أكد مسؤولون.
ومساء أمس الأول، قتلت امرأة في الـ 45 وطفلان من عائلة واحدة، لدى سقوط قذيفة هاون على منزلهم في مدينة الشيخ زويد، التي شهدت معارك عنيفة بين المتطرفين والقوات الأمنية الأسبوع الحالي، كما أفادت مصادر أمنية وطبية. وأضافت المصادر أن امرأة وفتاة في الـ 13 من العمر أصيبتا أيضاً.
وفي حادث آخر، أسفر انفجار قنبلة وضعت على جانب الطريق استهدفت الشرطة وآليات عسكرية عن مقتل طفل في الخامسة من العمر في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. كذلك أصيب في انفجار القنبلة امرأة وثلاثة أطفال.
وذكرت مصادر أمنية أن القوات التي تمشط المنطقة عثرت على رفات 4 جنود و24 ممن يشتبه بأنهم متطرفون قتلوا في الاشتباكات السابقة.
ويمثل هجوم الأربعاء تصعيداً كبيراً للعنف في شبه جزيرة سيناء، وهو ثاني هجوم كبير تشهده مصر الأسبوع الماضي. وقتل النائب العام هشام بركات الاثنين الماضي في انفجار سيارة ملغومة في القاهرة.
وشن تنظيم الدولة «داعش» في سيناء الأربعاء الماضي هجمات على أقسام وحواجز الشرطة والجيش في المنطقة واندلعت مواجهات غير مسبوقة بين الإرهابيين والجنود في منطقة الشيخ زويد، تدخل خلالها الطيران المصري لقصف مواقع الجماعات المتطرفة.
وتحدث الجيش عن مقتل 17 جندياً و100 جهادي في أعمال العنف. لكن مسؤولين أعلنوا في وقت سابق مقتل 70 جندياً ومدنياً. وأعلنت «ولاية سيناء» الفرع المصري من «داعش» مسؤوليتها عن معظم الاعتداءات الدامية في الأشهر الأخيرة. وقد عمدت المجموعة المصرية التي كانت تسمى أنصار بيت المقدس إلى تغيير اسمها لتأكيد ولائها لتنظيم الدولة الذي أعلن قيام «خلافة» على الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن إطلاق صواريخ انفجرت الجمعة الماضي جنوب إسرائيل ولم توقع ضحايا.