كتب – وليد صبري:استطاع أطباء وباحثون في علم النفس والتسويق من خلال استراتيجيات وحيل إعلامية، بإقناع غالبية الأمريكيين بقبول فكرة زواج المثليين «الشواذ جنسيا»، بعد 5 سنوات، من رفض المجتمع الأمريكي لتلك الظاهرة. ففي عام 2010 كان 60% من الشعب الأمريكي ضد زواج المثليين، إلا أنه في 2015، تقبل الشعب فكرة زواج المتحولين جنسياً، من خلال الحيل والاستراتيجيات الإعلامية، وبعد قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة بـ «منح الحق للشواذ جنسياً بالزواج في كافة الولايات المتحدة»، وهو الحكم الذي وصفه أوباما بأنه «انتصار لأمريكا وانتصار للحب». وتعد صناعة الرأي العام مجالاً ضخماً تدفع فيه حكومات الغرب وأمريكا مليارات الدولارات، لتمرير أفكارها، ومن ثم لابد أن يكون هناك وعي لدى المجتمعات الشرقية حتى يمكن التصدي لذلك.وتشير تقارير إلى أن «الباحثين استخدموا 3 استراتيجيات وحيل إعلامية لإقناع الأمريكيين بتلك الظاهرة، أولها التركيز في وسائل الإعلام على أن الشواذ والمثليين أناس طبيعيون مثلهم مثل أي شخص في المجتمع، لهم حقوق وعليهم واجبات، وذلك من خلال استضافة الكثير منهم في وسائل الإعلام المختلفة، وشيئاً فشيئاً زال القلق لدى المجتمع الأمريكي من تلك المجموعة المختلفة أخلاقياً مع الطبيعة البشرية».أما الاستراتيجية الثانية فاعتمدت على تصوير من يعارض زواج المثليين بأنه شخص رجعي ومتخلف وجاهل، والنظر بدونية وازدراء وتحقير لكل من ينتقد الشواذ والمثليين، خاصة في وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة والمسموعة، وفي الأفلام، والمسلسلات والبرامج، ومن ثم عزف المعارضون لزواج المثليين عن إبداء رأيهم في تلك المسألة خوفاً من اتهامهم بالجهل والرجعية والتخلف. ووفقاً للتقارير، اعتمدت الاستراتيجية أو الحيلة الإعلامية الثالثة على صفوة المجتمع، في مجالات مختلفة، والمشاهير، من علماء ومغنيين وممثلين، من خلال الحصول على دعمهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، بظهورهم في وسائل الإعلام، وحديثهم بشكل إيجابي عن المثليين والشواذ وفكرة زواجهم، ولأن المشاهير لديهم معجبون، فطبيعة الحال سيتأثرون بمواقفهم وآرائهم، لارتباطهم بتلك الفئة من المجتمع، وانجذابهم لأفكارهم. واستطاعت الحيل والاستراتيجيات الإعلامية الثلاثة في إقناع الأمريكيين بزواج المثليين.يذكر أن هناك تخصص في علم النفس يسمى الهندسة الاجتماعية، وهذا العلم يبحث في كيفية هندسة الرأي العام. وتشير تقارير إلى أن «75% من الأمريكيين صدقوا كذبة الرئيس السابق جورج بوش بشأن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لاستباحة غزو البلاد».ومن أهم حيل السياسيين وصناع الرأي العام في دول بينها أمريكا هي الاستمرار في الكذب، وهناك مقولة شهيرة هي «تظل تكذب وتكذب حتى يصدقك الناس»، حتى ولو كانت كذبة سخيفة، ومن ثم تكون المجتمعات الشرقية ضحايا وفئران تجارب لمثل تلك الألاعيب، حتى أن الزعيم الألماني أدولف هتلر استخدم تلك الفكرة، ولذلك تحتاج المجتمعات إلى الكثير من الوعي، والثقافة.وقد تباينت وجهات النظر بين المحافل الدينية المسيحية، والدوائر السياسية بشأن قرار للمحكمة العليا يبيح للمثليين «الشواذ» الزواج. فبينما رفضته شخصيات مسيحية رفضاً قاطعاً، وافقت عليه كنائس أمريكية ورحب به الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومشاهير كثر، في حين اعتبره سياسيون نوعاً من الشر المستطير يهدد بزوال أمريكا. وكانت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أصدرت الجمعة الماضي حكماً وصف هناك بالتاريخي يقضي بـ«منح الحق للشواذ جنسياً بالزواج في كافة الولايات المتحدة»، وهو الحكم الذي وصفه أوباما بأنه «انتصار لأمريكا وانتصار للحب».وجاء قرار المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة، بفارق ضئيل بين أعضائها التسعة حيث صوت 5 قضاة لصالح السماح بزواج الشواذ في مقابل اعتراض 4 من قضاة المحكمة، وبناء عليه يتعين علي الإدارة الأمريكية توثيق هذا النوع من الزواج.وتعارض كنائس بالولايات المتحدة الزواج المثلي، وتعتبره ضد الخطة الإلهية في الزواج والخلقة ومخالف للفطرة. ووفق بيانات الحكومة الأمريكية تصل نسبة المسيحيين إلى 77% من الأمريكيين، وتمثل أكبر عدد من السكان المسيحيين على وجه الأرض - 224 مليون مسيحي- وفي دراسة للكنيسة الإنجيلية أكد 59% من الأمريكيين أن الدين يلعب «دوراً هاماً جدا في حياتهم». ورداً على قرار المحكمة العليا الأمريكية بإباحة زواج المثيلين، أصدر 100 قس إنجيلي أمريكي، وثيقة، يرفضون فيه، قرار المحكمة بإلزام الولايات الخمسين بالموافقة على زواج المثليين الجنسيين. أما العضو السابق بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري سالي كورن، فرأت خلال لقاء جمعها مع أعضاء منظمة المرأة المثلية أن المثلية الجنسية تهديد كبير للأمة أكبر من الإرهاب ووفق بيانات تلك المنظمة، تشهد الولايات المتحدة تزايدا في عدد الشواذ، حيث «تصل نسبتهم إلى أكثر من 15% في بعض الولايات»، ويضم حي كاسترو بولاية سان فرانسيسكو أعلى نسبة من المثليين جنسيا.وكانت الأمم المتحدة قد أقرت حقوق المثلية، ودعت دول العالم للاعتراف بها وتقنين الزواج لمن تعنيهم، واعتبرت يوم 17 مايو من كل عام يوماً للحقوق المثلية.وقالت المرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون عبر حسابها الرسمي على «توتير» إنها فخورة للاحتفال بما سمته «الانتصار التاريخي» للمتحولين جنسيا.وقام أيضا الحساب الرسمي للبيت الأبيض أيضاً بتلوين واجهته بألوان العلم الخاص بالمثليين في صورة تعبيريه وضعها على الصفحة كصورة رئيسية احتفالا بقرار المحكمة.يشار إلى أن زواج المثلية هو زواج بين الجنس الواحد من البشر، وأقرته إسرائيل وعدد من البلدان الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة.