كتب - حذيفة إبراهيم:
«تطورت عقلية المخربين (..) بدؤوا يشكلون عصابات بينها تنسيق عال، الحياة معهم باتت لا تطاق» تقول مواطنة تقطن في قرية تشهد بشكل شبه يومي أعمال تخريب وإرهاب تروع الساكنين، إذ إن «لكل فريج عصابة خاصة به تكون مسؤولة عنه مهمتهم تناقل الأوامر فيما بينهم، بينما هناك شخص واحد كبير عن العصابة هو المسؤول عنهم، في القرية» بحسب المواطنة.
وتضيف أن: «الإرهابيين وضعوا قانوناً خاصاً بهم، يقضي بأن من يزيل الحواجز أو العوائق التي يضعونها يتوجب عليه إعادتها مرة أخرى، في الوقت الذي يعرض من يقوم بذلك للمساءلة القانونية من الدولة، وبالمقابل من لا يلتزم بقانون الإرهابيين فإن مصيره المولوتوف».
ويقول مواطن آخر، إن: «الإرهابيين يتعمدون مواجهة قوات الأمن أثناء مرور المواطنين، سعياً لإحداث إصابات بهم ثم الترويج بأن قوات الأمن تستهدف المارة».
وتوالت الاتصالات من قبل الأهالي على»الوطن» بعد ما نشرت موضوعاً خلال الأيام الماضية، يتحدث عن معاناة أهل القرى الرافضين للإرهاب الذي تمارسه الجماعات الراديكالية بشكل يومي في مختلف قرى ومناطق المملكة. وعلى الرغم من اختلاف القصص التي يروونها، إلا أن القاسم المشترك بينها، يتمثل في خوفهم من إظهار الاسم أو الصفة، ومعاناتهم المستمرة منهم، فضلاً عن تحول حياتهم في تلك القرى إلى جحيم.
واشتركت مطالبهم في إعادة الأمن إلى قراهم، وأن يمارسوا حياتهم بكل طبيعية، وذلك دون أي إرهاب من قبل تلك الجماعات، وتطبيق القانون عليهم، حيث حولوا القرى إلى «دولة داخل دولة».
معاناة ممرضة
وقالت المواطنة «ن» التي رفضت الكشف عن اسمها إنها تعرضت إلى التهديد مراراً بالأذى من قبل المخربين أثناء ممارستهم لأعمال الإرهاب اليومية في قرية «العكر».
وأشارت إلى أنها تعمل ممرضة في أحد المستشفيات خارج القرية، ما يضطرها عملها أحياناً إلى العودة في ساعات الليل المتأخرة وهو ما يشكل «فلم رعب بالنسبة لها»، نظراً لإغلاق الطرقات أو المواجهات مع قوات الأمن.
وأوضحت أنها واجهت مراراً بذاءة الإرهابيين وألفاظهم وتهديداتهم لها في حال إزالتها أي من الحواجز أو العوائق في الطريق، حيث وصل بهم الحال إلى التعرض لها بالصفع على الوجه في إحدى المرات من قبل أحدهم.
وتابعت «أضطر الآن للخروج مع أحد إخوتي لمرافقتي إلى مدخل القرية، كي لا أتواجه معهم بشكل شخصي كونهم لا يراعون حرمة امرأة أو ما يطلقون عليهن زوراً «بالحرائر»، أنا حرة وأرفض ما يقومون به».
وأضافت «أصبحوا جماعات، ولكل فريج عصابة خاصة به هي التي تكون مسؤولة عنه، ويتناقلون بينهم الأوامر، بينما هناك شخص واحد كبير هو المسؤول عنهم، في القرية».
وأوضحت «في أحد المرات أزلت الطابوق الذي وضعوه في الطريق لإغلاقه، وهربت بسرعة دون أن أتواجه معهم، إلا أنني فوجئت بعصابة أخرى من الملثمين تنتظرني عند المنزل، وشتموني وسبوني لما قمت به، وبعد سؤالي لهم بأنهم لم يروني، قالوا لي بالحرف الواحد «جماعتنا اللي برة هم اللي خبرونا»، أهكذا أصبحنا في دولة ميليشيات في البحرين».
وأشارت إلى أنها لا تستطيع طلب العون من قبل القوات الأمنية، كونهم سيتعرضون لمنزلهم بالكامل ويعتبرونها بأنها من «البلطجية والمخابرات».
وتابعت أن الإرهابيين وضعوا قانوناً خاصاً بهم، يقضي بأن من يزيل الحاجز أو العوائق التي يضعونها يجب عليهم إعادتها مرة أخرى، إلا أن ذلك يعرض من يقوم به إلى المساءلة القانونية من الدولة، حيث يعتبر بأنه قطع الطريق في حال ملاحظة أحد عناصر الأمن له.
وقالت «نحن في حيرة من أمرنا، الإرهابيون لهم قانونهم الخاص داخل القرى، ويبدوا أنهم يسعون ليكونوا دولة داخل دولة، بينما الجهات المختصة تتواجه معهم دون أن تقضي عليهم، لقد سئمنا الأمر، نطالب بالأمان ولا شيء غيره».
وأكدت أن على الدولة تحمل مسؤوليتها الكاملة في حفظ أمن القرى والمدن في كافة مناطق المملكة، وليس في منطقة دون أخرى، مشيرة إلى أن الإرهابيين يزدادون إجراماً يوماً بعد يوم، ما يصعب المواجهة معهم خصوصاً من الأهالي، الذين لا يريدون أمراً سوى «الأمان والستر».
حرقوا سيارته وهددوه
من جانب آخر، اشتكى المواطن «ي. ع» من الإرهاب الذي يمارسه جماعات «الشيرازيين» في قرية بني جمرة التي يقطنها، مشيراً إلى أنه تعرض إلى الضرر مرات عدة بسبب الإرهابيين وما يمارسونه من أعمال شغب وتخريب على الطرقات.
وأوضح أنه «تعرض إلى حادث مروري على شارع البديع أصيب به في كتفه بينما تضررت سيارته بشكل كامل نتيجة ذلك الحادث، فضلاً عن الطرف الثاني في الحادث، الذي أصيب وزوجته بكسور نتيجة لذلك.
وأوضح أنه وفي أحد الأيام بعد عودته من عمله، وضع الإرهابيون إطارات على شارع البديع تمهيداً لإشعالها، الأمر الذي أدى إلى ارتباك السائق الذي أمامه، وعدم توقف سيارة «ي.ع» نتيجة لسكب الإرهابيين للزيت على الطريق، ما جعله يصطدم بالسائق الذي أمامه في الحادث».
وأشار إلى أنه خسر مبلغ سيارته بالكامل، بينما يدفع حالياً الأقساط على سيارة غير موجودة، كونه اضطر لبيعها كخردة، بعد رفض التأمين تعويضه عنها، وذلك كونها تضررت بسبب أعمال الشغب والغطاء التأميني لا يشملها.
وأضاف، «تعاطفاً من شركة التأمين أصلحوا بعض الإضرار إلا أنها لم تجعل السيارة مؤهلة للسير على الشارع مرة أخرى، حيث اضطر لبيعها كخردة بمبلغ 700 دينار».
وتابع « سأضطر لدفع ما تبقى من أقساط على السيارة لمدة 6 سنوات مقابل سيارة غير موجودة، ماذا أفعل، لا يوجد من يعوضني، والإرهابيون لم يتم الإمساك بهم حتى الآن، حسبي الله ونعم الوكيل».
ويستمر «ي.ع» برواية معاناته، حيث أشار إلى أن الإرهابيين حذروه من الحديث إلى وسائل الإعلام أو غيرها عما أصابه، إلا أنه لم يعبأ بهم، مؤكداً ضرورة القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله لتعود الحياة طبيعية إلى القرى.
وأوضح أنه حاول الاتصال بجمعية «الوفاق»، التي اعتبرها المسؤولة عن الإرهاب، مضيفاً أنه وبعد محاولات عديدة اتصل به أحد أعضاء الجمعية، وأبلغه بأنه لا يستطيع مساعدته.
وقال « اتصل بي أحد المسؤولين في الجمعية، وأبلغته بأن عليه إما تسليم المتورطين بأعمال الشغب كون الجمعية هي المحرضة عليه وتعلم علم اليقين من هم، أو أن الجمعية تعوضه عما أصابه، إلا أن المسؤول قال له بأنه لا يد له عليهم وأن الجمعية غير مسؤولة عما جرى له ثم أغلق الخط». وأضاف أن «الجميع في القرى يعلم أن الوفاق هي من تقف وراء أعمال الشغب والتخريب تلك، وهي الوحيدة المسؤولة عنها وهي من تمولها، أريد القصاص منهم».
وأشار «ي.ع» إلى أن القرية التي يقطنها أصبحت «قرية أشباح» خصوصاً بعد حلول الظلام، مضيفاً أن من المستحيل لرجل أن يخرج ليقضي مشواره ليلاً إلا إذا كان شخصاً مغامراً، وذلك بسبب ما تتعرض له القرية من أعمال تخريب يومية، أما عن النساء فهن لا يستطعن الخروج ليلاً بأي حال من الأحوال حتى وإن كان الأمر طارئاً.
وأوضح أن «الإرهابيين يتعمدون المواجهة مع قوات الأمن أثناء مرور المواطنين، وذلك لإحداث إصابات بهم ثم الترويج بأن قوات الأمن تستهدف المارة، مشيراً إلى وجود العديد من الحالات بالقرية المشابهة لذلك. وطالب « ي.ع» بالقصاص من كل المحرضين والإرهابيين الذين حولوا حياتهم إلى جحيم، الذين تسببوا له ولغيره بإصابات وأضرار سواء مادية أو نفسية أو جسدية، مشيراً إلى أن عدم تطبيق القانون بحقهم جعلهم «عصابات في تلك القرى».