رحل سعود الفيصل، قامة سياسية وعميد الدبلوماسية الخليجية والعربية، بعد أن ساهم في صنع التاريخ، وكان له التأثير الكبير في تعزيز الدبلوماسية الخليجية لدى الغرب، وصاحب آراء مؤثرة صنعت قرارات حاسمة في كثير من القضايا الإقليمية والدولية. رحل الفيصل عميد الدبلوماسية الخليجية والشاهد على التحولات الكبيرة في قضايا العصر، تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بمواقف مشرفة لا تنسى. البحرين لن تنسى مواقفه الداعمة لأمنها ودفاعه عن سيادتها، التي طالما اعتبر أمنها جزءاً لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية.
واستذكر الإعلاميون والصحافيون مناقب الراحل الأمير سعود الفيصل، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وقالوا إن الأمير الراحل كان قامة قل أن يجود الزمان بمثلها.
وقال رئيس تحرير جريدة البلاد ورئيس جمعية الصحافيين مؤنس المردي «عندما نستذكر مآثر رجل قيادي كسعود الفيصل، فإننا نتذكر مواقفه الكبيرة تجاه البحرين، وضد كل من أراد بالبحرين سوءاً، مواقف مشرفة تصب في مصلحة البلاد والمنطقة بشكل عام، رجل لم يهاب في قول كلمة الحق لومة لائم، وشخصية استثنائية حاضرة في وجدان كل البحرين، ولطالما كان يكرر أن أمن البحرين جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية».
من جانبها الإعلامية والكاتبة سوسن الشاعر، أن رحيل سعود الفيصل «خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية». وأضافت «رحيل رجل ذو مواقف كبيرة مثل سعود الفيصل ليس خسارة للمملكة العربية السعودية فقط بل إنها خسارة للبحرين، التي لن تنسى مواقفه الداعمة لها خاصة في ظل تهديدات كانت توجه للبحرين خلال أزمة 2011، وكانت كلماته كفيلة بزرع الطمأنينة والأمن والأمان في قلوبنا». وأردفت «مواقفه المدافعة عن البحرين لا تنسى، وكان يتصرف كما لو كان وزير خارجية البحرين، وكانت مصالح البحرين وأمنها وسيادتها بالنسبة لسعود الفيصل مسألة مصيرية ولا تقبل النقاش، وتعامل مع البحرين وكأنما هي في قلبه ووجدانه»، معرباً عن أن أمن البحرين جزأ لا يتجزأ من أمن السعودية.
من جهته وصف رئيس تحرير جريدة الوطن يوسف البنخليل، أن رحيل الأمير سعود الفيصل «خسارة للأمتين العربية والإسلامية» ليس باعتباره عميد الدبلوماسية العربية، بل باعتباره أحد أبرع مهندسي السياسة الخارجية العربية.
وقال «من الصعب أن يتم الحديث عن مكانة الفقيد الراحل أو إنجازاته، ولكننا ندرك جيداً معنى رحيل الأمير الفيصل، فهو فيصل وأسد الدبلوماسية العربية، عرف عنه الدهاء والذكاء، وجمع الجدية والحسم، وبرع في القول والفعل فتبوأ مكانة دولية لا يعرفها إلا من يدرك دهاليز السياسة الخارجية في عالم يموج بالتحولات». وأضاف «الأمير الراحل مكانته لا تنسى لدى جميع البحرينيين، ويظل اسمه خالداً في ذاكرة البحرين لأدواره التاريخية المهمة في كل المراحل والتحديات التي واجهتها المملكة، ويظل سعود الفيصل بيننا نتذكر أفعاله ونستذكر أقواله ونستلهم حرصه على أمته».
وقالت الصحافية تمام أبوصافي «رحل عميد الدبلوماسيين، رجل كان شاهداً على العصر بكل تفاصيله»، مضيفة «عندما نتحدث عن دبلوماسي مخضرم كانت له بصماته الواضحة في رسم خارطة الدبلوماسية الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص، قدر للأمير الراحل أن يكون أحد أبرز وجوه المشهد السياسي في الشرق الأوسط، حيث عاصر أحداثاً مهمة أبرزها الحرب الأهلية في لبنان وحرب العراق وإيران وغزو الكويت وحرب التحرير واتفاق الطائف الذي جمع الفرقاء السياسيين وأنهى سفك الدماء في لبنان».
ووصفت الإعلامية ورئيس قناة 55 الناطقة باللغة الإنجليزية عهدية أحمد، رحيل سعود الفيصل بـ«الخبر الحزين»، وقالت «اليوم ينعى العالم بأسره عميد الدبلوماسية، الذي كان محل إعجاب وتقدير من الجميع لمواقفه الداعمة والمدافعة عن القضايا الإقليمية والعربية والإسلامية، سعود الفيصل كان نموذجاً يحتذى به من قبل الدبلوماسيين في العالم كله، وليس على مستوى الدول العربية فحسب». وقال مشرف المراسلين بمركز الأخبار محمد بوعيدة «يتميز سعود الفيصل بالدبلوماسية الممزوجة بالحزم، وهذا ليس غريباً عليه، إذ من شابه أباه ما ظلم». وأضاف «استطاع الفيصل بشخصيته القوية، أن يجعل ليس الدبلوماسية السعودية فقط بل الدبلوماسية الخليجية بشكل عام، رقماً عالمياً يحسب لها ألف حساب، ومواقفه الواضحة والقوية جعلت منه رجلاً مهاب الجانب وذا كلمة مسموعة».