عالج فريق طبي في مستشفى الملك حمد الجامعي أولى حالات تضخم البروستاتا وحجمها 220 غ باستخدام القسطرة العلاجية، حسب ما أعلن قائد المستشفى اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة.
وقال سلمان بن عطية إن المريض (س . أ) عانى من تضخم حاد بالبروستات، وفشلت جميع الأدوية المتاحة في تحسين الحالة الصحية للمريض، ونظراً لوجود خطورة من حدوث نزيف حاد أثناء وبعد إجراء العملية الجراحية، تم تحويله إلى وحدة الأشعة التداخلية بالمستشفى لعمل القسطرة العلاجية.
وأضاف أن الفريق الطبي برئاسة استشاري الأشعة التداخلية رئيس قسم الأشعة د.وائل حامد، عمل القسطرة العلاجية للمريض واستغرق إجراؤها حوالي ساعتين تحت المخدر الموضعي، وابتداء من اليوم التالي للقسطرة شعر المريض بتحسن جوهري في عملية التبول، وغادر المستشفى ليمارس حياته الطبيعية.
وذكر أنه ومع التقدم السريع في كثير من مجالات الطب خاصة خلال السنوات العشر الماضية، أصبح التوجه العالمي يتجه للتدخلات الطبية الدقيقة الموجهة عن طريق الأشعة، حيث يتم عمل تدخلات علاجية غاية في التعقيد، من خلال فتحات متناهية الصغر بالجسم بديلاً عن الجراحات التقليدية.
من جانبه قال وائل حامد إن البروستات تشكل مصدر قلق للرجال ابتداء من سن الأربعين أو الخمسين، لافتاً إلى أن تلك هذه الصغيرة المحيطة بعنق المثانة عند الرجال تبدأ بالتضخم عند انخفاض هرمونات الذكورة مع تقدم السن، ونظراً لوجودها عند عنق المثانة حيث يمر مجرى البول من خلالها، فعند تضخم البروستات تبدأ بالضغط على مجرى البول تدريجياً وتبدأ معاناة المريض.
وأكد أن مرضى تضخم البروستات يعانون من ضعف تدفق البول، وصعوبة وتأخر في بدء التبول وتقطع مستمر في تدفق البول والإحساس باستمرار بالرغبة في التبول، نظراً لعدم إفراغ المثانة بالكامل من البول، ما يؤثر سلباً على نمط حياة أكثر من نصف الرجال فوق سن الخمسين.
وأضاف أن وسائل العلاج المتاحة وحتى زمن قريب لهؤلاء المرضى، كانت منحصرة ما بين الأدوية بصورة دائمة مدى الحياة، أو الجراحات المختلفة، حتى فتحت الأشعة التداخلية باباً واسعاً من الأمل لهؤلاء المرضى وقدمت حلاً جذرياً لعلاج هذه المشكلة الصحية المزمنة، حيث بدأت نخبة من المراكز العالمية المتطورة بإجراء هذه التقنية الحديثة التي تتطلب الكثير من التدريب وتوفر الأجهزة الحديثة للمساعدة على الوصول إلى أدق الشرايين المغذية للبروستاتا.
وذكر أن إجراء القسطرة التداخلية للبروستات شأنها شأن كل عمليات القسطرة التداخلية، حيث يتم تعقيم المريض باستخدام مخدر موضعي يتم عمل فتحة صغيرة حوالي 2 ملم في أعلى الفخذ، يتم من خلالها إدخال قسطرة في الشريان الفخذي، وتوجه هذه القسطرة باستخدام أجهزه التنظير الإشعاعي للوصول إلى شريان الحوض الرئيس. وأردف «هنا يتم إدخال قسطرة ميكروسكوبية متناهية الصغر لا يتجاوز قطرها 0.5 ملم من خلال القسطرة الأولى، وتوجهه حتى الوصول إلى الشريان المغذي للبروستاتا».
وتابع «عند هذه المرحلة تحقن حبيبات من مواد بلورية دقيقة جداً، تعمل على غلق الشرايين داخل البروستاتا، ويتم هذا الإجراء في كل من الفص الأيسر والأيمن للبروستاتا، وبذلك يقطع الدم والغذاء من الجزء المتضخم من البروستاتا، ما يؤدي إلى تقلص حجمها إلى النصف تقريباً في خلال فترة وجيزة، ويؤدي ضمور هذه الأجزاء من البروستاتا إلى فتح مجرى البول، ويسهل عملية التبول لدى المريض».
وأكد أن المريض يمكنه ممارسة حياته الطبيعية من اليوم التالي للقسطرة، ويشعر بتحسن ملحوظ في عملية التبول ابتداء من الأسبوع الأول بعد عملية القسطرة.
وقال إن أهم مميزات العملية أن نتائجها دائمة حيث إن الأجزاء الضامرة بعد العملية لا تعاود النمو كما هو الحال في العلاجات المتوفرة حالياً، ومضاعفاتها نادرة وتتلخص في حدوث التهاب بالبروستاتا في حالة إهمال المريض أخذ المضادات الحيوية في الأيام الأولى بعد العملية.
وأضاف أن هذه العملية لا تسبب سلساً بولياً ولا قذفاً مرتجعاً، ولا تؤثر سلباً على القدرة الجنسية للمريض، بل إن الأبحاث العلمية أثبتت ظهور تحسن طفيف بالقدرة الجنسية لدى المريض بعد العملية.
ويعتبر إنشاء وحدة الأشعة التداخلية وتجهيزها بأحدث الوسائل التقنية نقلة نوعية في علاج الكثير من المشكلات الطبية ومنها على سبيل المثال علاج أورام الكبد الخبيث، أورام الرحم الليفي، انسداد القنوات المرارية، تشوهات الشرايين والأوردة، الجلطات الدماغية، التضخم الحميد للبروستاتا بالقسطرة التداخلية، بينما تتميز عمليات الأشعة التداخلية بأنها لا تحتاج للبقاء بالمستشفى ويعود أكثر من 90% من المرضى لمنازلهم في نفس يوم العملية.
وأظهرت الأبحاث العالمية نسبة نجاح إكلينيكي تصل إلى 93% في حال تم عمل القسطرة بواسطة أحد الخبراء المدربين وباستخدام أجهزة القسطره المتطورة، وهو ما عملت قوة دفاع البحرين على توفيره لتقديم أفضل وسائل العلاج لمواطني ومقيمي المملكة.