الرياض - (وكالات): توالت التعازي بوفاة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، والذي وصف بعميد وزراء الخارجية في العالم، وتخللتها إشادات بدبلوماسي مخضرم واجه العديد من الأزمات الإقليمية والدولية ومد الجسور مع الدول الغربية.
والأمير سعود الفيصل هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه 4 عقود، وقد عمل في ظل 4 ملوك في المملكة، قبل أن يطلب إعفاءه من مهامه في أبريل الماضي لأسباب صحية.
وسيصلى على جثمانه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء اليوم الساعة الثامنة مساء.
وقد نعت السعودية الأمير سعود الفيصل.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي «انتقل إلى رحمة الله تعالى في الولايات المتحدة الأمريكية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية».
وأضاف البيان «وسيصلى عليه (..) في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء اليوم الساعة الثامنة مساء».
وولد الفيصل في عام 1940، وكان من أبرز أعضاء النخبة السعودية الحاكمة. وأعرب مسؤولون كبار في المملكة، الحليفة القديمة للولايات المتحدة، عن حزنهم على وفاة الفيصل.
وفي ردود الفعل الخارجية، أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بشكل كبير بوزير الخارجية السعودي السابق وأثنيا على «دبلوماسي ماهر» سوف «يتذكره» العالم.
وأشاد الرئيس أوباما بـ «دبلوماسي ملتزم وماهر»، حسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض. وأضاف أن «أجيالاً من المسؤولين والدبلوماسيين الأمريكيين استفادوا من وجهة نظره الثاقبة وشخصيته وهدوئه وصفاته الدبلوماسية».
وأوضح «في كل مرة يدفع بأهداف السلام إن من خلال التفاوض على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان أو المساعدة على إطلاق مبادرة السلام العربية».
وأكد البيان أن سعود الفيصل «كان مقتنعاً بأهمية العلاقة الأمريكية السعودية واستمرار الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وما بعده». وختم بيان الرئيس أوباما «العالم بأسره سوف يتذكر إرثه». أما وزير الخارجية جون كيري فقد أشاد بنظير سابق «له خبرة كبيرة ومحب وأفكاره صائبة».
وأضاف «طوال فترة مهمته التي شهدت 13 وزير خارجية أمريكياً، تميزت باحترام عالمي» له.
وأوضح «أكن له شخصياً الكثير من الإعجاب وأثمن صداقته ونصائحه الحكيمة» مضيفاً أن «إرثه كرجل دولة أو كدبلوماسي لن ينسى». ووصف كيري سعود الفيصل «بالرجل ذي الخبرة الواسعة والمحب والوقور».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل بخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقدم تعازيه بوفاة الأمير سعود الفيصل.
ونقلت الوكالة أيضاً برقيات تعزية من وزيري خارجية الإمارات والكويت، فضلاً عن شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أشاد بـ«حنكته وخبرته الدبلوماسية التي ساهمت في تقدم ورخاء المملكة العربية السعودية، ودعم واستقرار العالمين العربي والإسلامي، كما أنَّ الشَّعبَ المصريَّ لا يمكن أن ينسي وقفاته التاريخية مع مصر».
كذلك أعرب مفتي مصر الدكتور شوقي علام عن «بالغ حزن وعميق أسى الأمتين الإسلامية والعربية» في وفاة الفيصل، وفق «واس»، التي نقلت أيضاً تعزية كل من سلطنة عمان والأردن في بيان صادر عن وزارتي خارجيتهما.
ووصف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الفيصل بـ«الدبلوماسي اللامع والمعطاء».
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون إنه هو وغيره استفادوا من «حكمة الأمير سعود الفيصل الكبيرة في إدارة العلاقات الدولية خلال سنوات عمله الطويلة». من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الفيصل «عمل من دون كلل أو ملل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير قوله إنه «برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهاً معروفاً ومألوفاً لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية على مدى أكثر من 40 عاماً».
كذلك اعتبر مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز أن وفاة الفيصل «ليست خسارة للمملكة العربية السعودية فحسب (...) بل أيضاً لباكستان»، وفق الوكالة.
إلى ذلك قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان إنه «برحيل الأمير سعود الفيصل خسر لبنان صديقاً حقيقياً ونصيراً كبيراً (...) وقف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وأسهم في المساعدة على حل أزماته، ومن أبرزها دوره في وضع اتفاق الطائف».
وعين الأمير سعود وزيراً للخارجية في اكتوبر 1975 بعد 7 أشهر من اغتيال والده الملك فيصل. وقام بدور فعال في الجهود التي أفضت الى وضع حد للحرب اللبنانية «1975-1990»، كما قاد سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب العراقية الإيرانية «1980-1988» ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته «1991» وصولاً الى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقاً من السعودية.
وساهم الفيصل في الحفاظ على علاقات متينة بين السعودية والدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، فالأمير الذي كان يزور واشنطن باستمرار ويستقبل المسؤولين الأمريكيين في الرياض، كان أيضاً يتمتع بعلاقات متينة مع قادة أوروبيين.
وسعود الفيصل، الذي عمل في ظل 4 ملوك، أدى القسم آخر مرة في مارس الماضي بعد وصول الملك سلمان إلى الحكم إثر وفاة شقيقه الملك عبد الله رحمه الله، وكان الفيصل وقتها في الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية في ظهره.
ومنعته مشاكله الصحية في ظهره من ممارسة هواياته ومنها قيادة السيارات والذهاب في رحلات في الصحراء.
وبعد تنحيه في أبريل الماضي لأسباب صحية، تم تعيين سفير السعودية إلى واشنطن عادل الجبير خلفاً له، في خطوة بارزة للانتقال إلى جيل جديد من القادة السعوديين.