عواصم - (وكالات): تحدثت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من 4 سنوات، وعن الدور الذي يلعبه «حزب الله» الشيعي اللبناني فيها من أجل إنقاذ نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة أن «الحزب يتكبد خسائر فادحة في الحرب»، مشيرة إلى أنه وفقاً لمسؤولين استخباراتيين فإن «خسائر الحزب بلغت ما بين 1000 و1200 قتيل وجريح بحالة خطرة منذ بداية تدخله في سوريا».
وأوضحت «فورين بوليسي» أن «حزب الله» يتعرض لمخاطر متعددة، في الوقت الذي يحاول فيه أن يأخذ على عاتقه عملية إنقاذ نظام الأسد من هذه الحرب، لافتة إلى أن قوات الحزب تتعرض للقتل على أيدي الثوار السوريين بشكل متزايد.
وأضافت أن «حزب الله» - الذي يعتبر الوكيل الأهم لإيران في المنطقة - صار ينزلق في المستنقع السوري أكثر من أي وقت مضى، وأنه يواجه خطر فقدان صورته كقوة قتالية بالمنطقة. وقالت إن قوات الحزب هي التي تقود الآن القتال ضد كتائب المعارضة السورية المسلحة، وإن الجيش السوري المتعثر يقوم بدور المساند.
وأضافت أن «حزب الله» يتكتم بشأن عدد مقاتليه المنتشرين في سوريا، ولكن مسؤولين ومحللين غربيين يعتقدون أن لديه ما بين 6 و8 آلاف مقاتل بالبلاد.
وأشارت إلى أن الحزب يرفض أيضاً مناقشة خسائره أو الإفصاح عن عدد قتلاه في سوريا.
وأضافت أن جنائز مقاتلي «حزب الله» أصبحت ظاهرة شائعة، وذلك ممن يلقون حتفهم على أيدي الثوار في سوريا.
ووفقاً للصحيفة، فإن إيران زادت دعمها لـ «حزب الله» خلال الفترة الأخيرة لمساعدته على تخطي الخسائر اليومية، خاصة أنه يواجه صعوبات كبيرة في القلمون المتاخمة للحدود مع لبنان.
من ناحية أخرى، اقترحت الولايات المتحدة على مجلس الأمن الدولي تكليف فريق خبراء لتحديد المسؤولين عن الهجمات بغاز الكلور في سوريا والتي نسبها الغربيون لقوات بشار الأسد. وحسب مشروع القرار الذي اقترحته واشنطن، فان هذه البعثة التي أطلق عليها «آلية مشتركة للتحقيق» ستكون مؤلفة من خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وستكون مهمتها «تحديد وبكل الوسائل الممكنة الأشخاص والهيئات والمجموعات والحكومات» التي نظمت ورعت أو ارتكبت الهجمات.
وسوف تكون مهمة البعثة لمدة عام مع إمكانية تمديدها ويجب أن ترفع تقريرها الأول خلال 90 يوماً بعد بدء مهمتها. وأشار مشروع القرار إلى أن أعضاءها يجب أن يكونوا «محايدين وعندهم خبرة» وأن يتم اختيارهم على أساس «جغرافي بقدر المستطاع».
ويطلب مشروع القرار من الحكومة السورية وكذلك من الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة «التعاون كلياً» مع الخبراء وتقديم «كل معلومة مهمة» لهم والسماح لهم بالوصول إلى الأماكن التي استهدفتها الهجمات الكيميائية.
إنسانياً، حذر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا فولكان بوزكير من أن تركيا ستعاني لمواكبة تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين وقال إن كثيراً منهم سيحاولون على الأرجح الوصول لأوروبا. وتستضيف تركيا بالفعل مليوني لاجئ من الحرب الأهلية السورية وهو عدد أعلى مقارنة بالأعداد التي يستضيفها باقي جيران سوريا الأمر الذي يجعل من تركيا أكبر بلد مستضيف للاجئين في العالم. وتخشى تركيا الآن من أن تدفع المعارك حول مدينة حلب الشمالية مليون لاجئ آخرين لعبور الحدود ودخول أراضيها.