عواصم - (وكالات): اعتبر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن الهدنة المعلنة التي بدأت امس في اليمن تعتبر الفرصة الأخيرة لميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالنظر إلى إساءة استغلال فرص سابقة، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الأطراف المتحاربة وافقت على تنفيذ الهدنة الإنسانية.
وقد أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ عن تفاؤله بأن تشكل الهدنة الإنسانية فرصة للتقدم في المباحثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار ياسين إلى أن الهدنة الإنسانية ستشكل فرصة جديدة للحوثيين من أجل إثبات نواياهم في حل الأزمة، وذلك بعدما أضاعوا فرصتي الهدنة السابقة ومؤتمر جنيف. وأكد أن الضمانات الحقيقية للهدنة ستختبر في مدى التزام الحوثيين بوقف استهداف المدنيين والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية. وذكر ياسين انه ينبغي التمييز بين ما يسمى بالهدنة الإنسانية التي تصر عليها الأمم المتحدة منذ مدة وبين ما تصر عليه حكومة اليمن وتأمل في حدوثه وهي الهدنة الكاملة وانسحاب القوات. من جانبه قال ولد الشيخ إن جميع الأطراف اليمنية قدمت ضمانات لاحترام الهدنة الإنسانية التي بدأت امس وتستمر حتى نهاية شهر رمضان الكريم.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق اليمنية، وقال إن قافلة مكونة من 50 سيارة وصلت إلى عدن للمرة الأولى.
وقال المبعوث الأممي إن فترة الهدنة ستشكل فرصة لمباحثات بشأن التوافق على وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق القرار الأممي رقم 2216، وعبر عن تفاؤله بتحقيق هذا الهدف. ووافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على الهدنة الإنسانية التي توسطت فيها الأمم المتحدة. وستنتهي الهدنة التي تستمر أسبوعا بنهاية شهر رمضان وتهدف إلى تسليم المساعدات لنحو 21 مليون يمني. وقالت كل الأطراف إنها تأمل أن يعقب ذلك وقف كامل لإطلاق النار.
وقال مسؤول محلي إن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية في ميناء عدن الجنوبي خلال الليل وتوغلوا في محافظة حضرموت الشرقية الصحراوية وهي مركز الموارد النفطية المتواضعة في البلاد وخاضوا معارك مع فصائل المقاومة الشعبية. واستهدفت حملة الضربات الجوية التي تقودها السعودية صنعاء وأصابت مواقع للحوثيين وقوات صالح.
وأبرم مبعوث الأمم المتحدة اتفاق الهدنة بعد مناقشات مكثفة مع قادة حوثيين.
وقال إن أكثر القضايا السياسية الشائكة ستنتظر لما بعد اكتمال العمل الإنساني.
وطالبت حكومة اليمن أن يلتزم الحوثيون بقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في أبريل الماضي والذي يدعوهم للانسحاب من المحافظات التي سيطروا عليها والإفراج عن سجناء. وأدى الصراع في اليمن إلى أكثر من 3 آلاف حالة وفاة ودفع أكثر من مليون شخص للنزوح وفرار نحو 46 ألفاً نحو الخارج.
من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية المصرية أن موقف مصر من اليمن لم يتغير، نافيةً بعض ما رددته وسائل الإعلام حول وجود تغير في موقف القاهرة تجاه الأزمة في اليمن.
وكانت وسائل إعلام يمنية تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد روجت لوجود مباردة مصرية لحل الأزمة في اليمن بالتنسيق مع قيادات حزب المؤتمر الذي يترأسه، وهو ما نفته الخارجية المصرية.