عواصم - (وكالات): أعلنت الولايات المتحدة أمس تمديد الاتفاق المؤقت بين القوى الست الكبرى وطهران بشأن الملف النووي الإيراني حتى الإثنين المقبل، لثالث مرة، لإتاحة الفرصة أمام مزيد من المحادثات للتوصل إلى اتفاق نهائي، فيما اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الكبرى بالتراجع عن بعض ما تقدمت به، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حل «بعض القضايا العالقة» في المفاوضات، مشيراً إلى أنه مازالت هناك نقطة أو اثنتان بالغتا الصعوبة».
وقالت منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديدريكا موغيريني إن نص الاتفاق مع إيران جاهز، ولم يبق إلا التأشير عليه «بنعم» أو «لا». في المقابل أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيتم التوصل إلى «تسوية قريباً» بين إيران والقوى الكبرى في إطار المحادثات المستمرة منذ 14 يوماً في فيينا.
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «نحرز تقدماً ولكن ببطء شديد (...) لاتزال هناك مسائل تنتظر حلها»، متحدثاً عن «اجتماع اليوم». بدوره قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق في غضون أيام. في شأن متصل مدد الاتحاد الأوروبي تعليق العقوبات المفروضة على إيران حتى الإثنين المقبل.
وأعطى كيري بارقة أمل في المفاوضات، متحدثاً عن تسوية بعض النقاط الشائكة فيما تستمر المباحثات.
وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند صرح في وقت سابق بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة في فيينا «نحرز تقدماً ولكن ببطء شديد (...) لا تزال هناك مسائل تنتظر حلها».
لكن نظيره الأمريكي أعلن حل بعض «المسائل العالقة» في مفاوضات الأمس، مشيراً إلى أن الأخيرة تمت في أجواء «بناءة جداً». وأوضح انه تبقى نقطة او اثنتان «بالغتا الصعوبة» ستتواصل المشاورات في شأنهما خلال الليل. ومن على شرفة قصر كوبورغ في فيينا، عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد لقائه نظيره الأمريكي جون كيري صباح أمس، إلى تأكيد «حصول تقدم».
ورداً على سؤال حول إمكانية بقائه في فيينا نهاية الأسبوع، قال ظريف «يبدو الأمر كذلك»، وحين سئل إذا كان الأمر سيطول إلى يوم الإثنين رد ظريف «أتمنى ألا يحصل ذلك».
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيتم التوصل إلى «تسوية قريباً» بين إيران والقوى الكبرى في إطار المحادثات المستمرة منذ 14 يوماً في فيينا.
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الكبرى في غضون أيام. ونظرياً، كان ينبغي أن ينتهي الحوار بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران في 30 يونيو الماضي بعدما بدأ في نهاية سبتمبر 2013. وبسبب استمرار التباينات تم تمديده لمرتين. وامس، أخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة علماً بعدم التوصل إلى تسوية نهائية وقررا مواصلة المفاوضات حتى الإثنين المقبل أملاً بإيجاد «حل بعيد المدى» يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وتوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قرب التوصل إلى تسوية» وذلك إثر قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون، مؤكداً أن جميع أطراف التفاوض لهم مصلحة في ذلك وكذلك دول المنطقة.
وفي وقت سابق، لمح كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن بلوغ اتفاق ليس وشيكاً، وتحدثا عن «قرارات» ينبغي أن تتخذ.
حتى أن وزير الخارجية الأمريكي قال «إذا لم يتم اتخاذ القرارات الصعبة، نحن مستعدون تماماً لوضع حد للعملية». بدورها، صعدت إيران خطابها وقال النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري «إذا تراجع الغرب عن مطالبه المبالغ بها، فإننا بالتأكيد سنتوصل إلى اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1». وأضاف جهانغري أن الوفد الإيراني «يدافع عن مواقفنا الوطنية، والخطوط الحمراء للحكومة وحقوقنا النووية». ووسط الماراثون الدبلوماسي القائم، تبدو 3 سيناريوهات محتملة، تمديد المحادثات في فيينا مرة أخرى، أو الإعلان عن فشل المفاوضات وهو أمر يشكك المراقبون في احتمال حدوثه، وأخيراً إرجاء المحادثات.
وتطالب طهران بالتزام فوري برفع كل العقوبات التي تؤثر في اقتصادها وكذلك تلك التي تشمل تجارة الأسلحة وبرنامجها البالستي، وهي إجراءات وردت ضمن سلسلة عقوبات تبناها مجلس الأمن الدولي منذ عام 2006 وتعتبر إيران أن لا علاقة لها بالملف النووي.
وأعلنت موسكو تأييدها للمطالب الإيرانية آملة في رفع «كل العقوبات في أسرع وقت»، وخصوصاً تلك العسكرية. وأكد مسؤول إيراني أن الصين تدعم أيضاً هذا الموقف.
لكن الغربيين، ومع إقرارهم بأن لكل بلد برنامجه العسكري التقليدي، يعتبرون أن رفع الحظر عن الأسلحة سيكون صعباً إمراره على الصعيد السياسي بالنظر إلى الظروف الإقليمية وضلوع إيران في نزاعات عدة أبرزها سوريا والعراق. وثمة أيضاً خلاف على وتيرة رفع العقوبات وتفتيش المواقع العسكرية الإيرانية ومدة الاتفاق. واعتبر المحلل علي فائز من مجموعة الأزمات الدولية أنه «إذا لم تتم تسوية هذه البنود العالقة قبل نهاية الأسبوع فلا بد من أن يستريح المفاوضون». لكنه تدارك أن «مغادرة فيينا من دون أي إنجاز يهدد بمواقف أكثر تشدداً».
وصباح أمس تخطت الولايات المتحدة المهلة المحددة لتقديم مسودة اتفاق إلى الكونغرس، ما يعني أنه أصبح أمام المشرعين الآن 60 يوماً بدلاً من 30 لمراجعة أي اتفاق يتم التوصل إليه، ما من شأنه أن يؤخر أيضاً إجراءات من بينها رفع العقوبات عن إيران.