باريس - (وكالات): اعتقل جهاز مكافحة التجسس في فرنسا 20 شخصاً يشتبه في أنهم متشددون في تولوز مسرح الجرائم التي ارتكبها محمد مراح، فيما تعهد الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بمكافحة التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن «بلاده لن تسمح بدخول الأشخاص المشكوك في فكرهم، وستجري في مطلق الأحوال عمليات أخرى وستسمح فرنسا بطرد عدد من الأشخاص عن أراضينا، لأنهم أشخاص لا داعي لوجودهم عليها في الحقيقة». واعتبر ساركوزي من جانب آخر أن فرنسا روعتها جرائم القتل في تولوز جنوب غرب فرنسا كما حصل في الولايات المتحدة تقريباً بعد 11 سبتمبر 2001. وقال الرئيس الفرنسي إن حملة الاعتقالات «ليست على علاقة بتولوز فقط بل جرت على كامل الأراضي الفرنسية. إنها على ارتباط بشكل من التطرف وفي توافق تام مع العدالة». وأوضح أنه تم توقيف 19 شخصاً. وقال مصدر قضائي إن 17 شخصاً وضعوا قيد الحجز الاحتياطي. وتابع «ستجري في مطلق الأحوال عمليات أخرى وستسمح لنا كذلك بطرد عدد من الأشخاص عن أراضينا، أشخاص لا داعي لوجودهم عليها في الحقيقة». كما تم ضبط أسلحة أخرى خلال العملية الواسعة النطاق ولاسيما 5 بنادق ومسدسات ومسدس صعق كهربائي. وقام محققو جهاز مكافحة التجسس بحملة التوقيفات الواسعة النطاق، بدعم من وحدة النخبة في الشرطة الوطنية بالنسبة لبعض الموقوفين. وجرت التوقيفات في تولوز ونانت وليون ومنطقة البروفانس والمنطقة الفرنسية. وأوضح وزير الداخلية كلود غيان «إنهم أناس يدعون عبر الإنترنت أنهم جهاديون ولديهم أيديولوجية متطرفة متشددة، أيديولوجية قتالية». وبحسب مسؤول كبير في الشرطة فإن 100 متشدد تراقبهم السلطات. وبين الذين تم توقيفهم زعيم جمعية فرسان العزة المتطرفة المحلولة محمد الشملان، وأفاد مصدر في الشرطة عن ضبط عدة قطع أسلحة لدى توقيفه في منطقة نانت، معدداً منها «3 بنادق كلاشنيكوف ومسدس وقنبلة يدوية». وعلق ساركوزي على الهجمات التي نفذها محمد مراح في تولوز ومونتوبان وقتل فيها 7 أشخاص، وقال رداً على أسئلة «إذاعة أوروبا 1» أن هذه الهجمات أثارت «صدمة» في فرنسا تشبه «قليلاً» صدمة هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وقال إن «صدمة مونتوبان وتولوز كان لها وقع كبير في بلادنا، بما يشبه قليلاً، ولا أود المقارنة بين الفظاعات، الصدمة التي تلت هجمات سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة». وطلب ساركوزي من الشرطة بعد مقتل مراح في 22 مارس الجاري «تقييم» مدى الخطورة التي قد يشكلها الأشخاص المعروفون بتعاطفهم مع التطرف. وطلب أيضاً اتخاذ إجراءات لمعاقبة الأشخاص الذين يطلعون على المواقع المتطرفة والأشخاص الذين يتوجهون إلى دول تضم ملاذات الجهاد الدولي مثل أفغانستان وباكستان. وتمت التوقيفات غداة دفن محمد مراح في القسم المسلم من مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز جنوب غرب فرنسا في حضور 30 شاباً من حيه وفي غياب أفراد عائلته. إلى ذلك، أعلنت وزارتا الداخلية والخارجية في بيان مشترك أمس الأول منع 6 دعاة إسلاميين من دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمر تنظمه جمعية إسلامية. وقال وزيرا الداخلية والخارجية الفرنسيان كلود غيان وآلان جوبيه في بيان مشترك «بينما تعاني فرنسا من هجمات متطرفين باسم أيديولوجيات أو عقائد فاسدة لابد أن تكون الحريات ضمن إطار القانون واحترام قيمنا الأساسية من حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة والعلمانية واحترام الأديان وآراء الآخرين ورفض الانغلاق الطائفي». ورفض الوزيران إمكان توجه مفتي القدس عكرمة صبري والداعية السعودي عائض بن عبدالله القرني والإمام المصري صفوت الحجازي والإمام السعودي عبدالله باصفر، إلى فرنسا، فيما منعت السلطات دخول الداعيين يوسف القرضاوي ومحمود المصري، بعدما أعلنهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصين غير مرغوب بهما في فرنسا. وأضاف الوزيران الفرنسيان في البيان نفسه أنهما يأسفان لدعوة المفكر الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان إلى بلدهما من قبل اتحاد منظمات المسلمين في فرنسا. يذكر أن محمد مراح قتل في 22 مارس الجاري بعدما حاصرته قوات النخبة في الشرطة 32 ساعة في شقته في تولوز. ونفذ مراح 3 هجمات في منطقة تولوز في 11 و15 و19 مارس الجاري أسفرت عن قتل 3 مظليين فرنسيين و4 يهود بينهم 3 أطفال. وقد أعلن أثناء محاصرته أنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة. وتم توقيف شقيقه الأكبر عبدالقادر مراح للاشتباه بتواطئه في عمليات القتل. وهو معروف منذ سنوات بأنه من أنصار السلفية الإسلامية المتطرفة في منطقة تولوز. وورد اسمه في التحقيق الذي قاد إلى تفكيك شبكة لنقل الجهاديين إلى العراق في 2007، دون أن يتم توقيفه للتحقيق معه.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90