بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ختم الله تعالى الرسل، فلا نبي ولا رسول بعده، كانت رسالته المهيمنة على ما قبلها من رسالات، فمن أسلم وآمن فقد تحرى رشداً، ومن أعرض وكفر فقد شقي في الدنيا والآخرة، والقرآن الكريم هوالتشريع والترجمان والخبر الصادق لما سبقه من كتب سماوية بكل دقة على لسان كل رسول وأمته.
والدين الإسلامي يتوافق مع الفطرة التي فطر الله الجن والإنس عليها - وهما المكلفان بـ افعلوا ولا تفعلوا-، وهي التوحيد والعمل الصالح.
ومن عظمة الإسلام، أن أركانه خمسة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. بالنسبة إلى الركن الخامس، وهو الحج إلى بيت الله الحرام، لا يمكن تأديته إلا بالسفر إلى مكة المكرمة الحاضنة للبيت الحرام شرفه الله تعالى، وجعله حرماً آمناً (( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).
أما الأركان الأربعة الأخرى، فيؤديها المسلم وهو في بلاده، قربت المسافة أو بعدت عن مكة المكرمة، - ولا أريد أن أدخل في تفاصيل الأركان الأربعة الأخرى، فلكلٍ شروط وأحكام، وجعل الله سبحانه مع كل عسرٍ يسراً ، ورفع الزكاة عمن لا يملك النصاب مثلاً -.
ومثال على الفهم غير الصحيح للحج عند من بعدت بلادهم عن مركز الإسلام سواء في مشارق الأرض أو مغاربها، أننا نرى في التلفاز عن طريق الاستطلاعات والتسجيلات التي تبث، أن أناساً يحاولون ـ مع فقرهم - يصرون على الحج حتى لو كلفهم هذا بيع بيوتهم أو ممتلكاتهم وما يدخرونه من حطام الدنيا لتربية أبنائهم ورعاية أسرهم، فمثل هؤلاء يسقط الحج عنهم (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ))، حيث ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (( عمرة في رمضان تعدل حجة معي، وهذا الحديث رحمة من الله تعالى ورسوله، ورفع الحرج عمن لا يستطيع إلى الحج سبيلاً سواء من مال أو صحة أو تقدم في العمر، والعمرة أسهل وأيسر من الحج وأقل تكلفه ووقتاً وجهداً كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة)).
إن على حملة شعلة الإسلام من دعاة ووعاظ ومرشدين مسؤولية الوصول لتلك الأمم الإسلامية البعيدة وخاصة الفقراء والمعدمين منهم، بأن لا حجة عليهم، وحثهم الأخذ بالبدائل، والأجر حاصل، فهم معذورون شرعاً، ونهيهم عن تكليف أنفسهم فوق طاقتها، حتى لا يكون تصرفهم بجهاله سبة في الدين والدين منه براء، وإن لم تفعلو فما أديتم رسالتكم.
يوسف محمد بوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً
وعضو مجلس بلدي سابق