حينما يخيم السواد على كل أرض في حياتك، وتحجب الغيوم بريق النجوم في سمائك، فتغدو أيامك داكنة لا قمر فيها ولا شيء يرى فقط سوى ظلام الليل الحالك شديد السواد.
افتح قلبك لتستقبل النور. إنه يحمل في طياته ويحتضن في باطن أعماقه الكثير. عليك أن تفهم المعنى، بعدها يصبح الخوف مثل السحاب الذي يمر في سمائك فيرحل. أنت ربما تعشق النور وتميل إليه، لكنك تخاف من الظلام وتفر منه، لذلك يستحيل عليك أن ترى النور.
ربما عالمك ولد من رحم خوفك، هكذا منحت له أشكالاً وتجسيدات وهيئات، أنت هو من فصل الأشكال والتجسيدات والهيئات فأصبحت حياتك تعكس صورتك، إنها مرآة لك تريك ما بداخلك، تروي لك نبذة عن فصول من رواية حياتك. مخاوف كثيرة سوف تدعو نفسها لزيارتك، فلا تخف وتحمل الألم وادعها حتى تحضر إلى ديار وعيك وتعلن عن حضورها وتكشف عن وجهها المخيف وتعلن عن نفسها، لا تفعل شيئاً، بل ابق أنت شاهداً واقفاً على التلال، فعند الفجر ستشرق الشمس وستضيع هويتك في الحب، ما تعرف به عن نفسك، لا الوجه يرى ولا الجسد، فمن سوف يعرفك؟ كل شيء يدخل وجوداً لا شكل له، أين وجودك المحدد الذي تعرفه وتألفه؟
بإشراق الحب في قلبك سوف ترحل هذه المخاوف دون رجعة ويصبح في استطاعتك الجلوس في أحضانه والتسليم إلى تأمله. بل سيتداخل كل موجود في غيره ويتوحد ويذوب، دون تحديد، دون تقسيم، دون تعريف. تختفي الأشكال وتصبح في غياب، إنها ستتلاشى وتذوب وتختفي باختفاء الظلال وغيابها.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية