عواصم - (وكالات): انتهكت ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الهدنة الإنسانية في اليمن التي بدأت منتصف ليل أمس الأول، والمفترض أن تسمح بنقل مساعدات إنسانية إلى آلاف الأشخاص المعوزين، مرات عدة بعد بضع ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، وبدا أن الهدنة ولدت ميتة لعدم وجود الإرادة لدى المتمردين وقوات صالح، فيما أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» العميد ركن أحمد عسيري أن «قيادة التحالف لم تتلق طلباً من الحكومة الشرعية في اليمن حول الهدنة»، مشيراً إلى أن «قوات التحالف غير معنية بهذه الهدنة، لأن ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية»، مضيفاً أن «الهدنة المعلنة تفتقر للآلية ولا تلتزم بالشروط الأساسية لإقرارها».وقامت ميليشيات المتمردين وقوات صالح بقصف حي العريش في عدن، وقريتي خوبر والقبة في الضالع، والأحياء السكنية قي تعز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، جنوب البلاد.وقبل ذلك، قامت طائرات التحالف بقصف مخازن أسلحة وتحركات مشبوهة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بجبل نقم بصنعاء ومناطق أخرى، بينما قتلت المقاومة الشعبية نحو 46 مسلحاً من ميليشيات الحوثي.وقال المتحدث باسم قوات التحالف ومستشار مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري إن «الهدنة المعلنة تفتقر للآلية، حيث إنها لا تلتزم بالشروط الأساسية لإقرارها».وأعلن المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في محافظة تعز أن محصلة المواجهات التي دارت بين المقاومة وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في عدة أحياء بمدينة تعز وضاحية الضباب بلغت 46 قتيلا من الميليشيات و6 من المقاومة وجرح العشرات من الطرفين.وأكدت مصادر المقاومة أنها أفشلت مخططاً لميليشيا الحوثي وصالح لاقتحام مدينة تعز بهجوم مكثف من عدة اتجاهات، مصحوباً بقصف مدفعي وصاروخي مكثف للأحياء والمساكن. وفي وقت سابق، شنت طائرات التحالف غارات على العاصمة اليمنية، صنعاء، مع سماع دوي انفجارات كبيرة.وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت مخازن السلاح في جبل نقم، ومنازل بعض أقارب المخلوع صالح جنوب صنعاء. كما شملت مواقع للمتمردين في عدن والبيضاء ومأرب وذمار وصعدة.وتجري اشتباكات عنيفة في تعز وسط محاولات لميليشيات الحوثي وصالح التقدم صوب جبل جرة. وتدور المواجهات في منطقة الضباب ومنطقة الحصب ومحيطها.وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز إن اشتباكات تجري في شارع الأربعين والخمسين، وإن المقاومة تتقدم في جبهة جبل صبر، وتقترب من موقع العروس الاستراتيجي.وقد دعا مجلس الأمن الدولي جميع أطراف النزاع إلى احترام الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المنظمة الأممية، والمفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان.لكن قيادة التحالف الذي تقوده الرياض قالت في بيان إنها لم تتلق طلباً من الحكومة الشرعية في اليمن حول الهدنة.وقال العميد الركن أحمد العسيري لصحيفة الشرق الـوسط الصادرة في لندن «نحن في «إعادة الأمل» غير معنيين بهذه الهدنة، لأن ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية».وصباح أمس، شهدت البلاد مجدداً معارك عنيفة وغارات جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين.واستهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للمتمردين الحوثيين في مدينة تعز حيث كانت مواجهات دائرة بين هؤلاء المتمردين المدعومين من إيران والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني في المنفى عبدربه منصور هادي، وفق ما أفاد شهود عيان. وقصف الحوثيون أيضاً أحياء عدة من تعز بحسب المصادر نفسها.واتهمت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بإرسال تعزيزات إلى مدينة تعز قبل الهدنة.وفي جنوب البلاد ضرب التحالف مواقع للمتمردين في عدن وفي محافظة لحج المجاورة بحسب شهود.وتأتي الغارات بعد أن قصف المتمردون أحياء عدة في عدن كما قال المتحدث باسم المقاتلين من أنصار هادي، عبدالله الدياني.وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، أعلن زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي في بيان بثته قناة «المسيرة» التابعة له «بالنسبة للهدنة ليس لدينا أمل كبير بنجاحها». وانطلاقاً من معقلهم في صعدة في شمال البلاد تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي ثم نزلوا نحو الجنوب ما دفع الرئيس هادي إلى المنفى فلجأ إلى السعودية، وشنت في 26 مارس الماضي حملة الغارات الجوية بقيادة الرياض. وكانت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعت المتحاربين إلى «تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة» و«التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب أي تصعيد».كما ناشدتهم «تسهيل وصول مساعدة إنسانية عاجلة إلى كافة أرجاء اليمن».وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من السكان -أي 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين.وبعد أسبوع من وضع البلاد في درجة الطوارئ الصحية الأقصى اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن «من الملح والعاجل أن تصل المساعدة الإنسانية إلى جميع الأشخاص المحتاجين (...) طيلة مدة الهدنة».وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة إن هذه الهدنة هي «أملنا الأخير» مؤكدة رسو سفينتين محملتين بالمواد الغذائية والوقود قبالة عدن.ومع هذه الهدنة، يأمل برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه في مساعدة أكثر من 237 ألف شخص.وأضافت عطيفة أن البرنامج تمكن منذ أسبوع من تسليم 9 آلاف طن من المواد الغذائية إلى مستودعه في اليمن والآن باتت الهدنة ضرورية للتمكن من توزيع المساعدات و«الوصول إلى كافة مناطق اليمن».وكانت هدنة سابقة منتصف مايو الماضي استمرت 5 أيام لكن المعارك ما لبثت أن استؤنفت بقوة بعد ذلك.في موازاة ذلك قتل 10 أعضاء يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بينهم 3 قادة محليين، في غارتين لطائرات أمريكية دون طيار جنوب شرق اليمن بحسب مسؤول محلي.واستهدفت الضربات سيارة وحاوية مليئة بالأسلحة في ميناء المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ أوائل أبريل الماضي.وقد استفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية إضافة إلى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتوسيع انتشاره في البلاد.