قالت هيئة البحرين للثقافة والآثار، إنها بدأت بأعمال تشييد مركز زوار مسجد الخميس، بعد أن انتهت من جميع الدراسات الخاصة بالمركز، وتصميمه بحيث لا يطغى على المكونات التاريخية والأثرية والحفاظ عليها بالموقع الأثري.
واعتبرت رئيس الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ما تكتنزه البحرين من تراث وطني، الجاذب الأول لسياحة ثقافية نوعية، وقالت «إن البلدان التي لا تملك ثقافة لا تستطيع أن تجلب سياحة».
وأكدت أن السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة، داعية إلى توظيف المواقع الأثرية في صناعة سياحة مستدامة تثري مكانة البحرين كمركز سياحي وثقافي.
وجددت شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، نظير دعمه مشروع الاستثمار في الثقافة، وإنشاء مركز زوار مسجد الخميس.
ويعود إنشاء المسجد -حسب الروايات المحلية- إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز (99 - 101 هـ /717 - 720م) ولم يتبق من البناء الأصلي سوى بعض العناصر المعمارية، والمنارتان الشاهدتان على موقع أطلال المسجد الحالية المعاد بنائهما في أزمنة لاحقة.
وتعد المنارة الغربية الأقدم وتعود إلى عام (450 هـ ـ 1058 م)، حيث يشير النص التأسيسي لها والموجود في قاعدتها، بينما يرجع بناء المئذنة الشرقية إلى القرن الرابع عشر.
ويحتوي مركز الزوار على جميع المعلومات التاريخية المؤكدة أن المسجد من أقدم المعالم الإسلامية، حيث يضم مركزاً للمعلومات يتيح للزائر التجوال في قاعة لعرض تاريخ المسجد وأهميته ومكانته على مر العصور الإسلامية كأحد أقدم المساجد في منطقة الخليج، وتطوير الممرات المحيطة بالموقع، وإضافة عناصر تجميلية ليصبح أحد أهم معالم التراث البحريني الإسلامي.
وصمم الاستشاري كلاوس وهلرت المركز بالتنسيق مع استشاري محليز، واشتهر وهلرت بتصميم متاحف المواقع الأثرية، حيث تعكس تصاميمه احترام الموقع الأثري وإبراز أهميته وخصوصيته، وعدم طغيان المباني المضافة من متاحف أو مراكز زوار على المبنى الأثري.
ويضفي مشروع الإنارة الليلية لمصممه استشاري الإضاءة العالمي من شركة «لوميير» الفرنسية للمسجد وضعاً مميزاً ليلاً خاصة مئذنتيه. وأشرفت الهيئة على العديد من أعمال التنقيب في الموقع المحيط بالمسجد، حتى تقف على سياقه التاريخي والعمراني، حيث تم اكتشاف ضريح أثري بشواهده وآثار لبئر ماء، وجميعها مكونات أثرية من المزمع إدراجها في برنامج الزيارة الخاص بالموقع الأثري.
واعتبرت الهيئة فتح الموقع للزيارة في رونق جديد، خطوة أولى ضمن خططها للارتقاء بمنطقة بلاد القديم، حيث يربط الموقع الأثري بمسار سياحي يمر بمدرسة المباركة العلوية وهي من أقدم المدارس النظامية بالمملكة وآثار عين بو زيدان، ومزارع النخيل المحيطة بالعين، والساحة الرابطة بين هذه العناصر العمرانية جميعاً، وعليها كان يقام أقدم وأشهر أسواق البحرين «سوق الخميس».
وقالت الهيئة إن جميع جهودها في بلاد القديم وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية في أرجاء المملكة، تنصب في نهضة ثقافية هدفها حماية التراث والهوية الوطنية وإبراز المعالم الأثرية لإثراء الدخل القومي من خلال السياحة الثقافية، وعبر التعاون الإيجابي والبناء بين جميع أفراد المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية والوزارات المعنية.
وتسعى الهيئة لإنشاء مركز زوار مسجد الخميس بعد أن انتهت من ترميم آثار المسجد، لفتح آفاق جديدة لزيارة الموقع وتفهم مكانته وأهميته التاريخية من قبل المجتمع المحلي بالمقام الأول، وإرساء مقومات الهوية المحلية، والزيارات السياحة الثقافية في المقام الثاني كوسيلة لإثراء الدخل القومي، حيث تنطبق هذه الاستراتيجية على جميع الآثار الوطنية المادية منها وغير المادية.