أكد نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن البحرين لن تنسى المواقف الشجاعة للأمير الراحل سعود الفيصل في دعم قضاياها العادلة. وعبر سموه في كلمة وجهها عبر تلفزيون البحرين أمس، عن عميق حزنه وبالغ أسفه لوفاة سعود الفيصل، مشيداً بمناقبه وما تمتع به من نبل الأخلاق والتواضع الجم، وسعة الأفق والحكمة في القول والحنكة في الحوار واتخاذ القرار.وأثنى على ما قدمه الفقيد من خدمات جليلة للمملكة العربية السعودية والأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة، مثمناً دوره في دعم البحرين في المجالات كافة.ونصت كلمة نائب رئيس الوزراء «بعميق الحزن وبالغ الأسى أنعى الأخ العزيز والصديق الوفي المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، الذي أعتز بصحبته على المستوى الشخصي وبزمالته في العمل لأكثر من ثلاثة عقود، حيث رحل عنا لكن ذكراه ستظل في قلوبنا وعقولنا ماحيينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولاحول ولا قوة إلا بالله.لقد فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة، والأمة العربية والإِسلامية برحيله شخصية سياسية وقيادية قلما أن تعوض، حيث كان رحمه الله النجم الساطع في كل اجتماع ومؤتمر ومحفل يشارك فيه، وكان الكل ينظر وينتظر لما يقول من رأي سديد وحكمة بالغة وقرار صائب حصيف.إن البحرين التي ترثيه اليوم لا يمكن أن تنسى مواقفه الشجاعة وإسهاماته المشهودة في دعم قضاياها العادلة، ودوره في إقامة جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.إن الفيصل ابن الفيصل العظيم، وإن رحل فإن إنجازاته ومواقفه في المحافل العربية والدولية في سبيل الذود عن مصالح بلاده وأمته العربية والإِسلامية لا يمكن أن تنسى على مدى الأيام والأعوام.ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، الذي تقلد منصب وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة لقرابة أربعة عقود، أثبت خلالها كفاءته وصائب قراره الذي يتسم بالحكمة والفكر الناضج حيث طالما تكون لسموه كلمة الفصل وسداد الرأي فيما هو مطروح للنقاش واتخاذ القرار. لقد جسد الأمير سعود الفيصل شخصيةَ الأمير بطلعته ومهابته، والإنسان بتواضعه ونبل أخلاقه، والمثقف بعلمه ومعلوماته وسعة أفقه، والسياسي بحنكته وإخلاصه وأمانته ومواقفه التي تبهر حتى من يخالفه الرأي وتدعو إلى احترام سموه وتقديره.إن مواقفه وتجربته يجب أن تظل مثالاً ونبراساً لكل من يتقلد هذا المنصب أو غيره، وإن تجربته وإدارته وقيادته للدبلوماسية السعودية والعربية والإسلامية، يجب أن تدرس لكل من يعمل في المجالين السياسي والدبلوماسي للاستفادة منها والتعريف بمكانة هذا الإنسان الأمير الذي ضحى بشبابه وصحته ووقته من أجل مصالح وطنه وأمته. ندعو الله له بالرحمة والغفران، ولا يسعني إزاء هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية الشقيقة، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد وزير الدفاع، وإلى أصحاب السمو الملكي الأمراء إخوانه وأبنائه وأحفاده وأسرة آل سعود الكرام والشعب السعودي الشقيق، والأمة العربية والإسلامية، داعياً المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته وفسيح جناته، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان».
970x90
970x90