زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد: اتفاق إيران يواجه طريقاً صعباً
دبلوماسيون: توقيع الاتفاق النووي الإيراني اليومعواصم - (وكالات): دخلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا أمس مرحلتها الأخيرة والحاسمة حيث بدت إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني «في متناول اليد» لكن بشرط تجاوز آخر نقطتين أو 3 نقاط خلاف، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية عن دبلوماسيين قولهم إن «الاتفاق النووي يجهز وقد يتم توقيعه اليوم»،
بينما أعلن مسؤول أمريكي في فيينا أن «مسائل أساسية لاتزال عالقة» في المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» الهادفة للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري «نقترب من قرارات فعلية» وعبر مرتين عن «تفاؤله» برغم «بعض النقاط التي لاتزال عالقة».
من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع تويتر أن المفاوضات وصلت إلى «الساعات الحاسمة».
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اعتقاده أن المفاوضات الدولية حول برنامج إيران النووي دخلت «مرحلتها الأخيرة». وقال في فيينا «آمل أن نكون دخلنا المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الماراثونية. اعتقد ذلك». من جهته، اعتبر دبلوماسي إيراني موجود في فيينا أن التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي بات «في متناول اليد» لكنه لايزال يتطلب «إرادة سياسية».
وكتب علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع تويتر أن «الاتفاق في متناول اليد. إنه يتطلب فقط إرادة سياسية في هذه المرحلة». وأعلن مسؤول أمريكي في فيينا أن «مسائل أساسية لاتزال عالقة» في المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 الهادفة للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وقال المسؤول الأمريكي الكبير رداً على شائعات حول اتفاق وشيك «لم نصدر أبداً تكهنات حول توقيت المفاوضات ولن نقوم بذلك الآن بالتأكيد، وخصوصاً حين لاتزال هناك مسائل أساسية عالقة». ومنذ 15 يوماً تسعى مجموعة 5+1 «الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا» إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وكان يفترض أن تنتهي المفاوضات في 30 يونيو الماضي لكنها أرجئت عدة مرات وتم تحديد مهلة نهائية تنتهي اليوم. ومع اقتراب انتهاء المهلة، تسارعت وتيرة الاجتماعات على المستوى الوزاري. وتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى فيينا للانضمام إلى المفاوضات وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
ولدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار».
وقد عقد اجتماع لمجموعة 5+1 ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل.
والهدف من كل الجهود هو التوصل إلى إنهاء ملف يسمم العلاقات الدولية منذ اكثر من 12 سنة.
من جهته، شكك زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ميتش مكونيل في قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الفوز بموافقة الكونغرس على أي اتفاق نووي يجري التفاوض عليه حاليا مع إيران. وقال مكونيل «أعتقد أنها ستكون - إذا ما تمت - عملية صعبة للغاية في الكونغرس».
وأضاف «نعرف بالفعل أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية».
ويتهم الغربيون إيران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني منذ عام 2003. ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق اقتصاد البلاد التي تعد 77 مليون نسمة.
وفي عام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من الأزمة. ففي أبريل الماضي تفاهما على الخطوط الكبرى لنص خاصة خفض عدد أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران.
ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الأطر العملية للاتفاق النهائي الذي كان مقرراً أصلاً التوصل إليه في مهلة أقصاها 30 يونيو الماضي لكن المهلة مددت 3 مرات. وتتعثر المفاوضات برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون أن المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة خاصة في سوريا والعراق واليمن. وهناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجياً مع إمكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق.
وتطالب مجموعة 5+1 أيضاً بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «أن اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيراً يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على إيران. والخميس الماضي، تصاعدت حدة النبرة مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة. والسبت الماضي، بدا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أكثر تشدداً، إذ دعا في كلمة له أمام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر أنها «أفضل مثل على الغطرسة».
ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في الملف، أن «الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة، هذه لحظة تاريخية، ويمكن أن تكون هناك عواقب وخيمة إذا فوت المفاوضون الفرصة لإبرام اتفاق جيد».