"لم يكن من المتوقع يوماً أن يتوافد السياح، خاصة العرب منهم، بهذا العدد القياسي على العاصمة البريطانية لندن".. هذا ما قاله سائق سيارات الأجرة "بلاك كاب" وسط لندن ويلفرت.
لكن ويلفرت في الوقت نفسه لم يستطع إخفاء فرحته بتلك الأعداد الهائلة، فبالكاد يجد السائح سيارة أجرة مضاءة في أوقات الذروة بشكل خاص.
يقول "بداية شهر أغسطس كانت بمثابة هجمة كبيرة، فأصبح العمل بالنسبة إلينا مضاعفاً، ففي أحيان كثيرة نعمل أكثر من 12 ساعة يومياً، فقد لا يعود مثل هذا الموسم، خصوصاً أنني لم أر مثل تلك الأعداد منذ عقد كامل، فحتى في أيام الأولمبياد لم تصل أعداد الزائرين إلى ما هو عليه حالياً".
وبحسب التوقعات فإن ما لا يقل عن مليون سائح خليجي في هذه الفترة، لكن الإحصاءات الرسمية ستخرج الشهر المقبل.
ولم يكن قطاع المواصلات والنقل هو الذي يعيش لحظة انتعاش، بل في جميع القطاعات، فالأسواق مكتظة بالسياح، والمشهد الذي كان متوقفاً على نهاية عطلة الأسبوع يتكرر يومياً هذا الشهر.
المطاعم العربية بدورها تحاول مضاعفة العمل، خصوصاً أن من يقف في الخارج ينتظر دوره في الحصول على طاولة صغيرة، أكثر من الذين حظوا بأماكن في الداخل.
في هذا الصدد، يقول عادل علي، صاحب مطعم الضيافة، إن مشهد السياح حالياً في هذا الوقت قد لا يتكرر ربما كل 10 أعوام، مضيفاً أن بعض المحال وللأسف الشديد استغلت تلك الأعداد الكبيرة، لتضاعف الأسعار، فأصبحت قيمة عشاء لأربعة أشخاص في مطعم تصل إلى 400 دولار.
قطاع الطيران هو الآخر بدا "غريباً" إثر المبالغة في الأسعار، بحسب ما ذكر سائح سعودي يدعى فهد الغامدي، الذي أشار إلى أنه كان ينوي إرجاء رحلته يومين فقط، بيد أن الخطوط طلبت منه دفع فرق 700 دولار، وهو يرى أنها تذكرة كاملة في شهور السنة، لكنه أكد أن أسعار تذاكر الطيران "طارت" عالياً لعدم وجود رقيب، فتذكرة طيران إلى أوروبا على الدرجة السياحة وصلت إلى ألفي دولار.
بيد أن الرابح الأكبر هنا هو قطاع العقار والفنادق، فنسبة الإشغال تصل إلى 100? تقريباً، وفي جميع الفنادق تضاعف سعر الغرف 3 و4 مرات تقريباً.
أحمد مطلق من الكويت يقول إنه كان يبحث عن شقة، لكنه صدم من الأسعار، فقد تضاعفت كثيراً، وأصبحت غير معقولة، فالشقة المكونة من غرفة نوم وصالة وصل سعرها الأسبوعي إلى 3500 دولار، وهي تعتبر من الشقق العادية، حيث بعضها يصل إلى 10 آلاف دولار بالأسبوع في منطقتي نايتس بريدج وماي فير.
ويضيف "رغم ذلك لا نجد شقة فارغة، مما اضطرنا إلى التوجه لفنادق 3 نجوم، حيث تبدأ أسعار الغرف العادية فيها من 750 دولاراً، أي أن كلفة 10 ليالٍ تبلغ 7500 دولار، وهو أمر اعتبره مطلق "جنوناً"، خصوصاً أنه كان يسكن في ذات الفندق ولا تكلف الليلة الواحدة سوى 150 دولاراً".
ووفقاً لأصحاب مكاتب العقار وحجوزات الشقق، فإن الوضع سيستمر إلى منتصف سبتمبر تقريباً، ثم تبدأ العاصمة لندن العودة إلى سابق عهدها.