كتب - عادل محسن:
«مستعد أن أقدم أبنائي الخمسة فداء للوطن ولن أبكي عليهم وأن قتلوني فباركوا لأبنائي ولا تبكوني» وصية أطلقها المواطن الشيعي من قرية النعيم خميس عباس بعد أن أعلن من خلال «الوطن» تحديه لعيسى قاسم وعلي سلمان، وقال: «خربتو الديرة بالإرهاب والعنف».
عباس لا يريد إخفاء هويته لأن من «يرفض العنف يجب أن يعلن ذلك وإبعاد الخوف عن قلبه» داعياً كل مواطن شيعي إلى «إعلان الحرب على الإرهاب والتنعم بالمكتسبات الوطنية التي تتحقق بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى».
وقال إن «المشروع الإصلاحي أرعب الوفاقيين ومن يطلقون على أنفسهم معارضة وهم في خوف مستمر من فقدان الشارع».
«الوطن» زارت منزل المواطن في مدينة حمد الواقع قرب جامع شيعي وآخر سني وأشار إلى الجامعين وقال :»أطالب أهل البحرين بكل مكوناتهم أن يكونوا رقماً واحداً سنة مع شيعة رقم مشترك للاتحاد والقوة ضد الإرهاب». وفيما يلي نص الحوار:
وأشار خميس عباس إلى أن «الشارع الشيعي بدأ يأخذ وضعه الطبيعي بعد أن تم التغرير بشريحة وإجبار شريحة أخرى على العصيان والتمرد في مختلف المراحل السياسية التي مرت بها المملكة».
وتساءل «ما تفسير أن يحتفل القائمون على جامع الزهراء بذكرى ثورة الخميني وما علاقتنا بهم ولماذا استغلت الوفاق المنابر الدينية للترويج للانتخابات؟ أمور كثيرة تحدث في مساجدنا(..) لقد طفح الكيل».
عباس تحدث عن تاريخه منذ الثمانينات برفضه للعنف وتعرض الإرهابيين لحياته حياة عائلته بحرق عدة سيارات يملكونها انتقاماً من قوله الحق ولأنه يعارضهم في أفكارهم التي وصفها بـ»الشيطانية».
وقال :»الإرهابيون يضطهدون الأهالي في القرى ولا يريدون مصلحتهم والدليل ما يتناولونه على طاولة الحوار والأجندات والنقاط المطروحة كلها تصب في مصالحهم الانقلابية وليس مصلحة المواطن وتحسين معيشته.
ما الذي دفعك للاتصال بجريدة الوطن والتحدث عن وضع الشيعة في القرى؟
- أنا لدي مبدأ بأن لو سكت كل مواطن شيعي في المملكة فلن يتكلم أحد وعندما قرأت قصة الشيعي الذي تحدث في حوار مع الوطن ولم يكشف هويته حرك فيني الدافع لأتحدث وأعلن اسمي للجميع دون مخافة من أحد فإلى متى الصمت؟ سأتحدث عما يجول في خاطري وسأعبر عن وطنيتي ومبدأي الذي لم أحيد عنه يوماً بأن جلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد سفينة النجاة للبحرين وليس ولي الفقيه والمصالح الشخصية التي يسعى لها عيسى قاسم وعلي سلمان وخليل المرزوق ومن يماثلهم، وأنا حريص على قراءة الصحف التي تكشف الحقائق دون مجاملة وبصدق، ونحن هنا في القرى نملك حقيقة ما يحصل في القرى ويجب أن يتوقف ويخرج الشيعة من صمتهم وأنا أرى أن الخوف بدأ ينقشع من قلوبهم.
ما الذي يجول في خاطرك؟
- صرح خليل المرزوق أن كل ظالم ولا بد أن يسقط وكأنما يتحدث عن سقوطه مع الوفاق وعيسى قاسم، وما حصل في 14 أغسطس دليل على سقوطهم في الشارع، وتبرير للفشل قال علي سلمان إن 50 ألف شيعي كانوا في خارج المملكة، (..) عذر أقبح من ذنب أين باقي الشارع الذي يتحدث عنه يومياً ويجعل نفسه ولياً عليهم مع عيسى قاسم؟ ولماذا يتحدثون باسمنا ونحن لسنا متوافقين معهم، وإن اعترضنا تعرضوا لنا ولحياتنا وحياة عائلتنا، أليس هذا إرهاباً؟ أين حرية الكلمة التي يطالبون بها والديمقراطية التي يتشدق بها الجهلاء السياسيون الذين خافوا من حب الشارع البحريني بكامل أطيافه لجلالة الملك المفدى الذي أتاح لنا الديمقراطية الحقيقية وتريد الوفاق سلبها منا دون وجه حق وفرضوا أنفسهم أوصياء علينا، ويريدون أن يكون القانون في صفهم فقط ويعترضون على الإجراءات القانونية ويشككون في القضاء وهذا مساس مرفوض بجلالة الملك المفدى والذي سعى أن يكون القضاء مستقلاً بشكل تام ولا يوجد فيه أي تدخل، وعفا جلالته سابقاً على الكثيرين سابقاً أملاً بفتح صفحة جديدة مع شعبه الذي يمد يده كذلك للاتحاد معه ومع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد ويكون في المقابل السنة والشيعة يداً واحدة ضد الإرهاب فبالاتحاد قوة (..) الشيعة لم يتغير حبهم لوطنهم وقيادته ووقفتهم التاريخية محفورة لدى تصويتهم على عروبة البحرين ضد إيران وبعد أن شهدت البلاد تنمية حضارية واقتصادية وتوفر التعليم والصحة مجاناً وغيرها من المنجزات فكيف نغير رأينا ونحن ننتخب ممثلينا في مجلس النواب ونتحدث عن كل القضايا بشفافية».
ما الذي تغير ولماذا المطالبات الانقلابية مستمرة من «الوفاق» تحت شعار إصلاح النظام؟
المعارضون أفسدوا زهرة شبابنا وحرفوا مسارهم وزرعوا في قلبهم الكره وأنا أرفضهم منذ الثمانينات عندما حرقوا أكثر سيارة لعائلتي، وأنا لم أتنازل عن أفكاري حتى أيام «الدوار» وقت الأزمة فقد تحدثت في إذاعة البحرين ودعيت الشباب والمواطنين الشيعة بالخروج وعدم تنفيذ أجندات المراد منها الانقلاب على منجزات البحرين.
ما الذي يدفعك لمعاداة الوفاق رغم أنهم يملكون مغريات مالية وغيرها؟
- أنا مقتنع بوظيفتي كحارس مدرسة ولا أحتاج لأي مغريات من أي جهة كانت لا تريد الخير لوطني، راتبي 250 ديناراً ولم أعترض على ذلك فتعليمي ابتدائي، وأبنائي حاصلون على الماجستير ومن بينهم ابني حاصل على فضية بطل آسيا في ألعاب القوى وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة يدعم موهبته ويحثه على الاستمرار في النجاح والتفوق وتمثيل المملكة، وبفضل التسهيلات ومكرمات جلالة الملك المفدى حصلت على منزلي مقابل 7000 دينار فقط وهذا أمر لا يحصل في أي دولة في العالم، إذا كانت هناك من مطالبات فيجب أن تصب في تحسين المعيشة والإسكان والخدمات للمواطنين، والوفاق لم تتقدم لهذه الطلبات بل يريدون خراب البلد، وضيعوا مستقبل الشباب، أين الصدور العارية التي سيخرج بها علي سلمان ولماذا لا نرى أبناء المعارضة في الميادين التي يتحدثون عنها، وأغلبهم يعيشون في الخارج وبرفاهية عالية وبدعم من منظمات خارجية وعلى رأسهم إيران التي نرفض تدخلها، أين النائب أسامة مهنا الذي قال صدره قبل صدر علي سلمان في 14 أغسطس لماذا لم نره ولم نرى علي سلمان وغيرهم ممن تشدقوا وأعلنوا تمرداً وعصياناً مدنياً في هذا التاريخ (..) ما يفعله علي سلمان خطأ ويجب محاكمته مع عيسى قاسم وجماعة الوفاق وسحب جنسيتهم.
ما دور الدين في الأحداث السياسية؟
- عيسى قاسم دعا لقتل الشرطة ولم يفتِ بحرمة هذا الشيء، والمساجد يتم استغلالها للخطابات السياسية والدليل فترة انتخابات الوفاق استغلت المآتم والجوامع لبث أفكارها وسحر عقول الناس، ومن يطلقون على أنفسهم بالإيمانيين الذين يسيطرون على المساجد ولا يلقى أي خطاب إلا بأوامرهم وبأفكارهم ويخترعون لنا احتفالات من لا شيء ومنها ذكرى ثورة الخميني، ما علاقته بالبحرين أساساً كي يذكر في مساجدنا (..) عيسى قاسم هو «خراب الديرة» وفرقوا بين الأخوة والأهل، ولكن ما يهمني الآن أن أعيش بأمن وأمان ولا يمكن الحصول عليها بمال الدنيا، ومستعد أن أمون لأجل هذه الأرض واعتبرها أغلى من عائلتي.
ما رأيك بتوصيات المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب؟
- ربي يشهد علي بأن عيد الفطر عيدان بالنسبة لي، شعرنا بالراحة كثيراً، وأتمنى تطبيقها وبشدة فقد ألجمتهم وحدت حركتهم كثيراً.
كيف توقعت أن يمر 14 أغسطس على البحرين؟
- تحدثت في إذاعة البحرين قبلها وطمأنت المواطنين أن التوصيات أفشلت المخطط الإرهابي بالكامل وأن المواطنين شبعوا من سياسة الوفاق والدليل هروب الناس عن اضطهادهم وسافروا بأعداد هائلة وقلت وقتها إن عائلة آل خليفة الكرام قادرون على إدارة البلاد، ومستعد بالتضحية بأبنائي الخمسة من أجل الوطن وإن بكيت عليهم فاعتبروني خائناً، وستشهد الوفاق حركة مضادة لها ممن تعتبرهم من شارعهم، وأتمنى من عقلاء الشيعة أن يتحركوا على نهج د. عبدالله المقابي والشيخ محسن العصفور لجمع تواقيع مؤيدة للقيادة والتنديد بالإرهاب وسحب الجنسية من المحرضين والإرهابيين دون رحمة وعفو، فعيسى قاسم وعلي سلمان وزمرتهم جهلاء سياسة ويشككون في ميثاقنا الذي وافقنا عليه ولو كانوا يفقهون شيئاً من السياسة لسألوا أهل الاختصاص قبل أن يوقعوا عليه، ولكن غيرتهم من الشارع الشيعي لجلالة الملك المفدى في سترة في اليوم التاريخي أجبرهم على سلك طريق العنف والتحريض وزرعه في الأطفال الصغار، وسؤالي لعلي سلمان من أين لك هذا؟ من أين لك الأموال الطائلة التي تنظم فيها تجمعات وتضع للجماهير الكراسي والطاولات والمنصة واللافتات وغيرها من المصاريف أليست تحويلات مالية من إيران ونقود الفقراء المغرر بهم، وما سر علاقتكم بعبدالحميد دشتي في الكويت والجلبي في العراق وغيرهم ممن يتدخلون في شؤون بلدنا؟.
ألا تخاف من الانتقام؟
- إذا قتلوني فزفوني شهيداً وقولوا لأبنائي مبروك ولا تبكوني، ولا أهاب الموت فيمكن أن يأتيني في أي لحظة، على فراشي أو في عملي أو أي مكان فما المانع إذا من أجل وطني.
كلمة أخيرة.
- يا جماعتي من سنة وشيعة كونوا يد واحدة فالاتحاد قوة، فهم ضعفاء وليس لديهم إلا بطشهم وإرهابهم، وعندما هددوني بالموت في الثمانينات لم أخافهم في قريتي النعيم ، لم أتنازل يوماً عن أفكاري ولا تتنازلوا ذلك، والتفوا في الفترة القادمة حول صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي يزور كل مناطق المملكة ويستمع لشكوى المواطنين ويوجه لتوفير الخدمات لهم ولا تنكروا جهد أي إنسان وطني.