عواصم - (وكالات): كثف وزراء خارجية الدول المشاركة في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني جهودهم للتوصل إلى الاتفاق التاريخي الموعود، إلا أن فرص التوصل إليه مساء أمس بقيت «محدودة».من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه لا يمانع في استمرار التفاوض بشأن برنامج بلاده النووي بقدر ما تتطلبه الأمور، وذلك قبيل ساعات من انتهاء مهلة التوصل لاتفاق نووي في فيينا.ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن ظريف قوله إن المفاوضات النووية بين طهران والقوى الست العالمية لن تنتهي. وصرح مصدر إيراني أن احتمال أن تفضي المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى إلى اتفاق في وقت لاحق «ضئيل». ومنذ يومين يؤكد المشاركون في المفاوضات أن الاتفاق النهائي بات «في متناول اليد» أو جاهزاً «بنسبة 98 %»، وأن تجاوز العقبات الأخيرة لا يحتاج سوى بعض «الإرادة السياسية». والتقى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في قصر كوبورغ في فيينا، كما يحصل يومياً تقريباً منذ بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات في 27 يونيو الماضي. إلا أنها المرة الأولى منذ أيام عدة التي ينضم إليهما وزراء خارجية روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وأوروبا.وقال الدبلوماسي الإيراني علي رضا مير يوسفي على «تويتر» «الكل يعمل بقوة للتوصل إلى اتفاق اليوم».إلا أن مصدراً إيرانياً آخر فرمل موجة التفاؤل عندما قال إن فرص التوصل إلى اتفاق أمس «ضعيفة».من جهته أكد ظريف أثناء لقائه نظيره الصيني وانغ لي أنه مستعد للمضي في التفاوض «طالما لزم الأمر».وأعرب كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية عباس عراقجي عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة. وقال لوسائل إعلام إيرانية «إذا تمكنا من حل المشاكل وكانت الحلول مقبولة من كل الأطراف، إن شاء الله، لكن لا يمكنني قطع وعود لهذا المساء أو مساء غد، ولكن هناك أمل».وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن مفاوضات فيينا حققت «تقدماً فعلياً» مع استمرار وجود نقاط خلافية، ملمحاً إلى إمكان استمرارها إلى ما بعد أمس.أما بكين فدعت إلى الكف عن التردد. وقال وزير الخارجية وانغ لي «لا يمكن لأي اتفاق أن يكون كاملاً»، مضيفاً «إن الظروف باتت مؤاتية للتوصل الى اتفاق جيد، ولا داعي لمهل جديدة». وتفرض الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منذ نحو 10 سنوات عقوبات على إيران لإجبارها على التفاوض بعد اتهامها بالسعي لإنتاج قنبلة نووية تحت ستار برنامجها النووي السلمي.ولم تبدأ المفاوضات فعلاً إلا عام 2013 بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً وهو الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالسعي إلى رفع العقوبات عن إيران.وفي أبريل الماضي توصل المفاوضون في لوزان إلى اتفاق إطار حدد المبادىء الأساسية للاتفاق النهائي.ووافقت إيران على الحد من عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي سيجعل من المستحيل عليها صنع قنبلة ذرية بشكل سريع.إلا أن الاتفاق الإطار رحل الاتفاق على الخطوات العملية إلى محادثات لاحقة تم الاتفاق على ضرورة إنهائها بحلول 30 يونيو الماضي. وتم تأجيل المهلة 3 مرات حتى الآن وحدد التاريخ الأخير لإنهاء المحادثات مساء أمس.وأعلنت طهران أن الرئيس روحاني سيلقي كلمة في وقت لاحق بعد التوصل إلى الاتفاق. ولم يحدد بالتالي أي موعد دقيق لكلمته. وهناك مؤشر آخر إلى قرب التوصل لاتفاق تمثل في دعوة وزير الداخلية الإيراني السلطات المحلية إلى الاستعداد لتظاهرات الفرح في الشوارع فور إعلان الاتفاق. ويتوقع أن ينزل السكان إلى الشارع للترحيب بالاتفاق الذي سيرفع العقوبات الاقتصادية القاسية ما سيساهم بتحسين شروط عيشهم. وفي حال التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق فإن جولة المفاوضات في فيينا ستكون الأطول على المستوى الوزاري وفي مكان واحد منذ اتفاقات «دايتون» في الولايات المتحدة التي وضعت عام 1995 حداً لحرب البوسنة والهرسك. ومددت المفاوضات مراراً بسبب خلافات تركزت خصوصاً على المدة للتوصل إلى اتفاق، وعلى وتيرة رفع العقوبات والدخول إلى المواقع العسكرية الإيرانية.كما تعثرت أيضاً على خلفية رفع القيود عن البرنامج البالستي الإيراني وتجارة الأسلحة، كما تطالب إيران مدعومة بروسيا. ويعتبر الغربيون أن الطلب دقيق بسبب تورط إيران في العديد من النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا والعراق.ولا تنظر العديد من دول الشرق الأوسط بارتياح إلى الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى لأنها تعتبر أنه سيطلق يدها في المنطقة بعد أن تكون تحررت من العقوبات. والأمر سيان بالنسبة لإسرائيل التي يعارض رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بشدة الاتفاق الموعود. وفي هذا الإطار اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون مجدداً أن هذا الاتفاق سيكون «سيئاً» وقد يطلق «سباق تسلح نووياً» في المنطقة. كما أن عدداً كبيراً من أعضاء الكونغرس الأمريكي يعارضون الاتفاق ما سيجعل موافقة السلطة التشريعية الأمريكية عليه عملية صعبة.ومن بروكسل قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «لسنا بالضرورة بعيدين» عن اتفاق و«لكن هذا لا يعني أننا وصلنا». وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن معركة جديدة قد يخوضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الكونغرس، إذ قال السيناتور الجمهوري ميتش ماك كونل إن من شأن الاتفاق أن يواجه صعوبة لتمريره في الكونغرس.إلا أن كيلسي دافنبورت من مؤسسة رابطة الحد من الأسلحة اعتبرت أنه «في حال تقدمت الإدارة الأمريكية باتفاق جيد يمنع إيران من حيازة السلاح النووي مع فرض رقابة شديدة، فمن المفترض أن يحظى بدعم كاف في الكونغرس لضمان تنفيذه».
970x90
970x90