بـــروكســل - (وكـــالات): توصلت اليونان أخيراً إلى اتفاق تاريخي مع قادة منطقة اليورو أمس للحصول على خطة مساعدة ثالثة تجنبها الخروج من المنطقة في ختام مفاوضات ماراثونية في بروكسل.
ووافـــق رئيـــس الـــوزراء اليونانـــي اليساري ألكسيس تسيبراس على خطة إصلاحات صارمة بعد 17 ساعة من المفاوضات الشاقة مقابل خطة إنقاذ على مدى 3 سنوات بقيمة 86 مليار يورو، وهي ثالث خطة مساعدة لليونان خلال 5 سنوات. وأعلن رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أن منطقة اليورو قررت بالإجماع بدء مفاوضات من أجل منح اليونان خطة مساعدة ثالثة بعدما وصل البلد على شفير الخروج من منطقة اليورو.
وكتب توسك على «تويتر» أن «قمة منطقة اليورو توصلت إلى اتفاق بالإجماع. جميعنا مستعدون لبرنامج مساعدة لليونان عبر آلية الاستقرار الأوروبية، مع إصلاحات جدية ودعم مالي». ورداً على الإعلان ارتفع سعر اليورو إلى 1.1194 دولار.
من جهته كتب رئيس وزراء أستونيا تافي رويفاس على تويتر محذراً أن «أوروبا قررت خارطة طريق وكل شيء يتوقف الآن على تطبيقها».
واستمرت المفاوضات نحو 17 ساعة من أجل التوصل إلى الاتفاق الذي يعطي الضوء الأخضر السياسي لإطلاق مفاوضات حول خطة مساعدة ثالثة لليونان بقيمة تقدر ما بين 82 و86 مليار يورو على 3 سنوات. من جهته أعلن رئيس الوزراء اليوناني عن «اتفاق صعب» مع الشركاء الأوروبيين غير أنه يضمن «الاستقرار المالي» والانتعاش الاقتصادي في اليونان، مؤكداً أن حكومته «خاضت حتى النهاية معركة عادلة». وفي ردود الفعل أثنى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على «الاتفاق التاريخي»، معتبراً أنه «يسمح لليونان بالبقاء في منطقة اليورو»، ومشيداً في الوقت نفسه بـ«الخيار الشجاع» الذي قام به تسيبراس. من جهتها حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الطريق سيكون «طويلاً» و«صعباً» حتى تعود اليونان إلى طريق النمو.
وأعلن رئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلوم أن البرلمانات الأوروبية التي يفترض أن تصادق على مشروع مساعدة اليونان، يرتقب أن تقوم بذلك هذا الأسبوع.
ويتوقع مراقبون أن تواجه الحكومة اليونانية صعوبات في تمرير الخطة لدى الرأي العام الداخلي، بعدما وعدته برفض نهج التقشف وإملاءات الدائنين، صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.
وشكلت المفاوضات حول مصير اليونان ضغطاً شديداً على باقي منطقة اليورو وعلى الأخص على العـــلاقـــات الفرنسية الألمانية واتخذت قمة الأحد الماضي مند انطلاقها منحى مواجهة بين ألمانيا المتمسكة بخط صارم لا تزيح عنه وفرنسا الداعية إلى موقف أكثر ليونة حيال اليونان.