كتبت - شيخة العسم:
يوم عادي في حياة محمد، يقضي ساعاته مثل أي يوم آخر حينما طرق أصدقاؤه أبواب منزله يدعونه للخروج معهم في نزهة بالسيارة، ورغم أن دقات قلب محمد كانت تنقبض بالرفض إحساسا بواقع سيئ قد يحدث، إلا أن الحاح أصدقائه الشديد جعله يقبل بالدعوة محرجاً ربما أو لاهثاً وراء أوقات من المرح والتسلية يقضيها بين أصدقائه بعيداً عن رتابة أجواء المنزل.
وبدأت السهرة بجولة السيارة ممتعة مسلية تملؤها الضحكات والابتسامات، إلا أن طيش الشباب وتهوره في السياقة تسبب في وقوع حادث أليم أدى لوفاة أحد أصدقاء محمد ونجاة اثنين آخرين في حين بحثوا عنه هو ولم يجدوه إلا عقب 12 ساعة حيث سقط بعيداً عن موقع الحادث ولم يره أحد من المارة أو يعلم به أحد من أقربائه وأصدقائه الآخرين.
خرج محمد ليتجول مع أصدقائه بالسيارة وعاد لمنزله بشلل رباعي أدى لتوقف حياته في عمر الـ 21 عاماً، وبدلاً من أن يقضي أيامه ولياليه يحلم بزوجة المستقبل والوظيفة المرموقة ينشغل حالياً بالبحث عن الأيادي البيضاء التي تساعده في المرور من أزمته ليقف على ساقيه من جديد.
تبكي والدة محمد وهي تقص لـ«الوطن» تفاصيل معاناة حياة ابنها بعدما تحولت إلى مأساة قائلة «ابني شاب صغير والمستقبل أمامه لولا قضاء الله وقدره، ونحن مؤمنون وراضون به، ولكننا نبحث عمن يعالج ابني ليستكمل حياته مرة أخرى، فهو حالياً يخضع للعلاج بمركز حكومي دون أي علاج متخصص، وننتظر وعوداً لم نر نورها حتى الآن من جهات رسمية، والآن مرت السنة وبدأنا بالسنة الثانية وولدي لم يتعالج أي علاج تخصصي لحالته، فحالته تتطلب العلاج بالخارج».
وتضيف، حالتنا صعبة جداً فأنا مطلقة وأبنائي يسكنون معي ومن بينهم ولدي محمد، ولا أستطيع أن أنفق عليهم المصروفات العادية، فكيف لي أن أعالج ابني الذي يحتاج لمبالغ الله أعلم بها».