كتب فهد بوشعر:
طغت جملة الرؤية الفنية على عمل الأندية في الفترة الأخيرة منذ انتهاء الموسم المنصرم لكرة القدم بالنسبة للأندية الكبيرة بعكس الموسم الذي سبقه حيث اختلف الوضع عما كان عليه في الموسم الماضي حيث كان موسماً مشتعلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى من ناحية التعاقدات والانتقالات بين الأندية الكبيرة حيث اشتعلت الساحة الرياضية البحرينية في لعبة كرة القدم بعد انطلاق صافرة نهاية الموسم قبل الماضي بعد أن تم تتويج فريق الرفاع بطلاً.
وفي الموسم قبل المنصرم اشتعلت سوق كرة القدم المحلية واشتعل سوق انتقالاتها مبكراً بعد أن فجر الرفاع أكبر المفاجآت بخطف توقيع ثلاثة لاعبين من أبرز اللاعبين على الساحة المحلية هم « محمد الطيب من النجمة، عيسى غالب من البسيتين والسيد ضياء سعيد من المحرق» ولم تدم مفاجأة الرفاع طويلاً حتى ردها له المحرق بخطف توقيعات كل من «عبدالله عبده من الرفاع، أحمد عابد من البسيتين وعبدالوهاب علي من البسيتين».
توقع الجميع بأن تكون كل تلك الأمور أموراً صحية لإنعاش حال الكرة البحرينية المتدهورة على الرغم من كونها قد تحصر المنافسة بين القطبين مع بعض المحاولات من أندية أخرى لكن للأسف خالف الواقع كل التوقعات خصوصاً في الجوانب الفنية حيث كان موسمنا الكروي المنصرم أشبه بالموسم منعدم الأداء الفني خصوصاً ممن توقع لهم الجميع الظهور بمستوى يفوق التوقعات -المحرق والرفاع- بعد سلسلة التعاقدات وخطف أسماء لها ثقلها فكانت النتيجة عكس المتوقع بأن خرجنا بموسم ركيك فنياً وأداء باهت حتى من بطل الدوري الذي لم يظهر لنا بالصورة التي عهدناه بها والتي توقعناها عدا فريق الحد الذي كان ثابت الأداء حتى نهاية الموسم لكن بان عليه عبء المشاركات الخارجية في الجولات الأخيرة.
أما البعض فلم يكن في المستوى الذي ظهر به الموسم الماضي بشيء غريب حيث توقع البعض أن تظهر هذه الفرق بالمستوى الباهت كون الاختيارات لم تكن وفق رؤية فنية واضحة وسليمة حيث تم اختيار اللاعبين وتكديسهم في قائمة الفريق قبل أن يتم اختيار المدرب وهو الذي من المفترض أن يختار ما يحتاجه الفريق أساساً فكانت النتائج الفنية كما ظهرت به الفرق على الرغم من عدم حسم اللقب إلا في الثواني الأخيرة من الموسم.
واليوم نرى الكبار ممن أشعلوا السوق -المحرق والرفاع- في هدوء من أمرهما وسكون لم يعتاده الشارع الرياضي حيث إن الرفاع لم يعلن سوى عن صفقة وحيدة حتى الآن بعد أن أعلن عن تعاقده مع اللاعب الأردني خليل بني عطية في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن التعاقد مع المدرب الوطني محمد الشملان.
الرؤية الفنية في المقام الأول هي التي اعتمد فيها الرفاع اختيار أول محترفيه بعكس المواسم الماضية وتحديداً الموسم الأخير بعد أن شكل الشيخ عبدالله بن خالد رئيس مجلس إدارة النادي لجنة فنية مختصة للبحث عن لاعبين محترفين محليين وأجانب تسد النواقص واحتياجات الفريق بعد أن تم تقييم مرحلة الموسم الماضي التي تأخر فيها الرفاع كثيراً بأن وصل لمنتصف الترتيب بين فرق الدوري بعد أن كان حاملاً للقب.
ولعدم تكرار ما حدث للرفاع في الموسم الماضي بتأخر ترتيب الفريق خطى المحرق بطل الدوري هذا الموسم نفس الخطوة التي خطاها الرفاع بأن شكل له لجنة فنية لتقييم المرحلة الماضية وإعادة تنظيم الصفوف مجدداً للحفاظ على اللقب 33 والبقاء في موقعه الطبيعي في المقدمة بعد أن تأخر في المواسم الثلاثة التي سبقت إحرازه لآخر لقب له فما كان من اللجنة إلا أن أوصت بتجديد الثقة والتعاقد مع 5 لاعبين هم محمد بن سالمين، إبراهيم المشخص، صالح عبدالحميد، إسماعيل عبداللطيف ومهدي عبداللطيف بينما قدم المحرق محترفيه الأول العاجي محمد عبدالباسط والثاني هو الجزائري كريم بوطاجين الذي يلعب في مركز صانع اللعب فيما لم ينته عمل اللجنة الفنية والمحرق بانتظار المحترفين الآخرين.
كذلك الأمر مع فريق الرفاع الشرقي الذي جدد للاعبه عبدالله جناحي الذي أظهر مستويات كبيرة على الرغم من قصر فترة انتقاله من البحرين للشرقي فيما سيقدم محترفه الأجنبي قريباً، في حين تسير أمور الحد نحو الاستقرار نتيجة لاستقراره الفني قبل نهاية الموسم.
بينما مازالت بعض الفرق التي تعمل وفق الأهواء والأمزجة بعيداً عن الرؤية الفنية تتعاقد بشكل عشوائي وغير سليم كون من يختار لا صلة له بالأمور الفنية وفنيات كرة القدم، وعلى الرغم من كون القراءات في نهاية الموسم الماضي واضحة وصريحة بينت لهم احتياجاتهم ونقاط ضعفهم إلا أنهم مازالوا في عشوائيتهم.
أندية تستفيد من أخطائها وأندية مستمرة في الأخطاء كأنهم عميٌ لا يدركون بأن ما يقومون به ليس سوى الإضرار بأنديتهم وليس الهم الأكبر لهم هو تطوير فرقهم بل الظهور في الإعلام مستعرضين عضلاتهم غير مدركين لما سيترتب على أعمالهم وغير مدركين بأن كرة القدم اليوم باتت صناعة لا رياضة فقط والصناعة بحاجة لأهل الاختصاص للعمل فيها من أجل تطويرها خصوصاً في عملية اختيار اللاعبين والمدربين وتحديد انتقالاتهم من نادٍ إلى آخر فمن يشاهد ساحة كرة القدم يدرك بأن معظم التنقلات ليست احتياجات بالنسبة للأندية وليست باختيارات فنية بل هي اختيارات إدارية بالدرجة الأولى.