كتبت ـ شيخة العسم:
ظلت زوجة 28 عاماً في أروقة المحاكم الجعفرية تنتظر تطليقها من زوجها الذي عقد عليها وهاجر خارج البحرين دون أن يدخل عليها وتركها معلقة، فيما ماتت أخرى بسكتة قلبية بعدما رفض القاضي تطليقها من ابن خالتها الذي تزوجها طمعاً في ألف دينار تقدمها الجمعيات الخيرية بالزواج الجماعي، وغيرها من القصص التي لا تزال في انتظار آذان صاغية من قضاة المحاكم الجعفرية.
«الوطن» جلست إلى عدد من المحامين والقضاة لتنقل قصصاً لزوجات عانين الأمرين مما يحدث في المحاكم الجعفرية.
يقول قاض سابق بالمحاكم الشرعية «عقد شخص على فتاة وبعد العقد مباشرة ودون أن يدخل عليها هاجر خارج البحرين، وباتت الزوجة «بالاسم» تبحث عمن يطلقها منه، وظلت 28 عاماً في المحاكم الجعفرية، ودون أن يكون هناك أحد يصرف عليها وتوفي والدها ووالدتها وكبرت «وعجزت».
وأضاف «بدل أن يكون لديها ابن في الـ28 من العمر يرعاها، إلا أنها لازالت تبحث عن حل لمشكلة بداية عمرها قبل 28 عاماً».
وأشار إلى أنه استلم القضية بعد أن ضاع عمرها وأحضر الزوج عن طريق «الإنتربول»، وسجن وطالبته الزوجة بتعويض مادي وكان لها ذلك، معلقاً القاضي: «ماذا يعوض تضررها النفسي وعمرها الذي ضاع؟».
ويشير محام إلى أنه قبل ثلاث سنوات تزوج شاب من ابنة خالته بعد أن طمع بالمبلغ الذي تقدمه الجمعيات الخيرية للزواج الجماعي المقدر بألف دينار، وبعد أن عقد ودخل عليها ليلة واحدة، حصل على المبلغ وهجرها لمدة ثلاث أشهر، وعندما حاولنا الوساطة للرجوع لها قال الزوج «ما أبيها ولكن ما أبي أطلقها». ويضيف المحامي «حاولنا بالوساطة ومن الأهل لكنه أبى وبعدها لجأنا للمحكمة وبعد سنتين من الذهاب والإياب على القاضي حكم بالرفض بسبب عدم كفاية الأسباب للطلاق، وفي اليوم الثاني من الحكم وفي الصباح الباكر اكتشفنا موت الفتاة بسكتة قلبية على فراشها».
وتقول الأخصائية النفسية د.شريفة سوار إن شابة تزوجت من شخص به مرض «البرنوية» أي مريض نفسي يشك بمن حوله أنهم يريدون أن يقتلوه، وهو لا يعمل، ودائماً يضربها ويضرب أولادها الصغار، وبعد أن طلبت الطلاق لم يطلقها القاضي وبعد البقاء مدة ثلاث سنوات في أزقة المحاكم قال لها القاضي بالحرف «حمدي ربك أنك توك ثلاث سنوات فقط» ولم يأمر لها بالطلاق وكالعادة «الأسبــــاب غيـر كافية للطلاق».
وتضيف سوار في قصة أخرى «رجل أراد أن يتاجر بزوجته وقد كان يريد أن يقنعها ويخيرها بالمكان والشخص التي تريده وترتاح معه في أي فندق تريده، فلجأت لنا بدل المحاكم لأنها تعرف أن طريقها طويل، وقد سجلت الزوجة حديث زوجها لها وإقناعه لها «بالمتاجرة فيها» وقد قمنا بتهديده بأن نأخذ التسجيل للمحكمة، فخاف ووافق بالطلاق وكان متفقـــاً بينهما وبدون أي تأخير أو مشاكل، وخصوصاً أنه خاف على سمعة ابنته والتي هي على وشك الزواج».