كتبت - أماني الأنصاري:
أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من اصطحاب المصلين لأطفالهم الرضع خلال صلاة التروايح، لافتين إلى أن البعض ينظر للتراويح وكأنها نوع من النزهة المصحوبة بأجواء التظاهر والرفاهية التي نراها بمجمعات التسوق.
وأكدوا أنه رغم حرص الكثيرين على أداء صلاة التراويح كونها من السنن التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة في شهر رمضان، إلا أن البعض يصدر أخطاء لا تليق بحرمة المسجد والصلاة من بينها: اصطحاب الأطفال الرضع، ووقوف السيارات بشكل خاطئ، والانشغال بالحوارات الدنيوية داخل المسجد.
من جانبها، قالت المواطنة حمدية كامل نحرص دائماً على صلاة التراويح بالمساجد ولكن ما يزعجنا هو اصطحاب بعض المصلين لأطفالهم الرضع، فلا نستطيع الانتباه، ويتسببون في تشويشنا، وإضاعة ثواب صلاتنا بعدم السيطرة على أعصابنا.
وأضافت أن من السلبيات التي يتجاهلها البعض عند دخولهم المسجد ترك الأحذية خارج المسجد وعدم الالتزام بوضعها بشكل منظم أو ترتيبها في الأماكن المخصصة لها، مما يشوه مداخل المساجد، ويتنافى مع احترام دور العبادة وقدسيتها في نفوس المصلين.
وأوضحت أن الحفاظ على النظام في بيت الله يجب أن يكون من أولويات المصلين، منوهة إلي العناية أيضاً بالممتلكات العامة داخله، من مصاحف و»إسدالات» يجب أن تتم إعادتها لأماكنها المخصصة.
وبدورها، قالت المواطنة شيرين شوقي إن على المصلين مراعاة عدم كثرة الحديث أثناء الصلاة، إذ أن الإزعاج لم يقتصر على اصطحاب بعض النساء لأطفالهن لحضور صلاة التراويح بل أصبحت الفتيات والنساء عاملاً أساسياً من الإزعاج، وكأنها شيء من الرفاهية والتظاهر والخروج عن جو المنزل، ولا نعمم الحديث ولكن البعض منهن يثرن الاستياء للمصلين لرغبة المصلين في الحصول على أجواء هادئة تحقق لهم الخشوع.
ولفتت إلى أهمية تجنب الروائح غير المستحبة المنفرة للمصلين، لتجنب إيذاء المصلين بالروائح الكريهة، وللحفاظ على النظام، مضيفة أن في حالة جلوس بعض المصلين على الكراسي بسبب عدم قدرتهم على الوقوف يجب مراعاة وضعها بشكل منظم وتخصيص صف لها حتى لا تؤثر في اصطفاف المصلين.
وفي السياق نفسه، قالت المواطنة مريم محمد إنه لا مانع من اصطحاب الأطفال إلى المساجد، ولكن الأم تتحمل مسؤولية تهيئة أطفالها للذهاب إلى بيوت الله، عن طريق توعيتهم بآداب المكان، حتى لا تتكرر تلك المشاهد التي نراها في كل رمضان أثناء الصلاة، حيث يمر الأطفال أمام المصلين ومن بين الصفوف، مما يشتتهم ويثير استياءهم.
وذكرت أيضاً أنه يمكن تخصيص مكان للأطفال لتتمتع الأم بصلاة خاشعة، أو يمكنها الاتفاق مع أحد جيرانها ممن لديهم أطفال في نفس العمر على ترك الأطفال مع واحدة منهن والأخرى تذهب للصلاة والعكس كذلك.
ومن جهته، قال المواطن رائد العرسان إن وجود الأطفال في المساجد، يلعب دور تربوي في حياة الطفل، مؤكدً أن وجود الطفل في المسجد يصقل شخصيته، وينمي مهاراته الاجتماعية، ولكن إذا قام الوالدان بتوعيته أو تخصيص أماكن منفصلة ذات رقابه للأطفال للحد من إزعاجهم ووجود رقيب يشرف على تعليمهم وانضباطهم أثناء قيام الوالدين بصلاة التراويح.
وأوضح أن تلك الضجة التي يثيرها الصغار بسبب عدم وعيهم الكامل وعدم قدرتهم على الحفاظ على هدوئهم لفترات طويلة، خاصة أثناء صلاة التراويح لينعم المصلون بأجواء إيمانية خاشعة تتسبب في تعرضنا مع أهاليهم لمواقف محرجة جداً، بعض الأهالي لا يعترفون بالخطأ ويضيع أجر صلاتنا بالنقاش الحاد.
وذكر المواطن ماجد أحمد أن بعض المساجد بالدول الأخرى يوجد لديها مبادرات خاصة فردية من خلال متطوعات يقمن بالتناوب على أطفال المصليات، لكي تهنأ الأم بصلاة هادئة بعيداً عن عبث الأطفال، من خلال ترك الأطفال في صالة المسجد بعيداً عن أماكن الصلاة، وتقسيم المتطوعات أوقاتهن بالتبادل، بحيث تقوم إحداهن بالإشراف على هؤلاء الأطفال والعناية بهم وتوفير كتيبات التلوين وأنشطة ترفيهية، ثم تعود للصلاة وتقوم متطوعة أخرى بتولي المهمة، وهي فكرة تحتاج إلى تعميمها وتوفير الإمكانيات لنجاحها.
ومن جانبه، أشار المواطن توفيق مرسي إلى أن زيادة أعداد الكتيبات الدينية بالمساجد قبل حلول شهر رمضان المبارك أمر مهم للغاية مع مراعاة التنوع في محتوى تلك الكتيبات، كأن تحتوي الكتيبات على الأذكار والأدعية، وكتيبات تفسير القرآن والأحاديث النبوية والقصص الدينية، إضافة إلى السير النبوية، وهذا لما لها من دور كبير ومهم في تثقيف المسلمين دينياً حول ما يجهلونه بشكل عام، مما يجعل لها فوائد عظيمة وأثر إيجابي كبير على من يقوم بقراءتها.