كتبت - إيمان الخاجة:
أكد خبير التنمية الذاتية المدرب الكويتي د. أيوب الأيوب أنه لا بديل يغني أفراد الأسرة عن الحوار، لكنه يحتاج إلى مادة ومضمون، يمكن للزوجين توفيرها بالتنويع في مصدر المعلومات والهوايات، والاهتمام بقراءة صحف مختلفة لكي يتمكنا من إيجاد موضوع يتناولانه ويتحدثان بشأنه.
وبين الأيوب خلال لقائه بـ «الوطن» -على هامش دورة «الحوار الناجح في الأسرة» التي نظمها مركز ود للاستشارات الزوجية بجمعية تنمية المرأة البحرينية- أن متعة الحوار الأسري تكون في إرسال الكلام بأدب واستقباله بأدب، ومن لا يريد الحوار عليه أن يبحث عن بدائل له وستكون هذه البدائل سلبية، فهي إما في القطيعة أو العصبية أو العقوق، لافتاً إلى أن جزءاً مهماً من الحوار هو استخدام القانون والسلطة في محلها إذا لم ينفع الحوار فقط في تربية الأبناء، مستدركاً أن السلطة لا تكون في الضرب بل في إيجاد قوانين متعارف عليها من قبل الأسرة وضوابط يسير عليها الجميع.
وأضاف الأيوب أن الشخصيات في المنزل الواحد تختلف، ولكلٍ أسلوبه في التخاطب، وحتى تنجح الزوجة أو الزوج في الحصول على طريقة جيدة في التفاهم والتحاور مع شريك حياتها عليهم أن يغيروا من طريقتهم، فالعصبي عليه أن يخفف حدة عصبيته، والمتشائم يحاول أن يكون إيجابياً، مع إدخال المرح في المنزل واستخدام الكلمات الإيجابية والكلام الطيب والتعبير الجميل، وعلى كل شخص أن يعبر عن حبه ومشاعره لكل أفراد الأسرة.
ولفت د. الأيوب إلى أنه من المهم أن تعي الأسرة بوجود اختلافات بينهم في الأطباع والشخصيات والاهتمامات والميول والأصدقاء وحتى في الآراء، وهذا الاختلاف يجب أن لا يجعل الشخص يقف على رأيه فقط، بل لابد من تقبل الآراء الأخرى ووجهات النظر، فمن يظن أنه هو فقط على صواب فليعلم أنه على خطأ، فلا يوجد من هو على صواب دائماً ورأيه على صواب، لذا لابد من تفهم وجهات النظر والاستماع لباقي أفراد الأسرة.
وأكد أن الأسرة التي لا تحاور فهي تربي فرداً لا يحاور في المجتمع، مبيناً أن تربية الأسرة تأتي قبل تربية المدرسة، وفي بعض الأحيان قد يكون الحوار مزعجاً خصوصاً كاختيار التخصص الدراسي الذي يجد صراع بين رغبة الأب ورغبة الولد، وهنا سيكون الحوار مفيداً في إمكان التنازل عن بعض الأمور، خصوصاً في المتغيرات العادية، أما الثوابت كاحترام الوالدين وطاعتهم فلا تنازل عنها، بل التنازل في المتغيرات التي يمكن إيجاد مساحة كبيرة من المرونة فيها.
وحول أهم المشاكل التي تنتج من عدم وجود حوار ناجح في الأسرة قال الأيوب إن عدم وجود حوار بين أفراد الأسرة قد ينتج بسبب وجود خبرة سلبية سابقة، ومحاولات لتجربة جو الحوار لكنها بائت بالفشل ووجدوا العصبية عوضاً عنها، خصوصاً أن الحوار يحتاج إلى ضبط النفس والشخص العصبي يتوتر بسرعة ولا يحب الحوار. كما أن الموروثات القديمة في أذهان الكثير شكلت جزءاً كبيراً لعدم وجود الحوار بين الأسر وسيادة جو الجفاف والعصبية، مشيرا الى أن هناك جهل كبير بهذا الموضوع، فحتى برامجنا الإعلامية تعبر عن الحوار بطريقة المناظرة، مما يعكس صورة ذهنية خاطئة عند المشاهدين وثقافة مختلفة عن الحوار الأساسي.
وأضاف د. الأيوب أن الحوار هو أسلوب الرسول عليه الصلاة والسلام، جرب أن تستمتع بالإنصات، بل وأنصت للصمت، نوع في المواضيع التي تتكلم فيها، مشيراً إلى أنه من ضمن الأمور التي تجدد الحياة هي تغيير أماكن الخروج والمطاعم، إيجاد هوايات مشتركة بين الزوجين، واختلاق الكلام الجميل والطيب الذي ترتاح له النفس.