عواصم - (وكالات): هنأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليمنيين، أمس، بعيد الفطر السعيد، وانتصار المقاومة والشرعية في عدن جنوب البلاد، بعد انطلاق عملية «السهم الذهبي»، فيما أعلنت الحكومة الشرعية تحرير مدينة عدن بالكامل وتطهيرها من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وقال هادي «يحل علينا العيد وقد فقدت الكثير من العوائل العزيز من أفرادها بين شهيد أو مفقود أو مشرد بسبب ميليشيات الحوثي الغاشمة، وصالح، حقداً على الشعب الذي ثار عليهم».وأضاف أن الحكومة اليمنية «تدرك معاناة الشعب، وقد وجهت بتخفيف تلك المعاناة (..) ونتابع ذلك باهتمام بالغ».
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر يمنية أن قوات المقاومة الشعبية الموالية لشرعية هادي تطارد ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أثناء فرارها من كريتر والمعلا في عدن جنوب البلاد، آخر معاقل الانقلابيين في المحافظة، مشيرة إلى أن عشرات المتمردين أعلنوا استسلامهم، بعد انطلاق عملية السهم الذهبي لاستعادة عدن، بينما أفادت مصادر حكومية أنه تمت استعادة السيطرة على 90 % من مناطق محافظة عدن، بعد معارك عنيفة خاضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإسناد من طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية. وأعلنت الحكومة اليمنية تحرير عدن بالكامل في غضون 24 ساعة. في الوقت ذاته، تسعى حكومة هادي المقيم في الرياض إلى الاتخاذ من مدينة عدن الجنوبية موطئ قدم لها عبر إيفاد عدد من الوزراء والمسؤولين، وذلك بعد التقهقر الكبير للمتمردين الحوثيين وحلفائهم في المدينة الجنوبية. وبعد أكثر من 3 أشهر على الخروج القسري للشرعية اليمنية الممثلة بالرئيس هادي، عاد - وفق مصادر يمنية حكومية - عدد من الوزراء والمسؤولين على رأسهم وزيرا الداخلية والنقل، إضافة إلى قادة أمنيين منهم رئيس جهاز الأمن القومي إلى عدن. وأكد مصدر حكومي أن طائرة عسكرية تقل وزراء يمنيين وصلت إلى عدن أمس. ومن بين المسؤولين الذين كانوا على متنها وزير الداخلية اللواء عبده الحديثي، ووزير النقل بدر باسلمه، ونائب وزير الصحة.
وفي إشارة إلى تقدم قوات الجيش والمقاومة الشعبية في عدن وقرب السيطرة الكاملة عليها، كان الرئيس هادي قد أمر بعودة عدد من وزراء حكومته، وبعض القيادات الأمنية من الرياض إلى عدن، وذلك للإسراع بإعادة ترتيب الأوضاع. ويشمل أمر هادي، وزير الداخلية اللواء عبده الحديثي، ووزير النقل بدر باسلمه، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي الأحمدي، ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، ووزير الداخلية الأسبق اللواء حسين عرب.وتأتي التوجيهات في وقت تقوم فيه القوات المؤيدة للشرعية والمقاومة الشعبية بعملية تطهير أحياء التواهي وكريتر والأحياء الشمالية في عدن من فلول ميليشيات المخلوع صالح والحوثي. وقد تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من فرض سيطرتها على غالبية أنحاء عدن، فيما تواصلت محاصرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في التواهي وكريتر، وسط دعوات لهم بالاستسلام. وكان المتحدث باسم الحكومة راجح بادي قال إن 3 وزراء «سيعودون خلال الساعات المقبلة» إلى عدن. وبحسب بادي، سيقوم وزراء الصحة والداخلية والنقل بـ«الاطلاع على الأوضاع وعلى حجم الدمار» إذ إن الحكومة كان لديها «خطة بالعودة إلى عدن تدريجياً منذ البداية، ومعظم المدينة آمنة والحكومة تعمل من أجل تأمينها بشكل كامل». وفي وقت سابق، قال ياسين مكاوي مستشار هادي إن «الترتيبات جارية لوصول الوفد الرسمي إلى عدن» مشيراً إلى أن الوفد الحكومي «سيتولى وضع الترتيبات للاستجابة للحاجات العاجلة لسكان عدن». وبحسب مكاوي، فإن الأولوية بالنسبة للحكومة اليمنية حالياً في عدن هي تنظيم حملات نظافة لمنع انتشار الأوبئة وتأهيل المستشفيات وتأمين الموانئ والمطار لتسهيل وصول السفن وإيصال الإغاثة وإجلاء الجرحى. وأكد مكاوي وجود «خطة متكاملة لتحرير المناطق الأخرى بعد عدن وذلك بالتقدم نحو لحج وتعز» في جنوب البلاد، مشدداً على أن «تحرير عدن سيكون له تأثير كبير في تحريك الأوضاع لطرد المتمردين من المناطق الأخرى». يأتي ذلك فيما تراجع الحوثيون في المدينة الجنوبية أمام تقدم عملية «السهم الذهبي» التي تشنها «المقاومة الشعبية» التي تقاتل المتمردين بدعم جوي وبحري من التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ صباح الثلاثاء الماضي. وتهدف العملية إلى استعادة عدن من المتمردين بعد أكثر من 3 أشهر من سيطرتهم عليها. إلى ذلك، اندلع حريق كبير جديد في مصفاة النفط الواقعة جنوب عدن عقب إصابتها بصاروخي كاتيوشا أطلقهما المتمردون الحوثيون، حسبما أفاد شهود ومسؤول في المصفاة. وارتفعت أعمدة الدخان الكثيف فوق المصفاة التي سبق أن استهدفت مرتين من قبل المتمردين منذ نهاية يونيو الماضي. وذكرت المصادر أنه تم إخلاء المنطقة المحيطة من السكان.
وفي الإمارات، أعلنت قيادة القوات المسلحة استشهاد أحد ضباطها المشاركين في «عملية إعادة الأمل» التي يقودها التحالف في اليمن.
وأعلنت القيادة في بيان «استشهاد عبد العزيز سرحان صالح الكعبي أحد أبنائها البواسل برتبة ملازم أول أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها».