عواصم - (وكالات): أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والموجودة في الرياض أمس «تحرير محافظة عدن» بعد 4 أشهر من المعارك مع المتمردين الحوثيين وحلفائهم في المنطقة جنوب اليمن.
وبرغم إعلان الحكومة، قال شهود إن المتمردين لايزالون يسيطرون على مناطق من عدن. وأشاروا إلى أن المعارك مازالت مستمرة في وسط المدينة.
وكتب رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح المقيم في الرياض على صفحته على موقع فيسبوك أن «الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في أول أيام عيد الفطر المبارك». وأكد أن ذلك يعتبر «خطوة أولى لتحرير واستعادة كافة المحافظات» من أيدي الحوثيين. وأوضح أن الحكومة «ستعكف على تطبيع الحياة في عدن وسائر المدن المحررة» مشيراً إلى أن «عدن ستكون منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة».
وأكد بيان للحكومة أيضاً «تحرير محافظة عدن».
ومنذ 4 أشهر، يشهد اليمن، نزاعاً دموياً بين القوات الموالية للحكومة المعترف به دولياً بدعم من غارات جوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة الرياض من جهة والحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية.
وشن مقاتلو «المقاومة الشعبية»، التي تضم الفصائل الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، هجوماً أطلق عليه «السهم الذهبي» بدعم من التحالف العسكري ويهدف إلى إخراج الحوثيين المدعومين من إيران من عدن. وشنت «المقاومة الشعبية» الهجوم بدعم من تعزيزات جديدة من المقاتلين المدربين والمسلحين في السعودية.
ووفق وكالة الأنباء التابعة للحكومة المعترف بها دولياً فإن المقاتلين الموالين لهادي سيطروا على حي المعلا في عدن، آخر معاقل الحوثيين، حيث جرت معارك عنيفة.
واستعاد المقاتلون الموالون لهادي الثلاثاء الماضي مطار عدن في حي خور مكسر، كما أجبروا الحوثيين على التراجع من الطريق الرابط بين عدن ومنطقة الوهط في محافظة لحج القريبة، وفق الوكالة.
إلا أن شهود عيان قالوا أن المتمردين مازالوا يسيطرون على مديرية التواهي في المدينة. كذلك تستمر المعارك على أطراف حي المعلا المؤدي إلى التواهي، وفق الشهود. وقال أحد الشهود إن المقاتلين الموالين لهادي «يحاولون التقدم نحو التواهي إلا أنهم يواجهون مقاومة». إلى ذلك يرابط الحوثيون في مواقعهم في دار سعد شمال المدينة، ويسيطرون على مداخل المدينة الشمالية والشرقية، وفق الشهود. ونقلت مصادر طبية أن 5 مدنيين و7 مقاتلين موالين لهادي قتلوا في منطقتي المعلا وكريتر.
وفي خطاب متلفز مساء أمس الأول، قال الرئيس هادي إن «عدن ستكون مفتاح الخلاص لشعبنا ووطننا وقضيتنا، فمن عدن سنستعيد اليمن وما تحقق فيها من انتصار إنما هو فاتحة انتصارات مجيدة ومتوالية حتى يستعيد اليمنيون بلادهم». وأشاد بـ «الصمود الأسطوري» الذي يبديه أنصاره في عدن. ويأتي هجوم موالي الحكومة المعترف بها دولياً بعد فشل الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة وكان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ نهاية الأسبوع الماضي لفتح المجال أمام إيصال المساعدات.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من الشعب اليمني - أي 21 مليون شخص - بحاجة إلى المساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب.
وبعد هجوم أطلقوه في يوليو 2014 من معقلهم في صعدة شمالاً، استطاع الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على مناطق واسعة في البلاد من بينها العاصمة صنعاء قبل التقدم نحو عدن ليجبروا هادي وحكومته على الفرار من المدينة.