أكدت مسنات في «فرجان المحرق والحد» أن العيد في زمن «لول» كان يحمل فرحة خاصة في قلوب الصغار والكبار، وله مذاق خاص في البيوت البحرينية والفرجان.
وقلن إن ما أن يأتي الأسبوع الأخير من شهر رمضان الفضيل، إلا والأمهات تلهث لشراء كل ما تتطلبه «سفرة العيد»، والأطفال من ملابس جديدة، فلم تكن الفرحة تقتصر فقط على القلوب، وإنما فرحة العيد كانت تغزو كل شيء، البيت العود، والسفرة، والملابس الجديدة، ووجوه الأطفال.
من جانبها قالت أمينة ياسين التي تجاوزت العقد السادس من عمرها وهي أم لشابين وأربع بنات تتحدث عن العيد أيام «لول» قائلة: «زمن لول كنا نعيش في وقت أكثر قساوة وتعباً والمرأة في ذلك الوقت كانت تجهز كل شيء بنفسها ولكن المعيشة كانت حلوة والكل على قلب واحد والناس راضون بحالهم».
وأشارت إلى أن الأسبوع الأخير من رمضان كان يعد أسبوع اللهاث لتحضير متطلبات العيد، حيث إن العيد يتطلب سفرة من نوع خاص، وتستعد كل أسرة بحرينية لتحضير سفرة العيد مهما كان وضعها المادي، فسفرة العيد لابد أن تكون في كل بيت، والجيران يساعدون بعضهم البعض في الخفاء، فلا أحد يدري من يساعد من.
وأوضحت أن سفرة العيد كانت تحمل كل ما لذ وطاب، وكانت ربة البيت تعد مختلف أطباق السفرة بالإضافة إلى انشغالها بتحضير ملابس العيد للأطفال.
وأضافت كنا أطفالاً نحلم بيوم العيد، أتذكر أنني كنت أحتضن فستان العيد ليلة العيد وأضعه بجواري على السرير، أو ةعلقه داخل « الخزانه»، وأتردد عليه لأتفقده وأبتسم وأنا أشاهد مظهره الجميل وأحلم بأول أيام العيد وارتدائه وسط أقراني، وكل واحدة تتفاخر أمام الأخرى بجمال ثيابها، وألوانها المشرقة».
وذكرت أنه حقاً كان المجتمع لديه البساطة والأسر لا تعرف في ذلك الوقت الكثير من مباهج الحياة إلا أنه كان مألوفاً وكل واحد يعرف دوره ويقوم به على أكمل وجه، الرجل كان سيد البيت المنفق على العائلة، السند والحماية، وصاحب الكلمة المسموعة، والمرأة كانت اليد الحنون، والقلب الكبير الذي يحتضن الزوج والأولاد، وتخدم أسرة الزوج.
ونوهت إلى «الله يخليه أبوسلمان عطى الأسر كل شي، ولكن عمل المرأة جعلها مشغولة عن البيت والأولاد». وفي السياق نفسه، أكدت لولوة سعيد أن المرأة اليوم اكتسبت أشياء كثيرة، فقد خرجت للعمل واستطاعت أن تكسب المال والمكانة والصيت.
ولفتت إلى أن عمل المرأة كان له ضريبة كبيرة حيث شغلها عن البيت، وعن دورها الأساسي تجاه الأولاد. وأشارت إلى أن الخادمة أصبحت تعد سفرة العيد، ولأنها قادمة من مجتمعات غريبة علينا لا تعرف تقاليدنا ولا عاداتنا، فسفرة العيد تغيرت ولم تعد كسابق عهدها.
وأضافت أذكر في زمن «لول» كان الأولاد بعد الانتهاء من صلاة العيد يطلعون في الفرجان بحثاً عن العيدية، فقراء وأغنياء، وتشاركهم الفتيات، ويطرقون الأبواب يسألون الجيران عن العيدية، وفي المساء يتجمعون في أحد البيوت ليفترشوا الأرض، ويحسبوا العيدية، وصاحب العيدية الأكثر يتفاخر أمام أقرانه، بتفوقه عليهم، وتتخلل أحاديثهم الضحكات والتعليقات البريئة.
من جهتها، أكدت بتول علي أن عمل المرأة مكسب هام في حياتها، فبنات اليوم -على حد تعبيرها- يتطلعن إلى المستقبل ويمتلكن الطموح، ويعشقن المظاهر، ولكنهن ينشغلن عن الأطفال.
وبينت أن زمن «لول» كان أبسط ويتميز بمزيد من الترابط بين الأهل والجيران، كان «الحال واحد وكلنا على قلب واحد»، ومهما تغيرت مظاهر العيد يظل فرحة في القلوب تنعكس على وجوه وعيون الصغار والكبار.