عواصم - (وكالات): أعلنت السلطات السعودية أمس تفكيك أكبر شبكة خلايا مرتبطة بتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وأوقفت 431 مشتبهاً به، غالبيتهم من السعوديين في عمليات أمنية أوقعت 37 شهيداً بين رجال أمن ومدنيين بالإضافة إلى مقتل 6 «إرهابيين»، مشيرة إلى أنها «أحبطت هجمات على مساجد ورجال أمن وبعثات دبلوماسية». وقد تبنى التنظيم المتطرف العديد من الهجمات في المملكة.
وصدر البيان بعد انفجار سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش قرب سجن شديد الحراسة الخميس الماضي مما أسفر عن مقتل سائق السيارة وإصابة اثنين من رجال الأمن في هجوم أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنه.
وأعلن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن «الجهات الأمنية المختصة تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية من الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي».
وقالت إنه «استشهد في تلك العمليات الأمنية ضد تلك الخلايا 37 ما بين رجال أمن ومواطنين، كما أصيب 120 ما بين رجال أمن ومواطنين» بالإضافة إلى مقتل «6 إرهابيين».
وأضاف أن أعضاء الشبكة كانوا يعملون «ضمن مخطط يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى».
وأوضحت أن الخلايا تلك ضالعة في عدد من الهجمات والمخططات، من بينها التفجيرات الانتحارية الدامية الذي استهدفت مساجد في محافظة الشرقية في المملكة.
وقال البيان إن من بين أعضاء الخلية أشخاصاً «يحملون جنسيات أخرى شملت اليمنية، والمصرية، والسورية، والأردنية، والجزائرية، والنيجيرية، والتشادية، وآخرين غير محددي الهوية».
وأضاف أن «ما يجمع بين هذه الخلايا (...) هو الانتماء لتنظيم «داعش» الإرهابي من حيث تبني الفكر وتكفير المجتمع واستباحة الدماء، ومن ثم تبادل الأدوار لتنفيذ المخططات والأهداف التي تملى عليهم من الخارج».
وأوضح المتحدث أنه «تم إحباط 6 عمليات انتحارية كانت تستهدف عدداً من المساجد بالمنطقة الشرقية بشكل متتابع في كل يوم جمعة يتزامن معها اغتيال رجال أمن».
وتابع أنه تم «إحباط مخططات إرهابية لاستهداف إحدى البعثات الدبلوماسية ومنشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة واغتيال رجال أمن».
ولفت إلى أن «التهم الموجهة إليهم تشمل تهريب متفجرات والرصد الميداني للمواقع المستهدفة وتوفير المأوى ووسائل الاتصال للجناة وجلب متفجرات من الخارج وتصنيع أحزمة ناسفة».
وقال إن «تفكيك الخلية أدى إلى إحباط «عمليات إرهابية مروعة» خطط التنظيم لتنفيذها خلال شهر رمضان الماضي ومن بينها الهجوم على مسجد تابع لمبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض «الذي يستوعب 3 آلاف مصل» خلال صلاة الجمعة «استغلالاً لتواجد المنسوبين لأداء الصلاة فيه، بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا».
وأشار إلى أن التنظيم خطط كذلك لتنفيذ عمليات انتحارية «كانت تستهدف عدداً من المساجد بالمنطقة الشرقية بشكل متتابع في كل يوم جمعة يتزامن معها عمليات اغتيال رجال أمن من العاملين على الطرق» خلال شهر رمضان. وأكد أن التنظيم قام بعملية مسح ميدانية لمقرات البعثات الدبلوماسية لاستهدافها «والعمل على تحديد مقار سكن عدد من رجال الأمن ضمن مخطط لاغتيالهم» إضافة إلى استهداف منشآت أمنية وحكومية.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية تمكنت من «ضبط عدد من الوثائق والأجهزة ووسائل الاتصال ومواد متفجرة هٌربت من الخارج وأسلحة وذخائر».
وكشفت وزارة الداخلية السعودية إحباطها مخطط التنظيم المتطرف في تفجير عدة مساجد في المملكة، منها 4 مساجد حاولوا استهدافها في شهر رمضان الماضي، مشيرة إلى أنه تم القبض على 144 شخصاً استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لنشر فكرهم.
وقال بيان من وزارة الداخلية إن «تلك الخلايا نفذت 5 حوادث وهي «استهداف المصلين في قرية الدالوة بداية العام الحالي، وإطلاق النار على دورية للأمن العام شرق العاصمة الرياض واستشهاد قائدها ومرافقه، وحادث إطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوب مدينة الرياض واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، وحادث استهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدية القديح، وحادث استهداف المصلين في مسجد الحسين بن علي بحي العنود».
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن «190 موقوفاً كونوا 4 من خلايا «داعش» واستهدفوا مسجدي القديح والعنود بقيادة الموقوف هادي قطيم الشيباني، وأن خلية ضمت 5 عناصر وتولت تجهيز الانتحاريين، بينما خليتان ضمت 10 عناصر وتولت رصد المواقع. وأوضحت أن الخلية التي نفذت تفجير مسجد القديح عادت إلى الموقع لتصوير الحادثة».
وقالت الوزارة إنه من بين المعتقلين الـ 431، يتهم 144 منهم بأنهم يمثلون البنية التحتية للتنظيم المتطرف حيث تقوم المجموعة «بالدعاية له ونشر الفكر الضال والتجنيد الإرهابي». وأشارت الوزارة إلى أن 97 من الموقوفين يرتبطون بخلية تم تفكيكها في وقت لاحق ومتورطة بالهجوم الذي تعرض له مسجد في مدينة دلوة في نوفمبر الماضي وأدى إلى مقتل 7 أشخاص من بينهم أطفال.
ويتهم 190 من المقبوض عليهم بالتورط بالتخطيط لهجمات في أعقاب الهجمات على مساجد في القطيف والدمام وهجوم على قوات الأمن السعودية.
وخلال يومي جمعة متتاليين في مايو الماضي، استشهد 25 شخصاً في تفجيرين في مسجدين في المنطقة الشرقية.
ويسيطر التنظيم المتطرف على مساحات واسعة في العراق وسوريا أعلن فيها عن «دولة خلافة» وتبنى هجمات واسعة النطاق من بينها إعدام رهائن أجانب بقطع الرأًس.
وتشارك السعودية ودول خليجية منذ العام الماضي في ائتلاف عسكري بقيادة أمريكية يستهدف جواً مواقع التنظيم المتطرف في سوريا.