عواصم - (وكالات): ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة خان بني سعد في العراق أمس الأول إلى 90 قتيلاً و120 جريحاً، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن جثث تحت انقاض السوق الشعبية التي استهدفها التفجير. ويعد التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة «داعش»، من الأكثر دموية منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في هجوم كاسح شنه في يونيو 2014. وأتى الهجوم في المنطقة الواقعة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، عشية إحياء شيعة العراق أول أيام عيد الفطر.
وقال مدير ناحية خان بني سعد عباس هادي صالح «الحصيلة 90 قتيلاً و120 جريحاً، ولدينا ما بين 17 و20 مفقوداً»، مؤكداً أن 15 طفلاً قضوا في التفجير.
وبدت آثار التفجير مدمرة على السوق التي تمتد على نحو 100 متر، وتضم متاجر مختلفة، معظمها للخضار والفاكهة واللحوم والملابس. وصباح أمس، كان دخان الحريق لايزال يتصاعد من بعض المتاجر التي غطى السواد واجهاتها، بينما تعرضت مبان أخرى لدمار شبه كامل.
وتقع منطقة خان بني سعد في محافظة ديالى، على مسافة 20 كلم شمال شرق بغداد.
وحرم التفجير أبناء المنطقة الاحتفال بالعيد. وحل الحزن والغضب بدلاً عن الفرح، علماً بأن محافظ ديالى أعلن الحداد 3 أيام على الضحايا الذين شيع عدد كبير منهم في اليوم نفسه إلا أنه أمكن رؤية شاحنات صغيرة تنقل عدداً من النعوش إلى مراسم التشييع.
وكانت السلطات أعلنت في يناير الماضي «تحرير» محافظة ديالى الحدودية مع إيران، من وجود تنظيم الدولة. إلا أن الأخير عاود مؤخراً استهداف مناطق فيها بتفجيرات وعبوات ناسفة.
ودان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التفجير. وقال في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، «ارتكبت عصابات داعش الإرهابية جريمة نكراء بالتفجير الإرهابي الذي طال المدنيين في ناحية بني سعد»، مؤكداً أن «العصابات الإرهابية لن يكون لها مكان في بلدنا وسننال منهم ومن جريمتهم النكراء، ولن يفلتوا من العقاب». وأعلنت القوات العراقية تكثيف عملياتها في محافظة الأنبار غرباً حيث يسيطر المتطرفون على مناطق واسعة، أبرزها مدينتا الرمادي مركز المحافظة والفلوجة.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش عن «حزنه العميق». وأضاف في بيان أن «هذه المجزرة الرهيبة هي خارج كل حدود التصرف المتحضر».
من ناحية أخرى، أعدم التنظيم قبل أيام الصحافي العراقي جلاء العبادي في مدينة الموصل شمال البلاد بتهمة «تسريب» معلومات إلى وسائل الإعلام، بحسب ما أفاد مسؤولون ومقربون من الصحافي.
وأعدم التنظيم عدداً من الصحافيين في الموصل، مركز محافظة نينوى وكبرى مدن شمال العراق، منذ سيطرته عليها العام الماضي. كما اضطر العديد من الصحافيين والمراسلين إلى مغادرة المدينة.