عواصم - (وكالات): اجتمع عدد من الوزراء والمسؤولين في السلطة اليمنية كانوا قد وصلوا أمس الأول إلى عدن قادمين من الرياض مع مسؤولين في محافظات عدن ولحج وأبين، بينما تكبّدت ميليشيا جماعة الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح خسائر في صفوف مقاتليهم بمعارك في تعز ومأرب، فيما تقدّمت قوات المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في شبوة.
وقد ناقش الاجتماع كيفية المساهمة في استعادة السيطرة على محافظات أخرى من قبضة الحوثيين.
كما ناقش المجتمعون موضوع تطبيع الأوضاع في مدينة عدن بعد الانتصار الذي تحقق على الحوثيين، وكيفية إعادة الخدمات للمدينة وتحقيق الاستقرار الأمني وإدخال المعونات والمساعدات لإغاثة الأهالي.
وقد وصل وفد حكومي يمني يضم وزيري الداخلية والنقل ومسؤولين آخرين إلى عدن الليلة الماضية.
وسيعمل الوفد الحكومي - الذي وصل إلى عدن بعد ساعات من تحريرها - على تهيئة الموانئ ووسائل النقل لاستقبال القوافل الإغاثية.
وعاد وزيران يمنيان ومسؤولون أمنيون من السعودية إلى مدينة عدن غداة إعلان الحكومة المعترف بها دولياً «تحريرها» من أيدي الحوثيين وحلفائهم، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.
وهذه المرة الأولى التي يعود فيها أعضاء من الحكومة المعترف بها دولياً والموجودة في الرياض إلى بلادهم منذ دخول المتمردين إلى مدينة عدن الجنوبية في مارس الماضي، ما دفع بالرئيس هادي وأعضاء حكومته إلى السفر إلى الرياض. وكان هادي لجأ إلى عدن إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي «لقد وصلنا مساء أمس الأول»، مضيفاً أن وزير النقل بدر باسلمة كان برفقته بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن مسؤول أمني سعودي قوله إن الوفد توجه جواً من الرياض إلى أريتريا، ومنها بحراً إلى عدن.
ووفق وزير الداخلية فإن المتمردين أخرجوا من عدن باستثناء «بعض المجموعات المحاصرة التي ترفض الاستسلام». وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والموجودة في الرياض أعلنت «تحرير محافظة عدن» بعد 4 أشهر من المعارك في المنطقة بين المقاتلين الموالين لها من جهة والحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية.
وكتب رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح المقيم في الرياض على صفحته على موقع فيسبوك أن «الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في أول أيام عيد الفطر المبارك».
وشن مقاتلو «المقاومة الشعبية»، التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، الثلاثاء الماضي هجوماً أطلق عليه «السهم الذهبي» بدعم من تعزيزات جديدة من المقاتلين المدربين والمسلحين في السعودية فضلاً عن الحملة الجوية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» الذي تقوده الرياض ضد الحوثيين.
وفجر أمس، استهدفت طائرات التحالف قافلة تعزيزات للمتمردين شرق عدن، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحاً، وفق ما قال مسؤول عسكري.
وتكبّدت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح خسائر في صفوف مقاتليهم بمعارك في تعز ومأرب، بينما تقدّمت قوات المقاومة الشعبية بشبوة.
وفي تعز جنوباً قُتل 25 مقاتلاً من جماعة الحوثي وقوات صالح، و30 آخرون، في اشتباكات جرت مع قوات المقاومة الشعبية.
أما في مأرب شرق البلاد، فقد قتل 7 من الحوثيين وقوات صالح عندما تصدت المقاومة الشعبية لهجوم في جبهة المخدره.
في هذه الأثناء، قُتل نحو 10 أشخاص وأُسر 4 من قوات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، بينما قتل اثنان من المقاومة الشعبية في اشتباكات عنيفة بينهما في شبوة شرق اليمن.
وقالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية سيطرت على 3 مواقع مطلة على «اللواء 19» في مديرية بيحان كان يتمركز فيه مسلحو الحوثي وقوات صالح.
في هذه الأثناء، جرت اشتباكات بين الطرفين في المنطقة الوسطى والحزم والسوق بداخل المديرية.
من جهة ثانية، بدأت قوات من المقاومة الشعبية في اليمن التقدم نحو قاعدة العند الجوية في لحج، بعد ساعات من إعلان تحرير مدينة عدن.
وقال المتحدث باسم «المقاومة الشعبية» في منطقة لحج قائد ناصر إن المقاتلين الموالين لهادي شنوا هجمات في مناطق أخرى جنوب اليمن.
وأشار إلى أنه في هجوم ضد قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في محافظة لحج، أسر مقاتلو «المقاومة الشعبية» 47 عنصراً، من بينهم ضباط في قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وقال شهود إن غارات جوية للتحالف العسكري دعمت الهجوم ضد القاعدة الجوية.
وفي محافظة شبوة شرقاً، استعاد الموالون لهادي السيطرة على مدينة بيحان، وفق ناصر.
ويأتي هجوم أنصار الحكومة المعترف بها دولياً بعد فشل الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة وكان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ نهاية الأسبوع الماضي لفتح المجال أمام إيصال المساعدات.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من الشعب اليمني - أي 21 مليون شخص - بحاجة إلى المساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب.
وبعد هجوم أطلقوه في يوليو 2014 من معقلهم في صعدة شمالاً، استطاع الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على مناطق واسعة في البلاد من بينها العاصمة صنعاء قبل التقدم نحو عدن. ومنذ 26 مارس الماضي تقود السعودية تحالفاً بهدف منع الحوثيين من بسط سيطرتهم على كامل البلاد، بناء على طلب الرئيس هادي.