عيدٌ أطلّ على الورى ببهائِهِ
تشتاق أبياتي إليهِ وكيف لا
وتــدور بـــي دوْر الرحــى إذ أنهـــا
لم تأل جهدا كي تغرّد مثلما
ألقى عليها الدهر سوء صنيعهِ
وتحلّقــــــــــت كـــــالـشـــمـــــــــــــــــس في عليــــــــائهــــــــا
فــــاتـــلُ القصـيــــــــــــــــد بســــــــورةٍ مــــــنْ حبّــــــــــهِ
وأعدْ وطوّحْ بالحروف فإنّها
كنْ مثلما كانتْ حروفك ترتقي
وصغِ الحروف قلائدا من عسجدٍ
لا تـــخــــــــش مـــن عــــــــين الحســـــــــود فإنّـهـــــــــــــا
لـــمْ تســـمـــــــعْ الدنيــــــــا صـــــــــدىً لقصــــائــــــــــدي
حبّا له غنّى الجميع بأحرفي
هذا أبو سلمان بحر سماحةٍ
تلقـــــــاه لا يــــــزداد إلاّ رحمـــــــةً
أعطى وما أكدى فكان عطائهُ
إنّي لأعجبُ من جميل خصالِهِ
حمدٌ وكلّ الحمدلله الذي
وحباك بالخلق الكريم جبّلةً
خلقــــا كريمــا في شـــهـــــامة فــــارسٍ
وفتى تطاول في الفخار كأنهُ
مـــــنْ كفّـــهِ اليـــــــمنــــــــــى ســــــــــحائــــــــبُ جــــــودهِ
يصغـــــــي إليـــــــــه الـــــــــرأي عنــــــــــــد حديثـــــــــــهِ
وتــراه لا يـــــزداد إلا حـكمــــةً
يغضـــــي حيــــاء إذْ يجــــــود بكفّهِ
وتــراه مبتسمــــا إذا مــا قطّبــــــــتْ
ولقد رأيت الجود فيه سجية
لو شئتُ أطنبتُ القصيدَ بفضلِهِ
وملأت سمـــــــع الدهر فيهِ قصائدا
ويحــــقّ لي أنْ أفخـــــــرنَّ على الملا
فلقد ذكرتُ فتى لطيب خصالِهِ
وترى الحروف وقد أتتْ مسرورة
جاءتْ مهنئةً إليهِ بباقةٍ
تزهو على كلّ الحروف بذكرهِ
بشــــــــــــــراك بالعيــــــــــــــد السعيـــــــــــد فإنــــــــــــــهُ
يومٌ بهِ الرحمن أسبغ فضلهُ
وبنور طلعتكمْ يزيد بهاؤهُ
وتقبل اللهم منكمْ ما مضى



والعيد كلّ العيد يوم لقائِهِ
تهفو الزهور إلى ربيع صفائِهِ
تسعـــــــى لكي تحظى ببعض سنائِهِ
كانت تغرّد قبلُ تحت سمائِهِ
لكنّها رجعتْ بفضل نقائِهِ
وضياؤها يزهو بنور ضيائِهِ
آياتها امتزجتْ بعطرِ ثنائِهِ
تحيا إذا كانتْ بظـــــــلّ لوائِـــــــهِ
ألقا وإبداعا بسحر وفائِهِ
لمعتْ كلمع الدرّ تحت ذُكائِهِ
عمِيَتْ بحمد الله من إطرائِهِ
حتّى شـــدتْ بالقربِ مــن أنحائِهِ
والحبّ بين الناس بعض عطائِهِ
لكنّه عذبٌ بفيض ســخــــائِــــهِ
وأبوّةً عطفا على أبنائِهِ
خُلُقا رفيعا جاء من تلقائِهِ
حتّى كأنّ الطيب من أسمائِهِ
أعطاكَ ما أعطاك من نعمائِهِ
وبراك للمحتاج عند بلائِهِ
فذّ سمى في بأسهِ وإبائِهِ
جبلٌ أشـــــــمٌ طال في عليائِـــــــهِ
تهمي وفي الأخرى نمير روائِهِ
والرأي يغرف من هدى آرائِهِ
في كلّ معتركٍ أتى بإزائِهِ
والخير كلّ الخير في إغضائِهِ
نُوَبُ الزمان وقرّبتْ لفنائِهِ
مجبولة تُنمى إلى آبائِــهِ
وملأتُ سفْـــــــر الشعر منْ أنبائـــــــِهِ
غنّيتهــــــا إذْ طـــــــرتُ في أجــوائِــهِ
والشعر أن يختال في خيلائِهِ
يهتزّ عطف المجد عند ثنائِهِ
في العيد ترفلُ في ظلال رخائِهِ
عبقتْ وكلّ الطيب من إيحائِهِ
جذلى تنضّد درّها لهنائهِ
يومٌ يعمّ الخير في آنائِهِ
فــــوق العبـــاد وزاد من آلائِــهِ
وظلالكمْ تمتد في أفيائِهِ
مـــــــنْ صومِـــــــــــهِ وصـــــــلاتـِــــــــــــــــــهِ ودعائِـــــــهِ


محمد هادي الحلواجي