غزة - (وكالات): دمرت 5 سيارات تعود لناشطين في حركتي «حماس» و«الجهاد» الإسلامي صباح أمس في انفجارات شبه متزامنة شمال مدينة غزة، إلا أنه لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات.
ولم تذكر الشرطة التابعة لحماس التي تسيطر على قطاع غزة، في الوقت الحاضر أي تفاصيل عن المنفذين المحتملين لهذه التفجيرات أو ملابساتها مكتفية بالقول إنها تسببت بـ«أضرار مادية» فقط.
وتوعدت الشرطة بأن منفذي التفجيرات «لن يلفتوا من العقاب» معلنة فتح تحقيق.
وقال شهود إن قنابل وضعت تحت السيارات المتوقفة أمام منازل أصحابها ووقعت كل الانفجارات تباعاً خلال ربع الساعة.
وتعود 3 من السيارات إلى أعضاء في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس واثنتان إلى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حسبما ذكر الشهود.
وتدين الحركتان الإسلاميتان اللتان تشكلان القوتين الرئيسيتين في القطاع، باستمرار الحركات المتطرفة وخصوصاً تنظيم الدولة «داعش» الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق ويضاعف أنشطته في شبه جزيرة سيناء المصرية المحاذية لغزة.
وهذه الهجمات غير مسبوقة على عدة مستويات، حيث إنها أول مرة تستهدف فيها جماعة الجهاد الإسلامي التي تعتبر ثاني أكبر قوة في غزة، كما أنها أول هجوم منسق -بواسطة 5 قنابل انفجرت خلال 15 دقيقة في حي الشيخ رضوان- يستهدف هذا العدد من أعضاء الحركات الإسلامية في غزة.
ومؤخراً بث غزاويون التحقوا بـ«داعش» في سوريا تسجيل فيديو يدعو إلى مهاجمة حركة حماس. وسبق أن استهدفت عدة هجمات عناصر من حماس بعضهم مسؤولون كبار، وكذلك عدداً من المباني التابعة للحركة. وحصل أضخم هجوم مطلع مايو الماضي حين تبنت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم «أنصار الدولة في بيت المقدس» إطلاق قذيفتي هاون على موقع للتدريب تابع لكتائب القسام جنوب قطاع غزة. كما تبنت الحركة هجوماً في يونيو الماضي ضد سيارة أحد كوادر جهاز الأمن التابع لحماس.
وقامت حركة حماس في يونيو الماضي باعتقال عشرات الأشخاص من الأوساط المتطرفة، إثر هجمات استهدفت قواتها ومصالح أجنبية في القطاع.
وقتل أحد العناصر المتشددين في اشتباك مع الشرطة، ودفعت الاعتقالات الحركة إلى إطلاق العديد من التهديدات ضد «حماس».
وعقب هجمات الأمس، توعدت الشرطة في «حماس» بالحزم في مواجهة مرتكبيها، ما يعني أن ذلك قد يقود إلى مزيد من الاعتقالات.
ويرى الخبراء أن حماس التي تعد 30 ألف مسلح تسيطر على الوضع في قطاع غزة. إلا أن الغزاويين يبدون مخاوف حيال تفاقم الوضع مع انتشار الفقر وتزايد البطالة وتأخر عملية إعادة الإعمار بعد عام من العدوان الإسرائيلي على غزة التي استمرت 51 يوماً، إضافة إلى هجمات «داعش» في شبه جزيرة سيناء المصرية والخلاف الفلسطيني الفلسطيني والحصار الإسرائيلي وإغلاق الحدود مع مصر.
ويخشى المحللون من تزايد نفوذ «داعش» في غزة والذي أصبح له فرع في سيناء، بعد سيطرته على مناطق شاسعة من سوريا والعراق، وخاصة بين الشباب في القطاع المكتظ الذي يعيش فيه 1.8 مليون شخص.