عواصم - (وكالات): قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها أحالت إلى الكونغرس أمس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين إيران والقوى العالمية الست بما في ذلك الملاحق والمواد ذات الصلة.
وأمام أعضاء الكونجرس 60 يوماً لمراجعة الاتفاق. وذكرت الوزارة في بيان أن فترة الـ 60 يوماً تبدأ اليوم.
ويبدأ الاتفاق النووي مرحلة جديدة من المفاوضات المكثفة، لكن هذه المرة بين إدارة الرئيس باراك أوباما والكونغرس، إذ يعمل بعض الجمهوريين منذ فترة طويلة على إفشال التوصل إلى اتفاق.
وستواجه أي محاولة في الكونغرس لإلغاء الاتفاق معركة شاقة. وعلى رغم تمتع الجمهوريين بالأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ لكنهم سيحتاجون دعماً من أعضاء «الحزب الديمقراطي» لضمان إصدار «قرار بالرفض» الذي يُمكن أن يعرقل الاتفاق. لكن احتمالات حدوث ذلك محدودة، إذ يحتاج إصدار هذا القرار إلى تأييد الأكثرية الجمهوريّة إضافة لأصوات 6 أعضاء ديمقراطيين على الأقل للحصول على الأصوات الـ60 المطلوبة لإسقاطه.
وتعهد أوباما باستخدام حق الفيتو ضد أي مشروع قانون يقره الكونغرس يمنع تطبيق الاتفاق مع إيران.
وأشادت نانسي بيلوسي، التي تقود الديمقراطيين في مجلس النواب، بالرئيس الأمريكي في بيان. وقالت إنها تمتدح الرئيس «لقوته خلال المفاوضات التاريخية التي قادت إلى هذه المرحلة» ووعدت بأن يدرس الكونغرس تفاصيل الاتفاق «عن كثب». وتصدى الأعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بحزم حتى الآن للجهود التي قادها الجمهوريون للتدخل في المحادثات. وشككك البعض في الاتفاق لكن آخرين قالوا إنهم يتوقعون التصويت بالموافقة عليه.
وأرسلت وزارة الخارجية الأمريكية الاتفاق النووي إلى الكونغرس. وأمام الكونغرس 60 يوماً لمراجعة الاتفاق. وذكرت الوزارة أن فترة الـ 60 يوماً تبدأ اليوم.
وبعد 60 يوماً من المراجعة سيتخذ الأعضاء قراراً بشأن كيفية الرد. وتضاف 22 يوماً أخرى يمكن لأوباما فيها استخدام حقه في نقض «استخدام الفيتو» ضد أي قرار ويمكن للكونغرس تجاوز هذا الفيتو. وخلال الفترة كلها لا يستطيع أوباما تخفيف العقوبات التي فرضها الكونغرس على إيران. ودافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الطاقة إيرنست مونيز في 5 لقاءات تلفزيونية مسجلة عن الاتفاق الذي قضيا فيه سنوات وهما يناقشانه بوصفه أفضل أمل للوصول إلى سلام وبوصفه وسيلة قابلة للاختبار لضمان ألا تحصل إيران على قنبلة نووية.
وقال كيري إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق فلن تكون هناك عمليات تفتيش للمنشآت الإيرانية ولن تكون للولايات المتحدة قدرة على التفاوض. وأضاف «الخوف الأكبر بشأن تلك المنطقة ينبغي أن يكون من عدم وجود الاتفاق».
ويتيح الاتفاق لمفتشي الأمم المتحدة الوصول إلى المواقع العسكرية الإيرانية المشتبه بها ويمهل في الوقت نفسه طهران 24 يوماً لتهيئة الوصول إلى المواقع. ويريد المشرعون الذين طالبوا بعمليات تفتيش «في أي وقت وفي أي مكان» أن يعرفوا كيف سيكفل هذا ألا يحدث غش وعدم التزام من جانب إيران. وهم يخشون أن يتيح هذا التأخير لإيران تدمير المواد المثيرة للشبهات. وقال النائب الديمقراطي الأمريكي ستيف إسرائيل «في 24 يوما يمكن عمل الكثير».
وتتركز أسئلة الكونغرس بشأن الاتفاق النووي على البند الخاص برفع حظر الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية لإيران بعد مرور 5 أعوام وعن تكنولوجيا الصواريخ البالستية بعد 8 أعوام. وقال بن كاردين كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي «يصعب علينا قبوله ولذلك نريد أن نلقي نظرة عليه». ويخشى المشرعون من أن حصول إيران على أسلحة متقدمة حتى بعد مرور عدة سنوات سيعزز قدرتها على إثارة الصراعات الطائفية في المنطقة. وكان المعارضون انتقدوا ذلك وقالوا إن الاتفاق لم يتضمن تجميد أو إلغاء ما حققته إيران من تقدم في تطوير الصواريخ البالستية.
وبموجب الاتفاق فإن العقوبات الرئيسة على قطاعي المال والنفط قد ترفع هذا العام. وشكك الكثير من المشرعين في الحكمة من منح إيران إمكانية الوصول إلى ما يقرب من 150 مليار دولار من العائدات قبل أن تثبت أنها ستلتزم بالاتفاق.
وقال النائب الديمقراطي براد شيرمان «هذه منفعة فورية وهائلة ستعود على النظام الإيراني». وأشار إلى أنه «يشعر بالقلق من أن الأموال التي ستكون متاحة لإيران قد تذهب إلى مسؤولين فاسدين أو إلى الرئيس بشار الأسد أو إلى المتشددين الذين يحاربون حلفاء للولايات المتحدة أو حتى أمريكيين». ولا يريد الجمهوريون والديمقراطيون بما في ذلك السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي والعضو البارز في اللجنة بن كاردين أن يصوت مجلس الأمن الدولي على برنامج إيران النووي قبل انتهاء فترة المراجعة الأمريكية للاتفاق في سبتمبر المقبل.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشرعين الأمريكيين إلى الصمود من أجل اتفاق أفضل مع إيران وقال إنه من المستحيل تعويض إسرائيل اذا تم إقرار الاتفاق.
وقال نتنياهو لشبكة «إيه بي سي» «لا تبرموا هذا الاتفاق السيء، اصمدوا من أجل اتفاق أفضل». جاء ذلك بينما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي سلسلة المقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية التي يندد فيها بالاتفاق الذي تم التوصل ايه بين إيران والقوى العالمية الست.