واشنطن - (وكالات): أعلنت عائلة محمد يوسف عبدالعزيز الشاب الأمريكي الذي قتل 5 جنود في هجوم مسلح استهدف مركزين عسكريين في تشاتانوغا بولاية تينيسي الخميس الماضي قبل أن ترديه الشرطة، أن ابنها كان مصاباً بالاكتئاب، ودانت «العمل العنيف الشائن» الذي قام به، فيما أمر حكام ولايات فلوريدا ولويزيانا وأركنسو وأوكلاهوما وتكساس وإنديانا الجمهوريون بتسليح أفراد الحرس الوطني في مكاتب التجنيد والمنشآت الأخرى في أعقاب الهجوم، بينما أكد مصدر أردني لشبكة «سي إن إن» الأمريكية أن السلطات الأردنية حققت مع أقارب عبدالعزيز حول زيارته الأخيرة للمملكة. وقتل 4 من جنود مشاة البحرية الأمريكية وبحار في الهجوم الذي تعتبره السلطات «عملاً إرهابياً». كما جرح شخصان هما أحد مسؤولي التجنيد في مشاة البحرية وشرطي. ومشاة البحرية الأمريكية «المارينز» هم قوات خاصة منفصلة عن سلاح البحرية الأمريكية.
وقالت عائلة عبدالعزيز في بيان أذاعه صحافي في الإذاعة الوطنية إنه «ما من كلمات قادرة على وصف صدمتنا ورعبنا وحزننا»، مؤكدة أن «الشخص الذي ارتكب الجريمة المروعة لم يكن الابن الذي عرفناه وأحببناه». وأضاف البيان «لسنوات عديدة عانى ابننا من الاكتئاب. إن حزننا يفوق الخيال لمعرفتنا بأنه عبر عن ألمه بهذا العمل العنيف الشائن».
وكان عبدالعزيز «24 عاماً» أطلق النار على مركزين عسكريين في مدينة تشاتانوغا، الأول مكتب للتجنيد لقوات المارينز والثاني مركز لقوات الاحتياط.
وبعدما عبرت عن تعازيها لعائلات الضحايا، أكدت عائلة الشاب تصميمها على مواصلة التعاون مع السلطات. ويسعى المحققون إلى معرفة دوافع الشاب في مهاجمة مركزين عسكريين في تشاتانوغا الخميس الماضي.
وطلب مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» من وكالات استخبارات أجنبية مساعدته في معرفة تحركات ونشاطات عبدالعزيز في الخارج بينما يدقق محللون في نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبدالعزيز مولود في الكويت، وأصوله فلسطينية ويحمل جواز سفر أردني مؤقت، وحصل على الجنسية الأمريكية.
وقال رئيس بلدية تشاتانوغا إندي بيرك إن «كل فرد في إداراتنا يشارك في التحقيق».
إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر من استباق نتائج التحقيق بعدما تحدث مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب عن هجوم «مستوحى من تنظيم الدولة «داعش»».
وقال المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي إيد رينولد «حالياً لا مؤشرات لدينا إلى أن الهجوم مستوحى أو موجه من قبل أي شخص آخر غير» عبدالعزيز.
وعلى إثر الهجوم سادت أجواء من الحزن على المدينة التي تضم 168 ألف نسمة بينما دانت المنظمة الإسلامية لتشاتانوغا الكبرى الاعتداء وألغت الاحتفالات بعيد الفطر احتراماً لذكرى الضحايا.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع تكشفت تفاصيل عن الشاب الذي ينتمي إلى عائلة من الطبقة الوسطى تعيش في إحدى ضواحي المدينة، والحائز على شهادة في الهندسة من جامعة تينيسي. وقد عرف بحماسه لفنون القتال.
ويدقق المحققون في سفر عبدالعزيز إلى الخارج وتثير اهتمامهم خصوصاً رحلة قام بها إلى الأردن العام الماضي. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات أن عبدالعزيز أمضى «7 أشهر العام الماضي» في الأردن.
وأضافت الصحيفة أن المحققين مهتمون برسالة قد يكون مطلق النار وجهها إلى صديق قبل ساعات من المجزرة، تتضمن حديثاً نبوياً نصه «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب».
ويبحث المحققون في حواسيبه وهاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد ما إذا كان تواصل مع تنظيمات متطرفة خلال فترة تواجده في الأردن أو إذا كان توجه إلى سوريا.
ويبدو أن سلوك والده كان عنيفاً إذ تقدمت والدته بطلب طلاق في عام 2009 ثم تراجعت عنه لاحقاً، وقد شكت من تعرضها هي وأولادها الخمسة للضرب مراراً من قبل زوجها.
وأفادت معلومات بأن والده خضع للتحقيق بشبهة ارتباطات بمجموعة إرهابية لكن تمت تبرئته في نهاية المطاف. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أن يوسف عبدالعزيز الفلسطيني الأصل خضع لرقابة أمنية لبعض الوقت. والمشكلة الوحيدة التي واجهها عبدالعزيز مع السلطات كانت توقيفه في أبريل الماضي بسبب قيادته السيارة بعد تناوله مشروبات كحولية.
وقد عمل الشاب عبدالعزيز في 2013 لمدة 10 أيام في محطة بيري النووية في أوهايو شمالاً إلا أنه لم يبق في الوظيفة لأنه لم يستوف الشروط المقبولة، وفق ما ذكر ناطق باسم مجموعة الطاقة «فيرست إنيرجي» المشغلة للمحطة.