كتبت نور القاسمي:
اشتكى مواطنون من حافظات تقديم الطعام الفلينية والبلاستيكية والأسفنجية التي يقدمها مجمع السلمانية الطبي، رغم ما تعيه وزارة الصحة من خطورة مثل هذه المواد في حفظ الأطعمة بشكل عام، والأطعمة الساخنة بشكل خاص، فضلاً عن تسخين الأطعمة بها وإبقائها لوقت طويل جداً قبل أن تقدم للمريض.
وقال مواطنون نوموا في مجمع السلمانية الطبي إن الصحون البلاستيكية والأسفنجية التي قدمت لهم غير نظيفة، ولكنهم يقدمون لهم الطعام وهو ساخن، الأمر الذي أثار غضبهم لأنه يعني أن الطعام سخن في هذا الوعاء البلاستيكي رغم جميع أخطاره وتفاعلاته مع الطعام الموضع فيه خصوصاً عند تعرضه للحرارة أو قلة التهوية.
واستغربوا المرضى من أن هذه الطريقة عينها أيضاً تقدم لمرضى السرطان! فكيف للمستشفى أن يقدم لهم طعاماً مسرطناً أيضاً، وليزداد الطين بلة تغلف بعض أنواع الطعام بغشاء بلاستيكي أيضاً.
وبينوا أن على وزارة الصحة أن تطور خدمات المستشفى للأفضل، لا للأسوأ ففي السابق كان المستشفى يقدم الطعام في حافظات الأطعمة، بطريقة صحية ونظيفة –رغم كل ملاحظات المرضى عليها-، وعلى مر السنين يأمل المواطن أن ترتقي الخدمات الصحية في البحرين لا أن تعود للوراء ويقدم المستشفى طعاماً محفوظاً بشكل غير صحي ونظيف.
البلاستيك والسرطان
وذكرت دراسات بحثية في إحدى مجلات مشفى جونز هوبكنز الدورية والذي يعتبر من المشافي الرائدة في مجال الأمراض المستعصية خاصة أمراض السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، أن عملية التبريد والتسخين باستخدام مواد بلاستيكية تسبب مرض السرطان، وقد أصدرت الدراسة عدداً من التوصيات بخصوص استعمالات المواد البلاستيكية لإعداد الطعام، ومن التوصيات عدم وضع أوان بلاستيكية في الميكروويف وعدم وضع عبوات ماء بلاستيكية في الثلاجة، وبالتالي الابتعاد عن تسخين أية مأكولات ملفوفة بالبلاستيك.
وأثبتت الدراسة أن مادة البلاستيك تحتوي على الديوكسين الكيميائية التي تسبب مرض السرطان خاصة سرطان الثدي والتي تسمم أيضاً خلايا الجسم، فالحرارة تذيب السموم الموجودة بالبلاستيك وتختلط هذه السموم مع الطعام.
الغشاء البلاستيكي
وإضافة إلى ذلك فقد شاع استخدام الغشاء البلاستيكي اللاصق للأغذية لدى ربات البيوت في تغليف بعض الأغذية قبل حفظها في الثلاجة، ولذلك حذرت السلطات الصحية البريطانية من استخدام هذا النوع في تغليف الأغذية تفادياً لانتقال بعض مكوناته إلى الطعام خاصة عند احتوائه على الدهون كالجبن والزبد. كما ينصح بعدم استخدام البلاستيك اللاصق في تغليف الأغذية المراد تسخينها داخل أفران الميكروويف.
الحافظات الفلينية
أثبتت الدراسة التي أعدتها الهيئة الملكية بينبع ضمن ورقة العمل المقدمة خلال فعاليات ملتقى أبحاث المدينة المنورة الأول الذي عقد في رحاب جامعة طيبة نهاية الشهر المنصرم تسرب مادة «الستايرين» السامة من بعض الأوعية المصنوعة من بلاستيك «البولي ستايرين» والمستخدمة لحفظ المياه أو لشرب المشروبات الساخنة .
وتناولت الورقة نتائج التحليل المخبري الذي تم إجراؤه في مختبرات الهيئة الملكية ثبوت تسرب مادة «الستايرين» وبعض المشتقات الهيدروكربونية إلى المياه المحفوظة في الأوعية البلاستيكية من مادة «البولي ستايرين» و«البولي ستايرين» الرغوي (الفليني)، وذلك في ظروف مختلفة شملت درجة حرارة المياه وفترة تخزين لعبوات ونوع الأكواب.
وأوضحت أن التحاليل المخبرية أثبتت أن نسبة تسرب هذه المادة تجاوزت معايير الهيئة الملكية ومنظمة الصحة العالمية الأمر الذي قد يتسبب في إلحاق الضرر بصحة المستهلكين».
وتوصل فريق من العلماء الأمريكيين إلى أن الأكواب المصنوعة من مادة الفوم تحتوي على مركب كيميائي يعرف باسم (ستيرين) يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان حيث تعد من المواد المسرطنة التي تزيد من فرص إصابة مستخدميها بالسرطان.
وقام المسؤولون بوزارة الصحة الأمريكية بإدراج مادة (ستيرين) ضمن قائمة المواد السامة المسببة للسرطان، بالإضافة إلى خمس مركبات كيميائية أخرى وهي (كابتافول) و(تانجستين) وبعض المواد التي تدخل في تصنيع الحوائط الفايبر ويتم استنشاقها إلى جانب مادتي نيتروتولينو و ردلاين لتنضم إلى القائمة المكونة من 240 مادة مسرطنة.
حظر وضريبة
فيما حظر عدد كبير من البلدان أكياس التسوق البلاستيكية كلياً أو جزئياً، وفرضت بلدان أخرى ضرائب على استخدامها، فقد فرضت الدنمرك ضريبة توضيب عام 1994 وانخفض استهلاك أكياس الورق والبلاستيك بنسبة 66% وعام 2001 حظرت تايوان توزيع أكياس البلاستيك المجانية التي ترمى بعد الاستعمال من قبل الدوائر الحكومية والمدارس وفي عام 2003 تم توسيع الحظر ليشمل محلات السوبر ماركت ومطاعم الوجبات السريعة والمتاجر الكبرى، كما منعت تايوان استعمال الصحون والأكواب والملاعق والشوك والسكاكين البلاستيكية التي ترمى بعد الاستعمال.
وفرضت أيرلندا ضريبة على استعمال الأكياس البلاستيكية في المتاجر، أما بنغلاديش ففرضت حظراً تاماً على جميع أكياس البلاستيك الرقيقة عام 2002، ومنعت رواندا أكياس البلاستيك التي تقل سماكتها عن 100 ميكرون، وفي أوغندا منع استعمال الأكياس البلاستيكية الرقيقة وفرضت ضريبة على الأكياس السميكة عام 2007 لخفض أكوام النفايات، كما يسري حظر استعمال أكياس التسوق البلاستيكية في باريس هذه السنة وفي عموم فرنسا عام 2010.
وتؤكد الدراسات أن هناك بدائل للتقليل من الاعتماد على هذه الأكياس ومنها الأكياس الورقية وهي ذات رواج عالمي خاصة في السنوات العشر الماضية، ومن البدائل الورقية أيضاً استخدام الأكياس القماشية التي انتشرت مؤخراً في الجمعيات التي تبيع بالجملة. بقي أن نقول إن زوجين من الهند وجدا حلاً لمشكلة الأكياس البلاستيكية التي تتناثر في الشوارع في العاصمة دلهي، وذلك في تحويل تلك الأكياس إلى حقائب يد بلاستيكية أنيقة.