كتبت - شيخة العسم:
أكدت د.بنة بوزبون أن الهدف الرئيسي من كتاب «آليات فن الاستماع إلى ضحايا الاعتداء الجنسي بالأطفال» يتمثل في التحدث عن حقوق الطفل من منظوري وخبراتي الشخصية وما عاصرته بالمستشفى العسكري في فترة بداية الثمانيات، لتوفير الحماية اللازمة للأطفال.
وأوضحت أن الكتاب يهدف كذلك إلى خدمة الجهات المسؤولة عن العنف والاعتداءات الجنسية على الأطفال عبر تقديم تعريفات للعنف والعنف الجنسي وأصول مقابلة الطفل المعتدى عليه، ومراحل إجراءات المقابلة له، والتحضيرات ما قبل المقابلة، وفصل خاص ومهم جداً للطاقم الطبي الذي يشخص الحالة وهو عن كيفية كتابة التقرير الطبي لحالات الاعتداء الجنسي للأطفال والذي سيكون المعتمد عند القضاء ولابد أن يكون كافياً ووافياً ويذكر التشخيص بشكل واضح ومفهوم للقاضي، واحتوى الكتاب أيضاً على فن التعامل مع الطفل المعتدى عليه جنسياً.
وأشارت إلى أن الكتاب يدرس حالياً بالجامعات الكويتية..»الوطن» التقت د.بنة بوزبون وتعرفت معها عن أبرز تفاصيل الكتاب وما الذي دفعها لإعداده، وفي ما يلي تفاصيل الحوار..
- كيف جاءت فكرة الكتاب ؟
الكتاب عبارة عن نتاج معاناة لأكثر من 25 سنة بدأت من ثمانينات القرن الماضي، حينما كنا نستقبل حالات عنف بقسم الطوارئ من الوالدين بعد ولادة أطفال مشوهين خلقياً ومعاقين جسدياً فنرى أن هناك أولياء أمور أغلبهم غير بحريني يرفضون أخذ أبنائهم معهم، وبعد إلزامهم بذلك ومع عدم وجود أي قانون بالبحرين آنذاك يسمح بسحب الأطفال من أهلهم في حال وجود إهمال لهم، كنا نزور العائلات بشكل شبه يومي ونجد الإهمال المتعمد للأهل لأطفالهم المعاقين والمشوهين، مما أدى لوفاة 3 حالات فردية من الأطفال بسبب الإهمال «المتعمد»، مما سبب لنا هاجساً كبيراً وخوفاً على الأطفال.
- وماذا كانت أولى الخطوات في ذلك الاتجاه؟
بعد مجهود كبير أسسنا لجنــة لحمايـــة المــرأة والطفل بالمستشفى العسكري في نهاية الثمانينات، مما أهلنا لدعم الأهل قبل ولادة طفلهم المعاق أو المشوه خلقياً وتهيئتهم نفسياً ومعنوياً لاستقبال الطفل وكيفية التعامل معه، وكانت اللجنة برئاسة سلمان عطية آل خليفة والذي له دور كبير لحماية الأطفال.
- وكيف تطورت فكرة الكتاب لتصل لحماية الطفل ضد الاعتداء الجنسي ؟
كنا في بداية التسعينات بالمستشفى العسكري نغطي علاج المنطقة الجنوبية، وكنا نستقبل العسكريين والمدنيين، مما أظهر لنا حالات اعتداءات جنسية على الأطفال آنذاك، وقد كان هناك تعاون كبير قبل أن توقع البحرين أي اتفاقيات أو منظمات لحماية الطفل إلا أن الجهات الرسمية وهي الجهة الطبية والقضائية والعسكرية والإعلامية أيضاً كانت متعاونة لأبعد الحدود من منطلق إسلامي وإنساني للحد من الظاهرة والتعامل مع الأطفال دون 18 بطريقة إنسانية وكانت تحول الحالات للجنة حماية المرأة والطفل التي شكلت بداية الثمانينات بالعسكري، وكنا نشخص الحالات ونقدم تقارير طبية للحالات المعنفة جسدياً ونفسياً.
- وما هي الخدمات التي كانت تقدمها الجهات الرسمية ؟
كان هناك تعاون كبير جداً من القضاة الذين كانوا يتعاملون مع الأطفال بمجهودهم الشخصي بحكم السن الصغير للطفل والذي يكون بين 4 إلى 5 سنوات، كما قامت وزارة الإعلام في التسعينات بتقديم برامج لتوعية الأهل والطفل وتقديم حلول للاعتداءات الجنسية ضد الأطفال وكان برنامج «حياكم معانا» للأستاذة شيخة المضحكي يتبنى القضايا والجهة العسكرية والمستشفى العسكري كان لهم الشكر الجزيل لمتابعة ودعم لجنة المرأة والطفل.