كتب - محمد الخالدي: أكدت مجموعة من سيدات ورائدات أعمال وجود بيروقراطية وإجراءات معقدة تعيق طريق الشابات البحرينيات لإنشاء مؤسساتهن الصغيرة والمتوسطة، مطالبات بتكاتف القطاعين العام والخاص لإزالة التحديات والمعوقات، وتمكين المرأة اقتصادياً وأوضحن في تصريحات لـ»الوطن» أن تلك التحديات والمعوقات تحول دون استكمال مسيرتهن خصوصاً وأن المرأة باتت شريك فاعل في التنمية الاقتصادية لمملكة البحرين. وقلن إن « تكاتف القطاعين العام والخاص من شأنه تنظيم الإطار الفعّال بين جميع رائدات الأعمال الشابات بقصد تفعيل دورهن والتعاطي مع التحديات التي يواجها العمل في مجال ريادة الأعمال»، مشيرات إلى أن تضافر الجهود وتكاملها يعود في المقام الأول إلى المصلحة العامة وبالخير والنفع على الاقتصاد البحريني. في حين حثت عدد من سيدات أعمال الرائدات المبتدئات على ضرورة امتلاك المشاريع الصغيرة أو المتوسطة ذات الصبغة الجديدة والفريدة من نوعها لما يشهده السوق من متغيرات، مشيرات إلى أن الإبداع والتثقيف ضرورة قصوى نحو الانفراد في مشاريع تخصصية تنفرد عن باقي المشاريع التي باتت تتشابه في نوعيتها. وقلن إن «المرأة البحرينية بمثابة أرض خصبة خاصة وأن عدد كبير منهن تلقين التعليم العالي والتدريب الكافي لدخول عالم ريادة الأعمال ولكن ما ينقصهن في الحقيقة هو التشجيع فقط». البيروقراطية وتعقيد الإجراءات وقالت الرائدة خلود عبدالقادر، المتخصصة في تصميم المجوهرات، إن هناك دعماً موجهاً للرائدات البحرينيات في بداية عملهن، ولكن تبقى المشكلة في الأمور البيروقراطية التي تعيق طريق الشابات من خلال جملة الإجراءات المعقدة والطويلة التي يطلبها بنك البحرين للتنمية حال التقدم إلى القرض وبالتالي تضع هذه الإجراءات الشابات أمام طابور طويل محفوف بالعقبات. ودعت خلود الجهات الحكومية إلى ضرورة التحلي بالدقة في تلقي المعلومات من المتقدمات بعد أن واجهتها عدة مشاكل بهذا الخصوص إلى جانب أهمية ربط المعلومات بين الوزارات بشكل متكامل لتلافي ضياع الوقت والجهد المبذولان حال التقدم لأي إجراء. وفيما يخص الدعم الذي تتلقاه من المجلس الأعلى للمرأة فوصفته بأنه غير المتناهي نظير الفرص العديدة التي تلقتها والتي تؤسس كياناً قوياً لجميع الرائدات البحرينيات، مؤكدة أن هذه التجربة بمثابة خطوة ممتازة، معربة عن أملها بأن تنتهز المرأة البحرينية الفرص المتاحة لها وفقاً للأطر المسموحة. تكرار المعلومات باستمارات طلب القرض وأوضحت الرائدة إيمان المدني، صاحبة محل ملابس واكسسوارات، أن فكرة مشروعها واجهتها صعوبات تتعلق بإجراءات الحصول على قرض من بنك البحرين للتنمية وهذا بدوره زاد من تأخير تنفيذ المشروع على الأرض، مشيرة إلى أن «تمكين» تدعم الرائدات بالدورات التدريبية لكنها في ذات الوقت تصدم أصحاب الطلبات بجملة من الاستمارات عند التقدم بطلب على قرض تمويل حيث أن المعلومات المذكورة تتكرر في أكثر من مرة وبالتالي تزيد هذه الاستمارات من الروتين الممل. وعلى صعيد المتجر الذي أسسته الأختان نسبية وإيمان المدني فجاء بعد اختبار السوق لمدة ستة أشهر حين طرحتا منتجاتهما لمجموعة محدودة من العائلات والأصدقاء وساهمتا في بعض المعارض الصغيرة قبل أن يطرحا ما لديهما من بضاعة. وأكدت إيمان أن الخطط المستقبلية تشمل الدخول في مجالات أخرى مثل الاكسسوارات المنزلية على أمل الدخول في أسواق مجلس التعاون الخليجي في المستقبل القريب. شروط وضوابط وأشارت الرائدة بدرية شريف، صاحبة شركة دعاية وإعلان، إلى أنها بدأت مشروعها في عام 2000م حيث لم يكن هناك أي دعم من الشركات للمبتدئين في مجال ريادة الأعمال ولكن بعد سنتين ظهرت شركتين هما بنك البحرين للتنمية و»تمكين». واعتبرت بدرية شريف نفسها أول فتاة بحرينية تفتتح شركة دعاية وإعلان في البحرين لعدم وجود نفس هذا التخصص آنذاك مما أهلها ذلك لتنال هذا اللقب خصوصاً أنها بدأت العمل مع شخص آخر وهذا وضعها أمام صعوبات في بداية العمل بسبب غياب النظرة ذات الأهمية للعنصر البحريني وتمركز ثقافة الأجنبي لدى كبار المؤسسات على اعتبار امتلاكه الخبرة الأوسع. وعلى صعيد التوسع في عمل الشركة أكدت أن إجراءات الدوائر الحكومية معقدة تعوق تقدم الشركة على النحو المأمول بسبب تطلبها العديد من الشروط والضوابط وهذا الحال سيعود بالسلب على نشاطات الشركة التي تأمل في الحاضر التشعب في أكثر من منطقة. وأثنت على الجهود التي يوليها المجلس الأعلى للمرأة نظير التعاون المثمر الذي عمل على تعزيزه مع الرائدات الشابات اللواتي أكدن مدى إعجابهن بالمستوى الراقي والعلاقة المبنية على الصداقة البناءة. حوائط منيعة أمام الشابات وقالت الرائدة هنادي بودهيش، صاحبة متجر الجودة الرقمية لتقنية المعلومات، أنها بدأت العمل في هذا المجال بناءً على دارستها للماجستير في مجال إدارة الشركات إلى جانب دراسة مجال ريادة الأعمال في الدورات التي تقدمها «يونيدو». ووصفت مجال ريادة الأعمال في البحرين بالصعب حال تقدم المبتدئين له وبالأخص ما يدور في الدوائر الحكومية التي تلاقي المتقدمين على الأعمال بصعوبة كبيرة في استصدار السجل التجاري حيث يعد هذا العائق بالحائط المنيع أمام تقدم الشابات في ظل التزامهن في ذات الوقت بعمل آخر مما يؤدي هذا إلى ضياع الوقت. وناشدت الجهات الحكومية بضرورة الالتزام بالمرونة في التعامل مع المتقدمات، متسائلة ما المانع في حلحلة القوانين المعيقة للتطور في ظل تهديد هذه المعوقات لنشاطات الشركة وامتدادها على مستوى أكثر من منطقة وبالتالي وضع طموح الشابات في نطاق محصور لا يلبي متطلبات المرأة البحرينية الطموحة. ودعت المجلس الأعلى للمرأة إلى دعم المؤسسات الصغيرة على نحو أكبر في بادئ الأمر إلى جانب العمل على تمويله والنهوض به وإبرازه على النحو المطلوب وهي فكرة، بحسب هنادي بودهيش، ستحل العديد من الصعوبات. «الأعلى للمرأة» وتطوير أعمال الرائدات وأشادت الرائدة فرح عباس، المتخصصة في مجال الديكور المنزلي، بما حظيت به الرائدات الشابات خلال مؤتمر ومنتدى يوم المرأة البحرينية الذي خصص منه الجانب الاقتصادي، مشيرة إلى أن تخصيص جناح لعرض أعمالهن بادرة ممتازة من قبل المجلس الأعلى للمرأة لتطوير أعمالهن على كافة الأصعدة ودلالة على استشراق المجلس الأعلى للمرأة لمستقبل الرائدات في المجال الاقتصادي بهدف دفعهن إلى الأمام نحو آفاق رحبه تستوعب طموحهن. أذواق المستهلكين وقالت سيدة الأعمال منى الجابري إنها بدأت العمل في شركتين تحت صفة إدارية قامت خلال ذلك بالعمل في مجال تصميم المعادن ليس هذا فقط بل الاطلاع على كل جديد في هذا المجال بغرض مواكبة أذواق المستهلكين، ومن أجل الولوج في هذا العمل بدأت مسبقاً في أخذ دراسات معمقة عن التصميم لتطوير هذا الجانب نحو محاور أكثر تفاعلاً. وأضافت «هذا الأمر لاقى رواجاً كبيراً من قبل المستهلكين ذوي الدخل العالي وحتى المنخفض منهم حيث أن طبيعة هذه المنتقيات تحتفظ بالجودة العالية وذات صبغة مميزة وبطبيعة الحال اكتسبت هذه التجارة فيما بعد أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين من شأنه الخروج بشكل متميز عن بقية المنافسين في السوق». ووصفت الجابري طبيعة التصاميم بأنها تشمل الحواجز على المباني والبراويز والبوابات المطعمة بالزجاج وتذويقها بأشكال جديدة، مشيرة إلى أن المشروع وصل إلى مراحل متقدمة من خلال الامتداد نحو مجال تحسين وضع التربة الزراعية لضمان إعطاء أكبر قدر من ممكن من النباتات النضارة المطلوبة وحصر هذه النباتات في إطار المطلوب من السوق من خلال دراسة كافة أنواعها. كما أكدت في ذات الوقت أن الشركة تقدم خدمة الاستشارات المجانية للعملاء لتبيان مدى الجو التي تعيشه الشركة في ظل جو من الألفة والتعاون بهدف تطوير عمل المعادن وحتى على سواء نباتات الزينة. وأشادت بمبادرة امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة والتي أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة والتي تهدف في مجملها إلى تكريم الشابة المتميزة في مجال ريادة الأعمال، وتشجيع وإبراز الطاقات والكفاءات المتميزة في مجال ريادة الأعمال، ونشر ثقافة الروح الريادية بين الشابات وتشجيعهن على المبادرة والإبداع. وحثت بهذه المناسبة كافة الفتيات والسيدات إلى خوض غمار السوق المحلي كصفة مشروع صغير أو متوسط في بادئ الأمر والمحاولة على الثبات على الهدف المنشود من خلال طرح مشاريع جديدة وفريدة في ظل سوق يشهد العديد من المتغيرات. تنمية الاقتصاد الوطني وأشادت سيدة الأعمال سحر كازروني بالجهود التي توليها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في مجال النهوض بمقدرات المرأة البحرينية ودفعها نحو فضاءات أوسع، مشيرة إلى أن المبادرة التي أطلقتها سموها تعنى بالدرجة الأولى في منح امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة المشاركة في تنمية الاقتصاد الوطني، والتي تجمع بين الريادة في إدارة إحدى المؤسسات الاقتصادية الخاصة والتميز في النهوض بمسؤوليتها الاجتماعية نحو المجتمع ما من شأنه إذكاء روح المنافسة الشريفة بين الرائدات الطامحات في الحصول على الجائزة وتسلمها من يد قرينة عاهل البلاد. وعلى صعيد عملها قالت أنه يقوم على استثمار مشاريع البناء والتي تشمل فلل سكنية ومنازل وينحصر عمل الشركة على إضافة التصاميم الفنية على كافة هذه العقارات بدءً من الديكورات الداخلية والخارجية حتى التشطيبات النهائية كما وأن العمل على التخطيط بمثابة حاجة ملحة لمثل هذه العقارات من خلال استعمال مواد البناء ذات الطبيعة الجيدة والجودة العالية كالإسمنت والطابوق وصولاً حتى مادة السيراميك والألمنيوم،ولكنها أكدت في ذات الوقت وجود صعوبات تعرقل وصول الشركة نحو آفاق أوسع بسبب التنافس الشديد بين مجموعة كبيرة من الشركات المختصة في ذات المهام. تشجيع المرأة البحرينية وأكدت سيدة الأعمال فيكي معوض أهمية دخول المرأة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة لما له من تشجيع فئة المرأة عموماً على الدخول في هذا المجال وشق طريقها نحو النجاح المنشود خصوصاً وأن جلّ نساء البحرين متعلمات وحزن على ثقافة عالية وبالتالي تشجيعها على الدخول في السوق البحريني ضرورة قصوى لركب موجة ريادة الأعمال في ظل سوق يتطلب التنوع والانفراد في بعض التخصصات المغايرة. وعن طبيعة عملها أوضحت أن لديها محل قامت بافتتاحه منذ 10 سنوات في مجمع العالي يعنى ببيع الفضيات والأدوات المنزلية حيث أنها لم تجد صعوبة تذكر في بادئ الأمر باستثناء ركود السوق ولكن مع مرور الوقت شهدت الأوضاع في المحل تطوراً ملموساً وعلى أكمل وجه. اكتساب الخبرة من جهتها طالبت سيدة الأعمال خلود أكبري الحكومة بضرورة وضع اشتراطات على الشركات الأجنبية الجديدة من خلال إقحام الخبرات البحرينية للعمل فيها بهدف اكتساب الخبرة المتبادلة على غرار قرار الحكومة بالاشتراط على أن تكون لدى المكاتب البحرينية خبرات عالمية.