حاوره - مازن أنور:
يقال «الثالثة ثابتة».. هل ينطبق هذا الحال مع الاتحاد البحريني لكرة القدم؟؟.. المدرب الإنجليزي اليافع انتوني باتريك هدسون يعتلي الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم كثالث مدرب في أقل من عام بعد مواطنه الإنجليزي بيتر تايلوروالذي غادر الصيف الماضي، ليحل مكانه الأرجنتيني غابرييل كالديرون لثمانية أشهر فقط ويرحل هو الآخر.
هدسون والذي يقضي عامه الثاني في البحرين كونه مدرباً للمنتخب الأولمبي، منح المسؤولية من قبل اتحاد الكرة لتسيير شؤون المنتخب الفنية في العام القادم وتبدو المحطات التي أمامه ليست خطيرة لاسيما إذا ما تحدثنا عن تصفيات كأس آسيا 2015 والمجموعة السهلة التي وقع فيها منتخبنا، ثم مشاركة الأحمر في بطولة غرب آسيا بالدوحة.
هدسون يدرك بأن الفترة القادمة لن تتطلب منه الكثير على صعيد التأهل الآسيوي لأنه بحاجة لمباراتين من أصل أربعة، في حين أن همه الكبير سيكون في كيفية إقناع الشارع الرياضي البحريني بأنه أحدث فارقاً في مستوى وأداء الأحمر ووضع بصمته المختلفة عن بقية المدربين.
«الوطن الرياضي» اقتربت من مدرب الأحمر الجديد هدسون للتعرف على تطلعاته وآماله مع المنتخب البحريني، وجاء حديثه تفاؤلياً ولكن يبقى عاماً وشاملاً، وقد يكون المدرب معذوراً لأنه لم يدخل أجواء المنتخب الأول حتى اللحظة ومازال مرتبطاً بمهمة صعبة كذلك وتفكيره مشغولاً في كيفية قيادة منتخبنا الأولمبي لمنصة التتويج الخليجية.

س: ألا تعتقد بأنك وافقت على مهمة تدريب المنتخب الأول في وقت حرج أو صعب وتحديداً مع مهمتك كمدرب للأولمبي في البطولة الأولمبية؟
في الحقيقة لا دخل لمهمتي كمدرب مع الأولمبي مع اختياري كمدرب للمنتخب الأول في الفترة الحالية، كل تركيزي كمدرب منصب تجاه المنتخب الأولمبي حالياً حتى لو كلفت بالمنتخب الأول، فتفكيري في كيفية إظهار المنتخب الأولمبي بالشكل الجيد في البطولة الخليجية، ومن ثم التفكير في المنتخب الأول عندما نبدأ العمل، وأعتقد بأن المؤشرات الإيجابية التي قد أحصل عليها مع المنتخب الأولمبي ستمنحني مزيداً من القوة للعمل مع المنتخب الأول ببداية مثالية.

س: لماذا وافقت على عرض اتحاد الكرة البحريني، وما هي طموحاتك مع الأحمر؟
موافقتي على عرض الاتحاد البحريني لكرة القدم لها عدة أسباب ولعل في مقدمتها الفترة التي قضيتها في البحرين وتقترب من العامين، حيث أؤكد وبدون خجل بأنني عشقت البحرين أهلها وأعتبر هذا البلد هو بيتي الثاني، وكان أمراً جميلاً أن أحصل على عرض تدريبي للمنتخب الأول، فيما طموحاتي بكل تأكيد هو أن أضع بصمة كمدرب مع المنتخب البحرين وأحقق النتائج الإيجابية التي يتطلع لها المسؤولون والجماهير والإعلام.

س: ما الذي تسعى لتغييره في منتخب البحرين خلال عام واحد؟
سأكون أنانياً أن تحدثت عن رغبتي في خلق تغيير، أعتقد أن المدرب بيتر تايلور كانت له بصمة على المنتخب البحريني في أمور كثيرة وتبعه المدرب الأرجنتيني غابرييل كالديرون والذي وضع لمساته هو الآخر، لذا فأنا كمدرب لن أبدأ من الصفر وإنما سأبدأ من النقطة التي توقف عندها كالديرون، وأعتقد بأن مرحلة تايلور وكالديرون شهدت تطوراً جيداً لأداء المنتخب البحريني بدليل تحقيق بطولتين ونتائجه الأخيرة في تصفيات كأس آسيا 2015، فيما سأعمل على مزيد من التطوير في المنتخب البحريني وزرع ثقافة الطموح والفوز لدى اللاعبين.

س: هل تعتقد بأن عاماً واحداً كافٍ لإثبات ذاتك كمدرب للمنتخب البحريني؟
نعم أعتقد أن عاماً واحداً كافية لإثبات ذاتي مع المنتخب البحريني، هذه السنة يمتلك فيها المنتخب بعض الاستحقاقات على المستوى القاري وأنا شخصياً أسعى للتركيز على كل استحقاق وتحقيق المنشود منه، ففي تصفيات كأس آسيا 2015 نسعى للتأهل وأمامنا أيضاً المشاركة في بطولة غرب آسيا وهي محطة مهمة جداً، وهنا أيضاً سأقترب من اللاعبين بصورة أكبر عبر متابعتهم مع أنديتهم محلياً وحتى في مشاركتهم الخارجية.

س: هل ستعتمد على اللاعبين الشباب في المنتخب الأول كونك مدرباً للأولمبي حالياً؟
لا أعتقد ذلك قطعاً، أنا كمدرب سأبحث عن أفضل الخيارات للمنتخب الأول ولكن في ذات الوقت فإن المجال مفتوح للاعبين الصاعدين والشباب وتحديداً لاعبي المنتخب الأولمبي لحجز مكانهم، ولكنني كمدرب لا يجب أن أغفل لاعبين مميزين في البحرين ومؤثرين ويمتلكون الخبرة أمثال محمد سالمين وفوزي عايش ومحمد حسين، فهؤلاء يعتبرون القلب النابض للمنتخب وتواجدهم مع المنتخب أمر ضروري، ولكن يبقى باب المنتخب مفتوحاً لمن يثبت أحقيته في ارتداء القميص الأحمر.

س: كيف قمت بانتقاء قائمة المنتخب للتجمع الأول؟
في الحقيقة واجهت صعوبة بالغة جداً في اختيار قائمة المنتخب بهذه السرعة والعجلة ومع عدم سير الدوري حتى اللحظة، ولكن أود أن أؤكد بأنني انتقيت القائمة بحسب الحاجة للاعبين في مراكز محددة، كما أعتقد بأن أغلبية اللاعبين الموجودين في القائمة ليسوا بغرباء على المنتخبات سواءً الأول أو الأولمبي، كما إنني أعتزم التعرف على إمكانات اللاعبين عن قرب في التجمع الذي يسبق ودية الكويت، حيث ستكون هذه المواجهة بمثابة قراء الصفحة الأولى في مشواري مع كتاب المنتخب البحريني، وستكون قراراتي مبنية مستقبلاً على التجمع الأول وما أجمعه من معلومات عن اللاعبين خلال الموسم.

س: البعض يرى بأنك مدرب صغير السن وسيشكل ذلك عائقاً لتدريبك المنتخب الأول؟
لا علاقة بعامل السن بنجاحي من عدمه، أعتقد بأن هنالك أمثلة كثيرة في العالم لمدربين استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم من سن مبكرة، وأعتقد بأن المدربين الشباب والصاعدين يمتلكون الرغبة والتحدي أكثر من المدربين المخضرمين، لذا فإنني لا أرى أي عائق في ذلك بل أنني متحمس جداً للمهمة الجديدة.

س: كيف ترى حظوظ المنتخب البحرين في تصفيات كأس آسيا 2015؟
حظوظنا كبيرة ومثالية جداً في التأهل لكأس آسيا في أستراليا، تصدر المجموعة وكسب جميع النقاط يؤكد بأن فريقنا في الطريق السليم، ما نحتاجه أن نفكر بجدية للمباراتين القادمتين وأن يكون التركيز والفوز شعارنا من أجل أن نحسم الأمور مبكراً، وأعتقد بأننا قادرون على تخطي هذه المهمة والتواجد بين عمالقة آسيا في أستراليا.

س: هل المنتخب البحريني سيكون بوابتك لفرض اسمك في المنطقة؟
بكل تأكيد تواجدي على رأس الجهاز الفني للمنتخب البحريني يمنحني المزيد من الأضواء سواءً على مستوى المنطقة الخليجية أوالعربية وحتى الآسيوية، وأعتقد بأن هذه المهمة بإمكانها أن تجعل مني مدرباً لامعاً في المنطقة إذا ما تمكنت من تحقيق إنجاز نوعي مع المنتخب البحريني، ولكن أؤكد لك بأن تفكيري ينصب حالياً على استخراج طاقتي التدريبية مع المنتخب البحريني وتحقيق الأهداف المنشودة.

س: ألا تخشى الوقوع في مشكلة عدم تعاون الأندية المحلية معك في مهمتك الجديدة؟
العمل بين اتحاد الكرة وتحديداً المنتخبات والأندية عموماً مشترك ويجب أن يكون قائماً على التعاون، وأنا كمدرب أحترم وجهة نظر الطرفين (الاتحاد والأندية)، أعتقد بأننا يجب أن نضع هذه المشكلة جانباً ونحاول تفاديها بالحلول السهلة والتي ترضي الجميع، وأنا كمدرب لن أدخل في مصادمات مع الأندية وسأكون متعاوناً مع الجميع من أجل صالح المنتخب ولإنجاح مهمتي.

س: هنالك من وصفك بأنك شبيه بالمدرب مورينهو، ماذا يعني لك ذلك؟
في الحقيقية وصفي كمدرب شبيه بالمدرب مورينهو أمر لا يعني لي الكثير، الوصف سهل ولكنني أدرك بأن تحقيق هذا الوصف لا يتأتى إلا من خلال العمل والصعود درجة بدرجة إلى مرحلة أعلى.