أكد سفير المملكة المتحدة لدى البحرين إيان ليندزي أن رؤية القيادة البحرينية تدل على الرغبة الحقيقية للبحرين للمضي في الطريق الصحيح للإصلاحات، وندرك أن الأمر يستدعي لتحقيقه تضافر الجهود وسيلزمه بعض الوقت.
وقال السفير، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة البريطانية بمناسبة انتهاء فترة عمله الدبلوماسي بالبلاد، إن البحرين تسير على الطريق الصحيح في مجال تعزيز وتطوير تشريعات وأنظمة حقوق الإنسان المعمول بها.
وأشار إلى أن العلاقات بين البحرين والمملكة المتحدة استراتيجية مبنية على التواصل والتعاون التاريخي الممتد بين البلدين في كافة القطاعات، وهناك تنسيق مشترك تجاه مختلف القضايا والموضوعات على المستويين الإقليمي والدولي. وعن الأوضاع والتطورات الإقليمية، قال إن المملكة المتحدة كدولة ضمن دول الاتفاق 5+1 التي توصلت إلى اتفاق مع إيران تدرك القلق الذي أبدته دول المنطقة، ونأخذ ذلك بعين الاعتبار وسنستمر في الدفاع عن مصالح شركائنا في دول الخليج، ولطالما رفضنا تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة خلال السنوات الماضية وسنواصل تقديم الدعم لدول المنطقة لمواجهة التهديدات التي تطرأ.
وأضاف «قدمنا ولانزال دعمنا ومساعدتنا فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان ونتعاون بشكل مستمر مع وزارتي العدل والداخلية وعدد من المؤسسات من ضمنها المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ولجنة حقوق السجناء والموقوفين، والأمانة العامة للتظلمات وكل الجهات الأخرى ذات العلاقة.
هناك الكثير مما يمكن عمله في هذا المجال، ومن المفيد أن يستمر الجانبان في تبادل الخبرات من خلال تبادل الزيارات. ونرى بأنه من المهم للبحرين أن تعرض التقدم الذي تحرزه في مجال حقوق الإنسان في المؤتمر الذي سينعقد العام المقبل لاسيما وأن البحرين لديها التزامات تجاه هذا الملف، وندرك أنه رغم التقدم الذي أحرزته البحرين إلا أن هناك المزيد لتحقيقه».
وأشار السفير البريطاني الذي يستعد ليستأنف مهامه الدبلوماسية في العاصمة الهنغارية بودابست مطلع العام المقبل إلى أن السفارة البريطانية عملت مع الكثير من الوزارات والهيئات الحكومية ومن بينها وزارة التنمية الاجتماعية فيما يتعلق بالمنظمات الأهلية لتتمكن من العمل وأداء مهامها بشكل فعَال. وسيقوم وفد من وزارة التنمية الاجتماعية بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة للاطلاع على تجربتها في هذا المجال.
ونوه إلى أن الأمانة العامة للتظلمات تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة وتتلقى شكاوى بما يعكس وجود ثقة أكبر فيها.
وعن العلاقات التجارية التي تجمع بين البحرين والمملكة المتحدة، أوضح أن سوق الخليج هو من بين أهم الأسواق العالمية الخمس لبريطانيا، ومن الجيد أن نرى المزيد من الشركات البريطانية التي تعتبر البحرين منصة للأعمال بالمنطقة.
ولفت إلى أن الموقع الجغرافي للبحرين منحها نواحي إيجابية، كما إن كفاءة القوى العاملة تمثل عامل جذب خاصة وأنها قوى عاملة مدربة فضلاً عن أن البحرين تمتلك سمعة جيدة كونها تطبق نظماً وقوانين وتشريعات متقدمة لسوق العمل الأمر الذي يجعلها أكثر أسواق العمل انفتاحاً مقارنة بدول المنطقة، مما يجعل الشركات التي تبحث عن إنشاء فروع لها في المنطقة تنظر إلى البحرين كأكثر بيئة عمل موائمة لها.
وذكر أن ما لا يقل عن 90 شركة بريطانية لديها فروع في البحرين، في حين أن أكثر من 500 شركة بريطانية لديها وكيل في البحرين، وما يزيد عن 350 شركة بحرينية لديها شراكة مع شركات بريطانية، ومما سلف يتبين حجم التعاون التجاري بين البحرين وبريطانيا، ففي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن انسحاب الشركات من البحرين عززت الشركات البريطانية من وجودها وتمثيلها في البحرين وتزايد عددها خلال السنوات الأربع الماضية.