جدة (وكالات) سعت السعودية أثناء زيارة لوزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر إلى جدة للحصول على ضمانات بخصوص اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً حازماً ضد «التدخل» الإيراني في الشرق الأوسط.
واجتمع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في جدة أمس (الأربعاء) مع العاهل السعودي الملك سلمان وكبار المسؤولين وطمأن المملكة بشأن دعم الولايات المتحدة لها بعد أن أبرمت واشنطن اتفاقاً نووياً مع إيران.
وقال كارتر قبل رحلته إنه يهدف إلى مناقشة الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة «العدوان الإيراني» في المنطقة وكذلك محاربة تنظيم «داعش».
وقال مسؤولون إن المحادثات تطرقت إلى التعاون مع السعودية في مجالات مثل الدفاع الصاروخي والأمن الإلكتروني والبحري.
وفي الأسبوع الماضي حذر الأمير بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات السعودية من أن الاتفاق النووي سيجعل إيران «تعيث فساداً في المنطقة».
لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن الاتفاق سيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها أكثر أمناً عن طريق إزالة خطر امتلاك إيران سلاحاً نووياً.
ووصل كارتر إلى البلاد في إطار جولة إقليمية لتهدئة مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من أن تكون إيران مازالت قادرة على تطوير سلاح نووي بالرغم من اتفاق أبرمته في الشهر الجاري مع دول مجموعة 5+1 الكبرى بقيادة واشنطن.
وتبدي الدول الخليجية مخاوف تجاه الاتفاق مع إيران، معتبرة أن هذه الصفقة ستزيد قوة إيران التي يتهمونها بالتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن. واعتبر رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة انور اشكي أن كارتر سيحاول «طمأنة دول الخليج لاسيما السعودية من أن بلاده لن تسمح لإيران بالقيام بأنشطة تضعف الاستقرار في الشرق الأوسط».
وأضاف أن السعودية ستتطرق إلى تعزيز دفاعاتها و»كيفية مواجهة إيران» في حال تفاقم الأعمال المخلة بالاستقرار نتيجة الاتفاق النووي.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذر الأسبوع الفائت إيران من أي تدخل «سلبي» في المنطقة، مؤكداً أن قيام إيران بـ «أعمال شغب» لن يكون على حساب السعودية التي ستتصدى له.
في يونيو أعلنت فرنسا والسعودية عن بدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين اثنين في المملكة.
كما أبرمت السعودية اتفاقات هذا العام مع روسيا وكوريا الجنوبية حول استخدامات مدنية للطاقة النووية.
إلى جانب مشاريعها النووية تبني الرياض تحالفات أبعد من علاقاتها مع واشنطن لمواجهة طهران، في إطار سياسة خارجية أكثر رسوخاً.