كتب حذيفة إبراهيم:
أكد رجال دين أهمية اللحمة الوطنية في صد التدخلات الإيرانية، مشيرين إلى ضرورة أن يكون الشعب على كلمة واحدة تجاه مثل تلك التدخلات، وأن لا ينجروا وراء الفتنة الطائفية التي دمرت بلداناً مجاورة. وقالوا في تصريحات لـ«الوطن»، إن ليس لإيران الحق في التدخل بشؤون البحرين الداخلية، وأن تدرب مواطنين بحرينيين مزدوجي الولاء، وأن مثل تلك الأفعال لا تمت للدين الإسلامي بصلة، مشددين على ضرورة إبعاد المنابر الدينية عن السياسة. وأشاروا إلى أن ما تقوم به إيران هو بسبب حلمها الفارسي القديم، القاضي الاستيلاء على الدول العربية والإسلامية.
اعتدنا عليها
وقال خطيب جامع الفاتح الشيخ عدنان القطان، إن التصريحات والتدخلات الإيرانية تعودنا عليها كثيراً، إضافة إلى أن هناك من ينفي تلك التدخلات وآخر يثبتها بتصريحاته، إلا أنها بجميع أحوالها مستنكرة من قبل جميع المواطنين البحرينيين سنة وشيعة، مشدداً على ضرورة عدم القبول بأي تدخل في شؤون البحرين الداخلية والدفاع عن استقلالية وسيادة هذا البلد.
وأضاف أن «الاتحاد ووحدة الكلمة والصف كلها أمور تدفع كل من تسول له نفسه بالتصريح ضد البلد أو الاعتداء عليه إلى مراجعتها مراراً قبل إطلاق أي تصريحات، مشدداً على أن في اتحادنا قوة تدفع ضد تلك التدخلات».
وأشار إلى أن تصريحات وزير الداخلية هي محل اهتمام وإشادة، إذ ينبغي على المنابر الدينية أن تتوجه لعلاج المشاكل التي يمر بها الناس سواء الاجتماعية وغيرها، وليس الحديث في الأمور السياسية التي لا يفقهون فيها. وقال إن هناك بعض الخطباء يتحدثون فيما لا يفهمون فيه، وهناك أمور يفهم فيها أهل السياسة أكثر من أهل الدين، داعياً إلى طرح الخطب التي تنفع الناس والجمهور في دينهم وعبادتهم.
ليست وليدة الساعة
من جانبه قال الشيخ د. موفق الدليمي إن تدخلات إيران لم تكن وليدة الساعة، كما إنها ليست دينية، وإنما قضية متعلقة بأصول إيران الفارسية، لم يرق لها استقرار الدول العربية والإسلامية، ويحاربون الدول العربية والخليجية على هذا الأساس.
وأشار إلى أنه مهما بادرت الدول العربية والخليجية في تقديم الأفضل، إلا أن أطماعها في المنطقة تطغى على ذلك، وبالتالي فإن الواجب على الأمة اليوم هو وحدتها في وجه الهجمة الشرسة المنبثقة من حكام إيران، تجاه الدول العربية.
وأوضح أن هذه الهجمة ليست ضد البحرين وإنما المنطقة بأكملها سواء الدول العربية والإسلامية، والتي بدورها ليس عليها إلا الوحدة، خصوصاً في البحرين إذ إن التكاتف على من عاداهم يدحض أطماع إيران في المنطقة. وأضاف «القيادة الإيرانية تعتبر البحرين هي المدخل لأرض الخليج، ويحاولون أن يجعلوا هذه الهجمات الشرسة بين فترة وأخرى، من خلال تعاونهم مع من كان ولاءه الأصيل لإيران وحكامها، الذين لو كان عندهم ولاء للبحرين لما فعلوا هذه الأفاعيل ولا خربوا الديار».
وقال «ذم الله اليهود الذين كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم، فمن يرغب أن يهدم بيته، وهؤلاء لا يتعظون مما حصل في العراق والطائفية ماذا أجرت هناك، وهذه الديار التي هجرت الملايين منها، وهي تقع على شفا حفرة، بسبب قضية الطائفية وتدخلات إيران أولاً وأخيراً، وليس على البحرينيين إلا التكاتف وأن يكونوا وحدة واحدة على من سواهم حتى يميز الله تعالى الخبيث من الطيب، وحتى تنجلي الغمة عن هذه الأمة، ويكفينا شرور إيران».
الهبة الشعبية
وقال رجال الدين الشيخ د. عبدالله المقابي إن الهبة الشعبية الشاملة لرفض كل التصريحات الإيرانية والتدخلات الفارسية في شؤون مملكة البحرين هي محمودة، إذ لا يمكن السكوت عن مثل هذه التدخلات المستمرة كانت مقصودة أو لم تكن مقصودة بحد زعمهم.
وتابع «ليعلم الجميع أن مملكة البحرين مستهدفة منذ سنين طويلة وتقع تحت أطماع فارسية وغيرها من الدول المعادية لبلد السلام والأمان، وتدعم القوى المتآمرة تلك التوجهات الفارسية بدعم مبانيها وأفكارها وترويج ما يساهم في نجاح مخططاتها، إذ إن الحال بلغ لترويج الإرهاب والتطرف وافتعال الطائفية والغلو في تقديس التطرف، فإيران لم تكن يوماً بلداً حريصاً على سلامة البحرين وشعبها، بل داعماً للعنف والتخريب وتشجيع ما تسمى بالمعارضة ودعمها بكل الوسائل هادفة لإسقاط النظام.
وأشار إلى أن البحرين وشعبها عصية على مثل هذه المؤامرات التي تستهدف الخليج العربي، وبدورنا كرجال دين ننتهج الوسطية والاعتدال ونحارب الطائفية والابتذال نشجب ونستنكر كافة التدخلات السافرة على شعب البحرين وممتلكاته، ونطالب إيران بالتوقف فوراً عن التعدي على شؤوننا الداخلية وحتى الخارجية منها، والتوقف فوراً عن دعم المخربين والإرهابيين الذين يعيثون في الأرض الفساد ويفسدون بمواصلة التبعية لتعليمات خارجية هدفها زعزعة الأمن والسلم الوطني.
وشدد على أن الوطنية سلاح الوطن، كما إن المواطن عين ساهرة لحماية الوطن، ولن يبقى البحرينيون ساكنين إزاء تلك التصريحات ولمثل هذه التدخلات والمحاولات الفاشلة للنيل من كرامة الخليج العربي.
وطالب الجميع بشجب واستنكار وتكرار الشجب ورفض كل ما يمت بالمؤامرات المحاكة وطن السلام والأمان، مشدداً على أن رجال دين يؤكدون حرمة التعاون مع جهات أجنبية ضد البحرين، بل وترويج الأقاويل والأكاذيب على البحرين وحرمة التآمر على الشعب الصابر والذي نجح بقوة في صد الهجمة الشرسة والدعم الوافر الخارجي في أزمة مفتعلة إبان العام 2011، ومازالوا يؤكدون ضرورة التلاحم الوطني ورفض كل ما من شأنه تعكير صفو الأمن، وضرورة اتخاذ اللحمة الوطنية والولاء المطلق للقائد ملك البلاد المفدى بعد الله عز وعلا والوطن.