بمقارنة سريعة بين أغلب مجالس الأمس ومجالس اليوم فإن الغلبة ستكون بلاشك لمجالس الأمس، وذلك لما كانت تمتاز به من قوة من خلال ما يحصل فيها من تبادل للأحاديث وطرح الآراء حول موضوع ما أو الفزعة لأمر معين، أما أغلب مجالس اليوم فإنك تدخل لها وتخرج منها دون أن تنطق فيها، فلا نسمع غير السلام عليكم عند الدخول وفي أمان الله حال الخروج، أما باقي الوقت فنجد الجميع منشغلاً في الواتساب وبرامج التواصل الاجتماعي الأخرى وهذه سلبية في مجالس اليوم.
نحن بحاجة ماسة إلى أن نتعرف أكثر على الموجودين والاستفادة من تواجد بعض الأفراد ممن يمتلك الخبرات في مجال عمله، ويمكن أن يفيد الحضور من عمله ولكن الحياة المعاصرة سلبت جمال ورعة أغلب هذه المجالس مع الأسف.
وسط كل ذلك، تبقى مجالس يشار لها بالبنان في ربوع البلاد لما تمتاز به من تواصل حقيقي بين الأفراد الذين يحضرونها من حيث ما يطرح من آراء، ولله الحمد صحافتنا سجلت الكثير من الأحاديث التي دارات في هذه المجالس.
ولنختم بالحديث عن مجالس الزيارات العائلية التي نجدها طبق الأصل من هذه المجالس الحديثة الصامتة، سنجد إما أن التلفزيون شغال والكل صامت كأنه في حال الصلاة أو نجد الانشغال بالهواتف، «وفي الأخير» سجلت الزيارات في سجل صلة الأرحام، وكما حضر أفراد العائلة خرجوا دون الحديث مع الأم أو الأب أو الجد أو أي فرد من أفراد العائلة.. فهل نتأمل مجالسنا الصامتة ونعيد لها النبض من جديد؟
مجدي النشيط